7 مايو 2025

شاهدت طبقاً طائراً فوق مقبرة يهودية

Zdag69 يرويها

كان ذلك في خريف عام 2003، وكنتُ حينها في السابعة عشرة من عمري. أتذكر الليلة بوضوح: كانت هادئة، والسماء صافية بلا غيوم، والهواء بارد يلفحي وجهي. خرجت من منزلي متوجهاً إلى صديق لي في حي مجاور. 

وبينما كنت أعبر شوارع الحي الذي أعيش فيه، توقفت عند بائع الحمص المسلوق. وقفت هناك أتناول الحمص وأشرب من حسائه الساخن، أستمتع بمذاقه الدافئ في تلك الليلة الباردة. 

أمام عيني، كان سور المقبرة اليهودية القديمة يلوح خلف المنازل القريبة. كنت أحدق في ظلمة الليل خلف السور، شارد الذهن… وفجأة ! ظهر أمامي، وبشكل لا يُصدّق، صحن طائر في السماء فوق الجدار.

كان قريباً إلى درجة أن شكله بدا واضحاً تماماً، يشبه طبق الطاجين المغربي، ويدور على جوانبه عدد من الأضواء الحمراء المتناسقة في حركة عجيبة. تسمرت مكاني، لم أشعر بالخوف بقدر ما شعرت بالدهشة والفرح؛ كأنني كنت أشاهد شيئاً يتجاوز حدود الواقع، شيئاً لا يمكن أن يكون أرضياً أبداً.

لا أستطيع تحديد كم استمرت تلك اللحظات، ربما 10 أو 15 ثانية، ثم التفتُّ بسرعة إلى بائع الحمص أريد أن أرى إن كان يلاحظ ما أراه… لكنه كان منشغلاً بمصدر رزقه، لم يرفع رأسه أصلاً.

وحين عدت بنظري إلى الطبق… هنا حدثت المفاجأة الكبرى:
ذلك الصحن الطائر قام بحركة لا توصف، ذكرتني بطريقة لاعب كرة القدم رونالدينيو حين يراوغ خصمه بمهارة مذهلة؛ في لحظة واحدة اختفى وسط الظلام بسرعة هائلة، وكأنه لم يبتعد تدريجياً بل دخل عبر بوابة أو ثقب ما في السماء.

ذهبت بعدها مسرعاً إلى صديقي، ألهث من شدة الحماس، وأخبرته بكل شيء. كنت دائماً أحدثه عن مثل هذه الظواهر والقصص الغريبة، وكان يسخر مني ويضحك ويتهمني بالجنون. لكن هذه المرة توسلت إليه أن يرافقني إلى مكان المشاهدة، عسى أن يعود الطبق ويظهر مرة أخرى. بل فكّرنا حتى في مغامرة تسلق جدار المقبرة والدخول للبحث إن كان هناك أثر لما رأيته.

لكننا لم نعثر على أي شيء…

اليوم، وبعد مرور كل هذه السنوات، أقسم بالله أنني لم أكذب في حرف مما رويته. لا زلت أذكر تلك الليلة وكأنها حدثت البارحة. كانت لحظة محفورة في ذاكرتي، تؤكد لي أننا لسنا وحدنا في هذا الكون العظيم.

تحية مني لكل من يؤمن بأن هناك عوالم أخرى وظواهر لم تُفسّر بعد… وربما، مثلما حدث معي، ينتظر كل واحد منكم لحظة يرى فيها شيئاً يغيّر نظرته للعالم إلى الأبد.


يرويها Zdag69 (38 سنة) - المغرب

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لكم على نشر مقالي وتجربتي ، هذا محفز لي للتفكير في نشر أحداث وتجارب أخرى شخصية يلفها الغموض وقعت لي في الماضي ..مزيدا من التألق لموقعكم الرائع ..🛸zdag69

    ردحذف