5 يونيو 2025

صوت أبي ويد الغريب

 ترويها أميمة - المغرب

لا زلت أذكر تلك الحادثة الغريبة والمروعة، كنت في العاشرة من عمري، وخلال إحدى ليالي العطلة الصيفية ، كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، وكنت أشاهد التلفاز مع عائلتي.

شعر والديّ بالتعب فذهبا إلى النوم، ثم بعد حوالي ساعة، لحقت بهما أختاي إلى غرفتهما، وبقيت وحدي في غرفة الجلوس، مستمتعة بآخر لحظات الليل الهادئ.

عندما اقتربت الساعة من الثانية فجراً، قررت أخيراً أن الوقت قد تأخر ويجب أن أخلد إلى النوم. أطفأت أنوار المنزل، وفجأة... سمعت صوت خطوات تمشي في الممر، ببطء وثبات. شعرت بقشعريرة تسري في جسدي، فالظلام كان دامساً، والوحدة تسكن كل زاوية.

تسللت إلى غرفة والديّ بخوف، أردت أن أنام بقربهما لأشعر بالأمان. وبينما كنت أتحسس المكان لأجد موضعاً أستقر فيه، أحسست بيدٍ تمسك بيدي بقوة. جاءني صوت يقول بصرامة:

"أميمة ! ماذا تفعلين هنا ؟ ارجعي إلى غرفتك حالاً ! "

كان الصوت يشبه صوت والدي تماماً، لكن... لم أستطع رؤية وجهه. كان مجرد ظل أسود، بلا ملامح، واقفاً في زاوية الغرفة. قلت له بتوسل:

" أرجوك، أبي، دعني أنام هنا بجانبكم ! "

لكنه لم يردني بل قال:

" لا، تعالي، سأوصلك إلى غرفتك."

ثم شدّني من يدي بقوة، محاولاً إخراجي من الغرفة.

صرخت بخوف: "أرجوك ! أمي !  قولي لأبي أن يتركني !"

وفجأة... اختفى.

أسرعت إلى تشغيل إنارة الغرفة... وإذا بأبي نائم نوماً عميقاً، لم يتحرك قيد أنملة.

في الصباح، سألت أبي إن كان هو من أيقظني أو تحدث إليّ في الليل، فنظر إليّ باستغراب وقال:

" لا، لم أنهض من فراشي. كنت نائماً طوال الليل."

منذ تلك الليلة، لم تغادر تفاصيل هذه الحادثة ذاكرتي. ولا زلت حتى اليوم، أتساءل:

من الذي كان في الغرفة ؟

ومن الذي ناداني بصوت يشبه صوت أبي تماماً ؟

ترويه أميمة (28 سنة) - المغرب


ملاحظة

 نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من ها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها ،  للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا


أقرأ أيضاً ...

- كيانات النداء المقلد: أصوات مألوفة تخفي وجوهاً مجهولة

- مصافحة الغريب

- رسالة كائن ليلي : بين الحلم والدخان

- اليد الخفية


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .