23 ديسمبر 2010

الإتصال المفاجئ

ترويها روح - السعودية
وقعت أحداث قصتي منذ سنة تقريباً ، كانت لي صديقة عزيزة جداً على نفسي تدعى "منى "وهي أيضاً زميلة الدراسة في المرحلة الثانوية ، لكنها مع الأسف اضطرت للإنتقال إلى مدرسة أخرى نظراً لجملة ظروف واجهتها فاقتصر تواصلنا فيما بيننا على الهاتف ، ومرت الأيام سريعاً فتزوجت هي في نفس السنة ورزقها الله بطفل فيما كنت على تواصل معها ، لكن مرور الزمن كما تعلمون قد يشغل الانسان في حياته فينسى اصدقاء الطفولة .

نعم هذا ما حدث بالضبط معي، فقد نسيتها او لنقل أنني تناسيتها حتى أنني أضعت رقم هاتفها بعد أن قمت بتغيير شريحة هاتفي الخليوي ، فعشت حياة عادية طيلة 5 سنوات وصرت الآن في آخر مرحلة الدراسة الجامعية - سنة رابعة وأنا أذكر صديقتي بين حين وآخر وكنت أتمنى لو كان بحوزتي رقمها ، لكن لا جدوى فاعتقدت أن الأمل انقطع في تواصلي معها وإلى الأبد.

حلم
ثم تأتي تلك الليلة الغريبة التي غيرت من حياتي ففي أثناء نومي رأيتها في المنام لأول مرة وبدون سابق انذار ( لأنني أصلاً لم أكن افكر فيها كثيراً حتى تجعلني أحلم بها)، رأيتها بنفس صورتها القديمة التي عهدتها عليها ، أتت لتلقاني وسلمت علي بحرارة وأخبرتني بأن الشوق والحزن يملآن عينيها ، وكانت تسألني :"أين أنتِ يا صديقتي ؟! .. ولماذا لم تسألي عني ؟ .. ماهي أخبارك الآن ؟ طمنيني عنك فأنا بحق مشتاقه لك " ، فقلت لها أنني انشغلت في الحياة وطلب العلم ولم يكن قصدي القطيعة أبداً .

انتهى الحلم إلى هذا الحد ثم صحوت لأجد نفسي في غرفتي والهدوء يلف المكان والدهشة لم تفارق محياي ، كيف حدث ذلك ؟ ومن أين جاءت تلك الصديقه القديمة ؟ ولماذا قالت أنها مشتاقه لي ؟ وما الذي جعلها تذكرني بعد كل تلك المدة ؟ وهل حقاً كانت صادقة ؟ أو ربما كان حلماً عادياً لا يستحق مني كل هذا العناء في التفكير وهي الآن لا تعلم عني شيئاً ولكن لا يمكن ابداً أن اقنع نفسي بذلك فقد عشت الحلم بأحداثه وكأنه حقيقة واقعة بالفعل.

جرس الهاتف يرن..
تجاهلت عموماً كل مايدور في رأسي من الأفكار وعشت يومي بشكل عادي جداً حتى دخل وقت المغرب فرن جرس الهاتف وقامت أختي الصغرى بالرد ثم استدعتني قائلة:"تعالي بسرعة ...كلمي صديقتك "، فظننت انها حتماً احدى صديقاتي اللواتي أعرفهن في الجامعة ، تناولت سماعة الهاتف وقمت بالرد فإذا بي اسمع صوتاً لا يشبه صوت أياً من صديقاتي، فقلت لها :" من ؟ ... من أنت ؟ "، فقالت :"ألم تعرفيني بعد يا ..... " (ذكرت لقباً كانت تناديني به أيام الثانوية )، عندها بدا أن صوتها مألوفاً جداً لي فقلت : "أنتِ ؟ !... " . فقاطعتني قائلة : " أنا منى " وذكرت اسم ابيها وعائلتها حتى أقطع الشك باليقين أنها هي نفس صديقتي القديمة التي رأيتها اليوم في منامي.

- هنا كانت المفاجئة ، ذُهلت لما حدث وما صدمني أكثر هو قولها لي عبر الهاتف :"أين أنت يا صديقتي ؟! ، ولماذا لم تسألي عني ؟ ماهي أخبارك الآن ؟ طمنيني عنك فأنا بحق مشتاقه لك"، عندها فقط ادركت أن حلمي قد تحقق ولم يكن مجرد أضغاث أحلام ، تمالكت نفسي وطلبت منها أن تعذرني لانشغالي في الدراسة ولعدم تمكني من العثور على رقمها الذي ضاع مني ، فصارحتني عن مدى سعادتها بمكالمتها لي.

- أخبرتها صدقاً بما رأيته في منامي ليلة أمس فضحكت وقالت أنها كانت بالفعل تفكر بي كثيراً في الفترة الأخيرة وكانت تحاول الإتصال بي مراراً ، لكن يحدث أمر يشغلها عن إجراء المكالمة إلى أن اتصلت أخيراً . وحاولت أن تفسر حلمي بأن روحها التقت بروحي في المنام ومن يدري ؟! ثم ضحكت بعد ذلك واعطتني رقم هاتفها الجديد ورقم منزلها الثابت ، كنت سعيدة جداً بعودتها لي مرة أخرى وأصبحت تراسلني بين فترة وأخرى ولكنني لحد الآن مستغربة مما حدث وعجزت عن إيجاد تفسير منطقي ولا يسعني الا أن أقول "الله أعلم " وسبحان ربي العظيم .

ترويها روح ( 21 سنة ) - السعودية

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .