وبينما كنت جالساً داخل البرج فجراً ، وقعت عيني على ريشة رمادية ضخمة موضوعة بين قدميّ تماماً، في مكان يستحيل تجاهله. لم تكن ريشة عادية، بل كانت أكبر مما اعتدت رؤيته في حياتي، ولونها الرمادي بدا باهتاً وغريباً في آن. لكن ما زاد من دهشتي هو أنها تعود لطائر غير معروف في المنطقة إطلاقاً، والأهم من ذلك أن السجن محكم الإغلاق من كل الجهات، ولا مجال لتسرب أي شيء من الخارج، ناهيك عن شيء بهذا الحجم.
كان حضورها مربكاً، وكأنها وُضعت هناك عمداً، لتجبرني على رؤيتها ، ورغم شعوري بالريبة، حاولت تناسي الأمر وغادرت العمل عند انتهاء نوبتي. وفي طريقي إلى المنزل على دراجتي النارية، وقعت حادثة لم أجد لها تفسيراً حتى الآن. حيث قام سائق سيارة بانعطاف مفاجئ أمامي وبشكل غير متوقع، وكنت على وشك أن أُصدم به لولا تدخل الألطاف الإلهية، توقفت وأنا أرتجف من هول ما حدث.
سارعت إلى مواجهته وسؤاله عن سبب تلك الحركة الخطيرة، فإذا به يجيبني وهو في حالة ذهول: " أنا لم أنعطف... السيارة انحرفت من تلقاء نفسها، ولم أكن أتحكم بها ! " ، كانت ملامحه جادة، هادئة، رجل تبدو عليه علامات الحكمة والاتزان، مما زاد من حيرتي.
تساءلت بعدها:
هل كانت تلك الريشة رسالة خفية من عالم آخر ؟
هل أنذرتني بخطر كاد أن يودي بحياتي ؟
أم أن كل ما حدث مجرد مصادفة غريبة في سلسلة أحداث لا نراها كاملة ؟
يرويها محمد من المغرب
فرضيات التفسير
1- التزامن النفسي والرمزي (Synchronicity)
ظهور الريشة في لحظة استرخاء تامة ثم وقوع الحادث مباشرة قد لا يكون مجرد صدفة، بل ما يُعرف بـ"التزامن"، حيث تتلاقى رموز خارجية مع أحداث داخلية بطريقة تحمل "معنى شخصي" دون علاقة سببية.
في علم النفس التحليلي (يونغ)، يُعد هذا النوع من الأحداث دليلاً على تفاعل النفس مع "لغة الكون الرمزية" أو "اللاوعي الجمعي".
2- التأويل الغريزي للرموز (Symbolic Intuition)
العقل الباطن قد يتفاعل مع رموز معينة – كالريشة – في لحظات الهدوء، ويُحمّلها دلالة تحذيرية أو تنبيهية، حتى قبل أن يحدث الشيء فعلياً.
في ثقافات متعددة، تُعتبر الريشات – خاصةً التي تظهر في ظروف غير معتادة – رموزاً تحمل رسائل من العالم الروحي أو كائنات خفية. أحياناً تكون علامة حماية، وأحياناً تنبيهاً لما هو قادم.
هذا لا يُثبت وجود تلك الكائنات، لكنه يُظهر كيف يتعامل الإنسان مع المجهول باستخدام الرمزية والحدس.
3- الحاجة للمعنى بعد النجاة (Meaning-Making After Survival)
بعد حادث مروّع كاد يودي بالحياة، يسعى العقل البشري لتفسير النجاة، وتبرز الرموز السابقة في الذهن لتُعيد تشكيل الحدث.
الريشة هنا قد لا تكون مرتبطة بالحادث، لكن تجربة النجاة جعلت العقل يربطها به، في محاولة لا شعورية لإضفاء "قيمة عليا" أو معنى.
من وجهة نظر ميتافيزيقية، قد تكون هذه التفسيرات ذات مغزى حتى لو لم تكن مادية، لأن النية الداخلية والإيمان بالرمز قد يؤثران في سلوك الإنسان ومستقبله.
إعداد : كمال غزال
ملاحظة
نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من ها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها ، للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا
إقرأ أيضاً ...
- علاقة الفراشات بعالم الأرواح
- تجارب واقعية : رسالة مجهولة تحملها فراشات
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .