28 مايو 2025

الضباب الداخل من العدم

 يرويها جيف بورغيت

قد يظن البعض أنني فقدت صوابي بعد أن أروي هذه الحكاية، لكنني سأشاركها على أي حال ، كنت جالساً مع أمي وأختي في غرفة المعيشة نشاهد التلفاز، عندما رفعت نظري نحو الدرج، فرأيت كتلة من الضباب الرمادي تتشكّل في الأعلى. ظننت أنني أتخيل، فسألت أمي وأختي عمّا إذا كانتا تريان ما أرى.

أجابت أمي، من تلقاء نفسها، أنها لاحظت فعلاً بقعة من الضباب وتساءلت كيف دخلت إلى المنزل المغلق. أما أختي "جان"، فقالت إنها تشعر بطاقة شريرة تنبعث منه، وهو نفس الشعور الذي انتابني أنا وأمي أيضاً.

بدأ ذلك الكيان الضبابي ينزلق ببطء نحو الأسفل. وقفت واقتربت من الجدار النصفي الذي يفصل غرفة المعيشة عن الممر، حيث يتواجد الدرج على الجانب الآخر. في تلك الفترة من حياتي، كنت أصف نفسي بـ" اللا أدري المؤمن"، أي أنني أؤمن بوجود كيان إلهي يهتم بكل كائن عاقل، رغم أنني لا أستطيع إثبات وجوده علمياً رغم خلفيتي المسيحية القوية.

ومع ذلك، لم أشعر قط بشيء أبرد أو أكثر عدائية مما شعرت به من هذا الكيان. كان حضوره مريباً، بارداً، يكاد يكون شراً خالصاً. بشكل تلقائي، تخيلت الرمز الذي كنت أتأمل فيه أثناء محاولتي فهم طبيعة الإله وعلاقته بالبشر. وضعت يديّ بشكل مقعّر أمامي، كما لو أنني أحتضن طاقة غير مرئية، وركزت على جمع طاقتي الداخلية – ما يعرف بطاقة "التشي" في شكل كرة طاقية.

بحلول ذلك الوقت، كان الكيان قد وصل إلى أسفل الدرج، وأصبح على بعد نحو أربعة أقدام فقط مني. حاولت أن أُسقط الرمز المتخيل عليه، وفتحت كفّي نحوه. وفجأة… اختفى.

ما قمت به لم يكن قراراً واعياً، بل كان ردة فعل غريزية؛ شعرت وكأنه الشيء الوحيد المنطقي الذي يمكن فعله في تلك اللحظة.

مر الآن قرابة أربعين سنة على تلك الحادثة، وما زلت لا أستطيع تفسير ما حدث. ومع أنني لا أعرف ما كان ذلك الشيء، أستطيع أن أقول ما لم يكن:

- لم تكن هلوسة، فقد رأيناه جميعاً بوضوح: ثلاثة أشخاص عاقلين، متيقظين، رأوا نفس الشيء ووصفوه بنفس الطريقة.

- لم يكن ضباباً طبيعياً؛ فالمنزل كان مغلقاً بإحكام، والضباب اختفى في لحظة.

- لم تكن خدعة أو مقلباً؛ لم يكن هناك أحد سوانا، والجميع كانوا على مقربة من بعضهم.

- لم يكن ظاهرة كهرومغناطيسية؛ حدث ذلك مرة واحدة فقط ولم يتكرر.

- لم يكن شبحاً؛ لم يكن يحمل أي طابع بشري.

وبالتالي، لا أدري ما الذي رأيناه بالضبط. لكن المؤكد أن تلك كانت أغرب وأشد تجربة خارقة مررنا بها جميعاً.


نُشرت في موقع Qoura 

تحليل التجربة - كمال غزال 

أ- التفسير الفيزيائي (الطبيعي)

1- تكاثف بخار الماء Condensation
قد يحدث عندما يلتقي هواء دافئ ورطب بمصدر بارد جداً داخل المنزل (مثلاً تسريب من وحدة تكييف أو ثلاجة) ، لكن هذا عادةً ما ينتج سحباً ضبابية باهتة وضعيفة لا تتحرك بوعي ولا تبعث شعوراً بالرهبة.

2-  غازات متسربة (مثل أول أكسيد الكربون أو التبخرات الكيميائية)
بعض الغازات أو المواد المتبخرة قد تشكّل سحباً مرئية تحت ظروف حرارية معينة، وتسبب هلاوس أو شعوراً بالبرودة أو الضيق ، لكن من غير المرجح أن تُرى هذه الغازات بالعين المجردة، ولا تملك "سلوكاً موجهاً" مثل النزول من الدرج أو التفاعل مع الناس.

3- ظاهرة الضوء والظل Pareidolia + Diffraction
في حالات الإضاءة غير المتجانسة، قد يبدو للعين أن هناك "ضباباً" أو "كتلة" عبر انعكاسات الضوء على جسيمات في الهواء ، لكن لا تفسر الشعور الجماعي بالرهبة أو البرودة الشديدة أو تفاعل الأشخاص بشكل متزامن.

التفسيرات العلمية ممكنة في حالات قليلة لكنها لا تفسر الإحساس العاطفي الجماعي أو السلوك الموجه للضباب.

ب- التفسير الباراسيكولوجي Parapsychological

1-الكيانات الطاقية غير المتجسدة Formless Entities
تُصنّف ضمن ما يسمى أشكال خلقتها الفكرة Thought-forms أو Egregores أو تكونات ظلية Shadow Manifestations ، يمكن أن تتكوّن من تجمع طاقة عاطفية أو عقلية قوية (خوف، صدمة، كراهية...) في موقع معين ، وقد تظهر أحياناً ككتلة ضبابية باردة دون ملامح بشرية، بل تبدو عديمة الشكل Amorphous.

2- ارتباطها بـ "الجسد الكربوني" Carbon Body Hypothesis
الجسد الكربوني هو مفهوم من مدارس الطاقة الحيوية يشير إلى طبقة مادية "خفية" تظل بعد موت الإنسان ، لكن في تجربة جيف ، الكتلة لا تظهر كشبح إنساني، مما يوحي بأنها ليست "روحاً متجسدة"، بل ربما: كائن من طيف طاقي آخر أو "كبسولة طاقة" مبرمجة بشحنة سلبية.

3- الاقتران بالبيئة والنية Intent-Environment Coupling
بعض الكيانات تظهر فقط أمام أشخاص لديهم حساسية معينة أو نية روحية/تحقيق داخلي ، ربما كان "جيف" أصلاً يمر في تلك اللحظة بحالة تأملية داخلية/إيمانية (تصوره للرمز، محاولة تركيز الطاقة) قد "جذب" أو كشف ذلك الكيان.

ج- تفسير شعوري-روحي Intuitive-Mystical
البرودة الشديدة، الشعور بالشر، التزامن بين ثلاث مشاهدات متطابقة… هذه ليست سمات طبيعية ، قد تمثل "زائراً من بعد آخر" أو Interdimensional Being أو حتى شكل بدائي من وعي سلبي كأن المنزل مرّ بحادثة عنيفة في الماضي، والكيان هو "أثر نفسي متجسد".


إذاً، ما الذي رأوه ؟
- ليس شبحاً تقليدياً (بهيئة إنسان)
- ليس ضباباً طبيعياً أو غازاً مرئياً.
- ربما كان كياناً طاقياً سلبياً بلا شكل بشري، لكن له حضور مؤثر.

قد تكون تجربة نادرة لكيان غير متجسد مكون من شحنة عاطفية كثيفة تم رصده فقط بسبب ظروف طاقية/نفسية استثنائية لحظة ظهوره.


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .