3 يونيو 2025

رسالة كائن ليلي : بين الحلم والدخان

 ترويها فيكو غوميز

عندما كنتُ طفلة، أذكر تجربة واحدة بوضوح شديد. كان عمري حوالي 12 سنة، كنت أعيش في منزل صغير مكون من غرفتي نوم مع والديّ وأختَيّ. في إحدى ليالي الصيف، كانت والدتي تطهو دجاجة على النار، بينما كنا ننتظر عودة والدي من العمل.

أتذكر أنني ذهبتُ للنوم حوالي الساعة العاشرة مساءً مع أختَيّ، حيث كنا نتشارك الغرفة نفسها.

في منتصف الليل، بدأت أشعر بعدم ارتياح غريب. انتابني الغثيان واستيقظت، حاولت العودة إلى النوم، واستدرت على جنبي الأيمن... وهنا بدأت الأمور الغريبة تحدث.

أريد أن أُصدق أنها كانت مجرد حُلم... لكن حتى اليوم، لا زلت أشك في ذلك.

في الحلم، كنتُ قد استيقظت واستدرتُ على جنبي الأيسر، فأصبحتُ أواجه سرير أختي الوسطى. كان باب الغرفة مغلقاً، لكني رأيت شيئًا يعبر من خلال الباب المغلق زاحفاً على الأرض.

كان كائناً صغير الحجم. لست متأكدة ما إذا كان قزماً أم مخلوقاً غريباً، لكنه امتلك بشرة باهتة شفافة أشبه بالحليب، وذراعين طويلتين نحيفتين بشكل غير طبيعي. تسلّق سرير أختي وجلس فوق صدرها.

في الحلم، أتذكر أنني فتحت عينيّ على اتساعهما، وشعرتُ بذعر شديد، ثم صرختُ على الكائن طالبةً منه أن يترك أختي وشأنها ، لكن الكائن أدار رأسه نحوي وحدّق في عيني مباشرة... ثم أمسك بمعصمي الأيمن وقال لي بصوت واضح: " استيقظي... إن كنتِ لا ترغبين بالموت."

وفجأة، استيقظتُ فعلاً، وصرخت بكل ما أملك من صوت. قفزت من سريري وركضت نحو باب الغرفة لأذهب إلى غرفة والديّ، لكنني عندما فتحت الباب، كان المنزل ممتلئاً بدخان أسود كثيف.

أطلقتُ صرخة عالية أيقظت الجميع. هرع والدي وأخرجنا جميعاً من المنزل، وكنت أبكي بحرقة. رويتُ لهم حلمي، وكانت علامات الصدمة بادية عليهم ، لو لم أستيقظ في تلك اللحظة، لكنا جميعاً الآن في عداد الموتى ، أمي كانت قد غفت دون أن تطفئ النار تحت الدجاجة التي كانت تغلي على الموقد...!

اليوم، وقد بلغتُ السابعة والعشرين من عمري، لا تزال تلك الحادثة محفورة في ذاكرتي والكائن لا يفيب عن ذهني أبداً.


ترويها فيكو غوميز (الولايات المتحدة) 
كما نشرت على موقع Quora

التفسيرات المحتملة - كمال غزال

رسالة الحلم التحذيري
بعض المدارس في الباراسيكولوجي (علم النفس الموازي) ترى أن الأحلام يمكن أن تحمل تحذيرات من الخطر الوشيك. الكائن الذي حذّر الطفلة ربما يكون رمزاً داخلياً لحدسها أو "وعيها الخفي" الذي التقط إشارات غير واعية (مثل رائحة احتراق خفيفة أثناء النوم) ، وفي بعض الثقافات، يُعتقد أن الجن أو الأرواح الحارسة قد تتدخل لتحذير الإنسان من الخطر، خصوصاً إذا كان الشخص حساساً روحانياً في صغره أو يمتلك شفافية وكأنه جهاز استقبال لرسائل من عالم آخر. إقرأ عن أنواع الاحلام 

التفسير البيئي
من الممكن أن استنشاق تركيز منخفض من الدخان أثناء النوم حفّز الدماغ على الدخول في حالة طوارئ داخل الحلم، مما تسبب في تجربة حسّية مشحونة بالإنذار، أدّت بدورها إلى إيقاظها.

كيان طيفي Entity Encounter
الوصف الدقيق للكائن (بشرة حليبية، ذراعان طويلتان، خروج من باب مغلق) يتطابق مع بعض تقارير مواجهة كيانات غير بشرية سواء في حالات الاختطاف من قبل كائنات غريبة أو طيفية ، الجملة التي قالها لها الكائن: "استيقظي إن كنتِ لا ترغبين بالموت"، تدل على نية واعية لإنقاذها، مما يثير التساؤلات: هل كان هذا الكائن ضاراً أم حامياً ؟

شلل النوم 
هناك احتمال أن تكون صاحبة التجربة قد مرّت بـ نوبة الشلل النومي (Sleep Paralysis) مصحوبة بهلوسة بصرية وسمعية. في مثل هذه الحالات، يستيقظ الدماغ جزئياً بينما يبقى الجسد في وضعية النوم، مما يؤدي إلى شعور بالشلل المؤقت، مع رؤية "كائنات" أو "ظلال" في الغرفة ، لكن ما يميز هذه الحالة أن صاحبة التجربة أفادت أنها تحرّكت وصرخت بالفعل، واستفاقت الأسرة بأكملها، مما يخفف من احتمال شلل النوم الكلاسيكي.


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .