![]() |
ترويها س.س |
أنا فتاة مؤمنة بوجود عوالم غيبية وكائنات قد تشاركنا هذه الحياة. أودّ أن أشارككم تجربة شخصية حدثت لي منذ حوالي ثمانية عشر سنة، ولم أتمكن حتى اليوم من تفسيرها ، نحن عائلة بسيطة مكوّنة من أمي، وشقيقي، وأختي التي أشاركها غرفة النوم. تطل غرفتنا على شرفة كبيرة، ويوجد بجوار سريري مباشرة نافذة تُفتح على تلك الشرفة.
في إحدى الليالي، وقبل أذان الفجر بقليل، وفي وقت يسوده الهدوء التام، استيقظت على صوت غريب قادم من جهة النافذة. وللتوضيح، فأنا أُعرف بأن نومي خفيف جدًا، وأفيق لأبسط الأصوات، خاصة إن كانت غير مألوفة.
كان الصوت أشبه بصوت امرأة، تترنّم أو تغني بلحن غريب لكنه جميل في الوقت ذاته. في البداية ظننت أنه بقايا حلم، لكن الصوت استمر، وازداد وضوحاً، رغم أن كلماته لم تكن مفهومة. كانت الترانيم بلغة لم أسمع بها من قبل، غريبة تمامًا عن أي لغة معروفة.
أؤكد أن الصوت لم يكن صادراً من أحد الجيران؛ فأنا أعرف أصواتهم جيداً، كما أن المسافة بيننا وبين أقرب بيت لا تسمح بوصول الصوت بذلك الوضوح، فضلاً عن أن مصدر الصوت كان ملاصقاً للنافذة تقريباً.
رغم شعوري بالخوف، كان لديّ إحساس داخلي بأن هذا الكائن ، والذي بدا لي أنه أنثوي بوضوح ، لا يريد إيذائي. استمر الصوت لنحو عشر دقائق، كنت خلالها متسمّرة في مكاني، أحاول أن أفهم ما أسمعه.
ثم خطر ببالي أن أبدأ بتلاوة القرآن الكريم، فقرأت سور الإخلاص والمعوذتين ، وهنا حدث ما أرعبني أكثر: بدأ الصوت يخفت تدريجياً، وكأنه يبتعد. لم يتوقف الغناء أو الترانيم، لكنه أصبح أضعف، كما لو أن الكائن يغادر المكان متجهاً إلى أعلى. أقسم بالله أنني شعرت كأن الصوت يرتفع في الهواء، صاعدًا من الشرفة إلى السماء، حتى اختفى تماماً.
أؤكد أنني كنت في كامل وعيي خلال تلك التجربة، ولم أحكِ ما حدث إلا لوالدتي، وبعد فترة طويلة من الحادثة. لم أسمع ذلك الصوت مجدداً، ولم أره، لكنه ما زال يرنّ في ذهني كلما تذكرت ما حدث.
تحليل التجربة - كمال غزال
يمكن تحليل التحربة التي روتها الآنسة س.س أن يتم على مستويين: النفسي والباراسيكولوجي (ما وراء علم النفس) :
التحليل النفسي
1- نوم خفيف واستثارة الحس السمعي
صاحبة التجربة أشارت إلى أنها تُعرف بنومها الخفيف، وهذه سمة تجعل الشخص أكثر عرضة للاستيقاظ بسبب المؤثرات البيئية الطفيفة، والتي قد تُفسَّر على أنها "غير طبيعية" في لحظات الوعي الحدّي بين النوم والاستيقاظ، وهي فترة يشيع فيها ما يُعرف بـ:
الهلوسات التنويمية Hypnagogic Hallucinations: وهي تجارب حسية حقيقية من حيث الإدراك، لكن ليس لها مصدر خارجي حقيقي، وتحدث غالباً عند الانتقال من حالة اليقظة إلى النوم أو العكس.
2- تأثير العزلة الليلية والظروف المحيطة
عند السكون التام لليل، ومع الظلام والعوامل الحسية القليلة، يصبح العقل أكثر قابلية لإسقاط مشاعر القلق أو المخاوف غير الواعية في شكل سمعي أو بصري. الترنيم أو الصوت الغامض قد يكون نتاجًا لتلك الحالة.
3- الإيمان المسبق بالغيب
وجود اعتقاد قوي مسبق بوجود كائنات غيبية مثل الجن والكيانات الماورائية يجعل العقل يبحث عن تفسير "خارجي" غير مادي لأصوات غير مفسَّرة، خصوصًا إن لم يكن هناك مصدر ظاهر.
التحليل الباراسيكولوجي (ما وراء علم النفس)
1- الظاهرة ضمن تصنيف "الكيانات المجهولة الصوتية"
تشير العديد من تقارير الظواهر الخارقة إلى سماع أصوات غنائية أو ترنيمات بلغة غير معروفة، تُصنَّف في الباراسيكولوجيا ضمن ما يسمى " الكيانات الصوتية الغامضة" Disembodied Vocal Entities ، وغالباً ما ترتبط هذه الأصوات بمكان له طاقة خاصة (شرفة تطل على فراغ أو طبيعة) أو توقيت معين (قبيل الفجر، حيث يُعتقد أن "الحجاب بين العوالم" يكون أضعف) وتترافق أحياناً مع مشاعر غامضة: الرهبة، السكينة، التنويم...
2- استجابة الكيان لقراءة القرآن
من المثير أن الصوت بدأ بالانسحاب مع تلاوة سور الحماية (الإخلاص والمعوذتين). هذه النتيجة تُستخدم في الباراسيكولوجيا كإشارة محتملة إلى أن التجربة ليست مجرد إسقاط نفسي، بل ربما وجود تأثير لطاقة أو وعي مستقل غير مادي ، لكن تبقى هذه الاستنتاجات غير محسومة علمياً وتخضع للمجال الرمادي بين التجربة والاعتقاد.
هل يُنصح بترك النافذة مفتوحة ليلاً ؟
من الناحية الواقعية والنفسية لا يُفضل ترك النوافذ مفتوحة ليلاً في غرف النوم، وخصوصاً لمن لديهم نوم خفيف، لأن الأصوات الخارجية (حتى البعيدة) قد تتداخل مع النوم وتُفسر كأصوات غامضة.
- التيارات الهوائية قد تسبب ظواهر غريبة (صفير، تحريك الستائر، إلخ).
- السلامة الجسدية والأمن من الحشرات أو الغرباء أيضًا ضرورية.
- أما من الناحية الروحية أو الباراسيكولوجية هناك اعتقاد شعبي في ثقافات عديدة (وخاصة العربية) أن النوافذ المفتوحة في الليل قد تتيح مرور "كائنات غير مرئية"، خاصة في ساعات السحر.
حتى وإن لم يتم تأكيد ذلك علمياً، فإغلاق النوافذ يُمنح قيمة رمزية: الحماية والتحصين.
ملاحظة
نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من ها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها ، للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا
أقرأ أيضاً ...
- الأبواب : من الحاجز المادي إلى المعبر الماورائي
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .