![]() |
إعداد : كمال غزال |
هل يمكن لطفل بالكاد يتقن الكلام أن يخترع كياناً كاملاً بتفاصيل دقيقة ؟ أم أن في عالم الطفولة أبواباً مفتوحة على ما لا نراه نحن الكبار؟
في مكانٍ ما بين "الصديق التخيلي" و"الكيان الخفي"، يتكشّف لنا هذا الخط الرفيع الذي يفصل الخيال عن الماورائيات، والبريء عن المفزع.
نعرض هنا مجموعة من القصص الواقعية التي شارك بها آباء وأمهات على منصة X (تويتر سابقاً)، قصص قصيرة لكنها مشحونة بما يكفي لتوقظ الأسئلة المظلمة:
هل ما يقوله الأطفال مجرّد خيال خصب ؟ أم إشارات من عالم آخر لا نجرؤ على تسميته ؟
1- قالوا لي أن أتوقف
كانت أختي الصغيرة تركض وتضحك في ممر فندق قديم، وفجأة توقفت وبدت مذهولة. سألتها ما الأمر فقالت: "قالوا لي أن أتوقف". فسألتها: "من؟"، فأشارت مباشرة إلى نهاية الممر الفارغ وقالت: "هم".
2- "السيدة تحب شعرك يا ماما"
كانت ابنتي في الرابعة من عمرها، تجلس بجانبي ذات مساء وأنا أُسرّح شعري. فقالت: "السيدة تحب شعرك يا ماما". سألتها: "أي سيدة يا صغيرتي؟ "، فأجابت: "التي تنام معك في سريرك".
3- طوله متران وسيأخذ عينيك
كانت ابنة أختي ذات الثلاثة أعوام تتحدث عن رجل يعيش في الخزانة المُدمجة بغرفتها. كان الأمر طبيعياً حتى قالت إن اسمه "بروس" وأنه "رجل عجوز طويل". فسألتها أختي: "كم طوله؟"، فردّت: "طوله متران وسيأخذ عينيك".
4- العسكري الذي اقترب
كان أخي الصغير يتحدث عن "رجل عسكري" يبدأ من فوق سطح البيت المقابل، ويقترب أكثر بمرور الوقت. وفي إحدى الليالي، قال إن الرجل صار في غرفته، ولم يرضَ أن ينام فيها مجدداً بعدها أبداً.
5- "لا يحب ذلك يا ماما"
عندما كنت أُغطّي ابنتي البالغة من العمر ثلاث سنوات، وسحبت الستائر، بدأت تصرخ. سألتها عن السبب فقالت: "هو لا يحب ذلك يا ماما، هو يحب أن يرانا". فأسرعت بالدعاء وابتعدت هاربة من الغرفة فوراً !
6- السيد بلاك
حين كنت صغيرة، كان لأخي صديق خيالي اسمه "السيد بلاك". وكان دائماً يقول: " السيد بلاك قال لي أفعل هذا". وعند بدء الانتقال من المنزل، وجدت أمي رماداً في فتحة تخزين قرب غرفة أخي. وكان مكتوباً عليه: "هير شفارز" (السيد الأسود بالألمانية).
7- الرجل في الزاوية
كان أخي الصغير، قبل النوم، يخبرني أن الرجل الواقف في زاوية الغرفة كان يحدق بي أنا، وليس به.
8- الرجل الذي يبتسم من الفتحة
ابني، عمره 3 سنوات ونصف، قال لنا إن " ثقباً يُفتح في الجدار ويخرج منه رجل يبتسم، ثم يعود إلى الثقب ".
9- اليوم عيد ميلاد باندي
عندما كنت أضع ابني المصاب بالتوحد في الفراش، قال لي: "اليوم عيد ميلاد باندي". فسألته: "من هو باندي؟"، قال: "الرجل الذي يعيش في خزانتي. يجب أن نشتري له كعكة وهدايا". سألته: "أين نضعها؟"، قال: "لا، هو لديه أصابع طويلة جداً".
10- "أناس الحائط"
ابني أخبرني مؤخراً أن "أناس الحائط"، الذين "لا يغمضون أعينهم أبداً"، لم يعودوا يحبوننا. إن كان أحد متفرغاً الليلة ليساعدني على الانتقال، فأنا جاهز.
11- دانبار، الرجل الطويل
أحد أقاربي كان يرفض دخول غرفة معينة في المنزل، قائلاً إن "دانبار" فيها. وعندما سُئل كيف يبدو، قال: "رجل طويل جداً وفمه مفتوح"، ثم فتح فمه بأقصى اتساع ليُظهر لنا.
12- "الساحرة فوقك"
كانت ابنتي تعاني من نوبات هلع ليلاً. وفي إحدى الليالي، جلست تبكي وهي شبه نائمة، ثم قالت لي: "الساحرة كانت فوقك يا ماما، تحاول أن تأخذك"، وأشارت إلى الحمّام قائلة إنها "تعيش هناك". ما زلتُ أغلق عيني عندما أذهب لقضاء حاجتي.
13- صندوق الألعاب
كان والدي يعرف رجلاً اضطر للانتقال من بيته بعدما بدأ أطفاله الصغار يتحدثون إلى صندوق الألعاب. كان الأمر مضحكاً في البداية، حتى بدأ الأطفال يصفون أحداثاً من الحرب الأهلية الأمريكية بدقة غريبة.
14- ألطف من أمي السابقة
قال لي ابني البالغ من العمر عامين إنني "ألطف بكثير من أمه السابقة".
15- السيد بوم
كان طفل جيراننا يتحدث دوماً عن "السيد بوم" الذي يعيش في بيتهم، وليس له رأس. كان يقف في وسط الغرفة وينظر إليّ كلما زرتهم. شعور لا يُنسى.
16- توبي
عندما كان ابني في الثالثة من عمره، كان يتحدث عن ولد اسمه توبي يجلس على عوارض منزلنا القديم الذي بُني قبل 400 سنة. بعد عقود، علمت أن طفلاً اسمه توبي مات خلال الحرب العالمية الأولى، وربما كان يلعب في ذلك المنزل قديماً.
17- "اذهب أيها الشبح"
ابنتي، وكانت في عمر سنة ونصف، كانت تقف في نهاية الممر وتشير إلى ستائر غرفتها وهي تصرخ: "اذهب أيها الشبح!"، واستمرت على هذا الحال لأسابيع، ثم توقفت فجأة.
18- "هو من يغطيني كل ليلة"
عندما كنت أُحضّر للانتقال وكنت أضع الصور في الصناديق، عرضت على ابنتي ذات الثلاثة أعوام صورة لوالدي الذي توفي قبل ولادتها. سألتها: "هل تعرفين من هذا؟"، فقالت: "طبعاً، هو يلعب معي ويغطيني كل ليلة!"، عندها بكيتُ لساعات… كان هو من يغطيني كل ليلة حين كنت صغيرة.
أقرأ أيضاً ...
- ما بال الأطفال الرضع يحدقون في اللاشيء ؟
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .