22 مارس 2025

ليلة سُحبت فيها الروح إلى الجحيم !

لم تكن صديقتي الممرضة تؤمن يومًا بتلك القصص التي تتحدث عن الأشباح أو الكيانات الغامضة. كانت تعتبرها مجرد خرافات تُروى لإثارة الرعب في جلسات السمر. لكن ما شهدته في إحدى الليالي قلب حياتها رأسًا على عقب، وغيّر نظرتها إلى العالم المجهول إلى الأبد.

كانت تعمل حينها في دار لرعاية المسنين، دار هادئ يتردد فيه صدى خطوات العاملين وهم يتنقلون بين الغرف، ويمتزج فيه الأمل بالحزن مع كل لحظة تمر. معظم النزلاء كانوا يعيشون أيامهم الأخيرة بسلام، يحيط بهم طاقم طبي إنساني ومتفانٍ.

من بين أولئك النزلاء، كان هناك رجل مسن يُدعى "سام"، تجاوز الثمانين من عمره. رجل هادئ لا يتحدث كثيرًا، بعينين غائرتين تخفيان ماضيًا مضطربًا. كانت هناك شائعات كثيرة تدور حوله، همسات بين الطاقم والمقيمين تقول إنه كان في شبابه على صلة بإحدى أشهر العائلات الإجرامية، بل هناك من قال إنه كان قاتلًا مأجورًا، نفّذ عمليات اغتيال مقابل المال. قضى سنوات طويلة من حياته في السجن، ثم خرج منه ليقضي ما تبقى من عمره بين جدران هذه الدار.

في تلك الليلة، كانت صديقتي تساعد أحد المرضى على تناول أدويته الليلية، وكل شيء كان يبدو طبيعيًا حتى سُمع فجأة صراخ رجولي مدوٍّ قادم من الممر. كان صوتًا حادًا، مملوءًا بالذعر… صوت سام!

استدارت برعب لتنظر من باب الغرفة، وما رأته جعل الدم يتجمد في عروقها. هناك، في وسط الممر، كان سام يُسحب على الأرض بواسطة كيانين غريبين، يرتديان ملابس سوداء بالكامل. لم تكن ملامحهما ظاهرة، وكأن الظلام نفسه يغلف وجهيهما. سام كان يصرخ ويقاوم، يداه ممدودتان للأمام وكأنه يتوسل النجدة.

بدون أن تفكر، ألقت ما في يدها وركضت نحو الممر، لكن حين وصلت، اختفى كل شيء… لم يكن هناك أي أثر لسام أو الكيانين! الممر كان ساكنًا، لا صوت ولا حركة. الباب الموجود في نهاية الممر، وهو باب مخصص للطوارئ، كان مغلقًا بإحكام، ومقفولًا من الخارج، كما أن جهاز الإنذار المرتبط به كان لا يزال مفعّلًا، دون أن يُصدر أي صوت إنذار.

الغريب أن صديقتي لم تكن الوحيدة التي رأت ذلك المشهد، فاثنان من المقيمين الذين اعتادوا ترك أبواب غرفهم مفتوحة ليلاً، أكدا لاحقًا أنهما شاهدا نفس الكائنين المظلمين يسحبان سام نحو الباب.

حين عادت مهرولة إلى غرفة سام، وجدته ميتًا في سريره. لم يكن هناك أي اضطراب في الغرفة، لم تُحرك أي قطعة أثاث، ولا توجد أي علامات على حدوث صراع. كان مستلقيًا بهدوء، كأن روحه خرجت بسلام.

لكن السلام الظاهري لم يكن مقنعًا. ما رآه أولئك الثلاثة – صديقتي والمقيمان – لا يُمكن تفسيره. كلهم أجمعوا على أنهم رأوا روح سام تُسحب حرفيًّا من جسده، وتُؤخذ إلى مصير مظلم لا رجعة منه.

منذ تلك الليلة، لم تعد صديقتي تستهزئ بالقصص المخيفة، بل أصبحت هي من يرويها… ووجهها يتغير كلما وصلت إلى الجزء الذي اختفى فيه سام.

هل كانت تلك الكائنات ملائكة موت من نوع آخر؟ أم هل كان سام يدفع ثمن ماضٍ ثقيل لم يُغفر له؟

قصص مثل هذه تُذكّرنا بأن الموت ليس دائمًا النهاية الهادئة التي نتوقعها... أحيانًا، يكون مجرد بداية لفصل آخر، أكثر ظلمة ورعبًا.

يرويها ديفيد روي    

ملاحظة

هذه التجربة نشرت في الأساس على موقع كورا وهو موقع للتواصل الإجتماعي حيث يطرح المساهمون أسئلتهم بينما يشارك الأخرون بإجاباتهم وتجاربهم.


إقرأ أيضاً ...

- العائدون من الغيبوبة : أسرار وتجارب محيرة للعلم

- عزرائيل : قابض الروح 

- الروح 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .