![]() |
ترويها جانيس وايت لينغ |
عملت في أربعة مستشفيات مختلفة خلال مسيرتي التي امتدت لما يقارب 40 سنة. لكن الأحداث الغريبة لم تحدث لي إلا في واحد منها، وذلك بين عامي 1986 و2001.
كنت أعمل في وحدة الحضانة/ما بعد الولادة، والتي كانت في السابق وحدة عناية مركزة.
الأرجوحة التي تتحرك من تلقاء نفسها
كانت تلك وحدة صغيرة، وغالباً ما كنت أكون وحدي مع الأطفال في الحضانة. كان لدينا أرجوحة أطفال نستخدمها مع الرُضّع الذين يصعب تهدئتهم، لكنها كانت دائماً مطفأة. ومع ذلك، كانت تبدأ فجأة وببطء في التأرجح من تلقاء نفسها مرة واحدة تقريباً في كل وردية مدتها 8 ساعات. كنا نتركها حتى تبدأ بالتأرجح بقوة وسرعة، عندها نقوم بإيقافها يدويًا. لم تكن موصولة بالكهرباء، لكنها كانت تتأرجح وحدها دوماً.
الأصوات الغامضة في غرفة العمليات
كان لدينا جناح صغير يحتوي على غرفتي عمليات، وغالباً ما كان غير مستخدم وتضيئه فقط إنارة خافتة. أحياناً كنا نحتاج للدخول إليه لجلب شيء ما، وفي كل مرة تقريباً كنا نمر بجوار الغرفة رقم 1، كنا نسمع صوتاً عالياً يشبه سقوط كتاب من ارتفاع كبير. وعندما نشغّل الأنوار ونتفقد المكان، لا نجد شيئاً ساقطاً أو في غير مكانه. تكرر هذا الأمر معي كثيراً.
في نفس الغرفة، شعرت العديد من الممرضات فجأة بالخوف الشديد، حتى أثناء وجود مريض يخضع لعملية. كنّ يشحبن من شدة الرعب ويقلن إنهن شعرن بوجود شرير أو طاقة خبيثة. أما أنا شخصياً، فلم أشعر بذلك أبداً.
الطَرق على باب الحمّام
هذه التجربة كانت المفضلة لدي، وحدثت لي عدة مرات على مر السنين ، كان حمّام الموظفين يقع خارج الوحدة، في نهاية ممر طويل يبلغ طوله حوالي10 أمتار دون وجود أي أبواب أو غرف أخرى على جانبيه، فقط الحمّام في نهايته.
كنت أسير عبر الممر وأدخل الحمّام ثم أغلق الباب. وقبل أن أصل حتى إلى المرحاض الوحيد في الغرفة الصغيرة، كنت أسمع ثلاث طرقات قوية على الباب. كنت أستدير فورًا وأفتح الباب، ودائماً ما أجد لا أحد هناك. على حد علمي، كنت الوحيدة التي عاشت هذه الظاهرة.
نُشرت في موقع Qoura
تحليل التجربة - كمال غزال
1- التحليل النفسي – البيئة والتأثير اللاواعي
العمل في وحدة حضانة ليلية شبه معزولة، خاصة في أماكن كانت في السابق وحدة عناية مركزة (مرتبطة بالموت والألم)، يمكن أن يغذي العقل الباطن ويدفع المخيلة للعمل تحت ضغط الوحدة والصمت.
الطرق على باب الحمام، مثلاً، قد يكون انعكاساً لحالة التوتر والخوف اللاواعي من كونها بمفردها في ممر مهجور.
التأرجح الذاتي للأرجوحة يمكن أن يكون تفسيراً ميكانيكياً، لكن تكراره المنتظم يعزز شعورها بوجود "كائن غير مرئي"، وربما تكون قد ربطته بلا وعي مع فقدان أطفال سابقين في نفس المكان (كونه عناية مركزة قديمة).
2- التحليل الباراسيكولوجي – طاقة المكان والأرواح العالقة
كثير من تقارير النشاطات ما بعد الوفاة تأتي من مستشفيات، خاصة تلك التي شهدت وفيات عديدة، حيث يُعتقد أن الطاقة العاطفية القوية أو الموت المفاجئ يترك "بصمة" أو ترددًا فيزيائياً في المكان.
الغرفة رقم 1 في قسم العمليات تكررت فيها أصوات غامضة ومشاعر خوف مفاجئ لدى عدة ممرضات، مما قد يشير إلى وجود "ظاهرة استحضار تلقائية" أو Presence Haunting (تجلٍّ لطاقة لم تغادر).
الطرقات الثلاث على باب الحمام تحمل دلالة رمزية في ثقافات كثيرة، وتكرارها قد لا يكون مصادفة (رقم 3 في الماورائيات يُستخدم كثيراً).
3- التحليل الثقافي – سرديات النساء العاملات في المستشفيات
النساء في بيئات الرعاية الصحية يُنظر إليهن في العديد من المجتمعات على أنهن أكثر تقبلاً لـ "الإشارات غير المنظورة" أو الحدس، وقد تكون جانيس تملك حسًا داخليًا عالي الاستشعار لما لا يراه الآخرون.
أيضًا، القصص التي تخرج من العاملين في المستشفيات كثيرًا ما تُروى بصوت خافت، بعد التقاعد، وهذا شائع بين من حملوا أسراراً ثقيلة أو تجارب لم يُصدّقها أحد.
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .