23 مايو 2011

مهمة إنساجنية في لوق

يرويها جمال - السعودية
أذكر واقعة غريبة ولازلت لليوم أفكر فيها فلا أجد لها حلاً ، في الواقع لم تكن تجربتي وإنما تجربة أمي ، وهناك قصص تحدث في بلدي الصومال يشيب لها شعر الرأس ففي عام 1982 وقبل أن اولد بـ 5 سنوات كانت أمي تعمل كطبيبة شعبية في الأرياف تساعد النساء الحوامل أثناء عمليات الولادة وتتابع حالتهن بعدها فتصف لهم الادوية العشبية، كان لها من العمر أنذاك 20 سنة وكان أبي مسافراً الى أحد البلدان العربية ، تقول أمي :

" في إحدى ليالي منتصف عام 1982 دق باب منزلنا رجلان كأنهما يتخاصمان ، فنظرت من ثقب الباب ، في البداية تبين لي من ملامحهما أنهما من إحدى القبائل العربية التي هاجرت من اليمن قبل عدة قرون وهي نفس القبيلة التي ينحدر منها زوجي ، فقلت : " ماذا تريدان ؟! " ، فرد أحدهما : " زوجتي في حالة مخاض ونحن بحاجة الى مساعدة ونحن غرباء عن هذه الناحية ووصلت إليك من قبل فلانة "  (كانت إحدى معارفي)، فأجبته : " ساعات عملي انتهت ! " ومع اصرارهم وافقت.

لم يبدو لي من ملامحهم أنهما من اللصوص أو النصابين فآمنت بنفسي منهم وتوكلت على الله ، وكما توقعت اتضح أنهما من الأثرياء مع سيارة حديثة وباهظة الثمن ، انطلقنا نحو الشمال إلى مدينة تبعد حوالي 40 كيلو متراً عن قريتي التي تقع في أقصى الجنوب الشرقي من الصومال الذي يمر منه خط الاستواء  والبلدة  التي توجهنا اليها تسمى (لوق) أو لوك وهي تقع على شبه جزيرة صغيرة تحيط بها الأنهار من 3 جهات ويعرف عنها كثرة قصص السحر والجن .

وصلنا إلى وجهتنا تقريباً بعد حوالي 45 دقيقة مع أن سرعة السيارة كانت كبيرة عندما ، دخلنا المنزل واستغربت كثيراً من اتساعه ومما كان فيه من أغراض ثمينة كأنه إحدى ممتلكات الدولة وقتها .

ولما دخلت أقفلوا الأبواب بإحكام وقال لي الرجلان سنقول لك شيئاً : " نحن من الجن المسلمين لكننا مسالمين ومنبوذين من قبل أقراننا من الجن منذ زمن ولا يمكننا طلب مساعدة منهم وحالات الولادة تختلف عندنا بكثير من عندكم ولهذا نحتاج مساعدة من خبيرة " .

وقتها لم أخف كثيراً لانهم لو كان يريدون شر بي لما كانوا انتظروا كل هذا الوقت وقطعوا بي هذه المسافة ، وقبل كل شي قالوا: " لا تستعيذي بالله منا حتى تنتهي من عملك ولك عشرة أضعاف الأجر الذي تاخذينه " ، ومرة اخرى توكلت على الله ودخلت على المرأة الجنية الحامل ، كانت غرفتها واسعة جداً وكان بها حوالي 30 كرسياً تم وضعهم بشكل دائري وفوق كل كرسي صحن صغير فيه القليل من العظام .

هنا طلبت منهم الخروج وبدأت بعملي ، وعندما دنوت من المرأة لاحظت أنها تعاني ولكن بدون صوت (كأنها تبكي بدون صوت وبدون دموع ايضا ً) وتتحرك حركات سريعة أحياناً وبطيئة جداً أحياناً أخرى ، افزعني المشهد كثيراً إذ لم أتوقع أبداً مثل هذا الشي أبداً في حياتي مع انني ترعرعت في بيئة ومررت بتجارب عديدة من الغرائب (بيئتنا هكذا هناك الكثير من السحرة ونشاهد الجن بشكل يومي تقربياً).

المهم كان الطفل في الحد المطلوب منه في حالات الولادة الطبيعية رأيت بعض الماء البارد وبعض المناشف الغريبة الشكل وأدهان مجهولة، وبعد وقت ليست بطويل خرج الرأس والرأس نفسه يرعب ويجعل النفس تنقبض، ربما كانت اشكال الجن الحقيقية أو ربما لا ، كانت العيون كبيرة وشكلها غير محدد وألوانها بيضاء لامعة مع لون رمادي ولكن ما يلبث يتغير الشكل ويصبح شكل انسان عادي وذلك بعد خروج الرأس ليتغير الشكل إلى طفل بشري طبيعي ، أول طفل خرج أمسكت به وأنا ارتجف أخذت منها بسرعة ووضعته على الأرض وبحركة سريعة جلس على مقعد من المقاعد الكثيرة في الصالة وأخذ صحناً وبدأ يأكل وهكذا خرج ثاني وثالث ورابع .. حتى كان عددهم 30 ، وقتها كنت في صدمة وتابعت عملي حتى انتهى وخرجت من المكان بسرعة . وأذكر أنه بعد خروج الطفل الـ 30 أصدرت صوتاً غريباً لأول مرة وكأنها ذبذبات مع هواء خفيف من فمها، سكتت قليلاً وابتسمت لي قائلة : " شكراً " باللغة السواحلية.

ومما لاحظت أن هناك سوائل على ملابسي وعلى السرير كأنها ولادة طبيعية ونظرت خلفي فلم أجد الأطفال وحتى الكراسي ، قلبت نظري في الغرفة حتى وقعت عيني عليها مجدداً فوجدتها تمشي كأي شخص طبيعي ، أحضرت بعض الملابس لي وخرجت وقتها على أذان الفجر ، غيرت ملابسي واغتسلت وتوضأت لأصلي ، صليت صلاة الفجر وبعد الصلاة قرأت بعض الأدعية وبشكل تلقائي تعوذت بالله .

في حالة غريبة كأن الزمن توقف وكأني معلقة بين السماء والارض وإحساس غريب وكان حركتي شلت وجدت نفسي في مكب نفايات لوق قرب النهر عارية تماماً ، بدأت اصرخ وركضت من المكان مسافة وأنا مثل المجنونة تماماً وعلى بعد 100 متر مر بجانبي شيخ كبير طاعن في السن في طريقه الى المسجد ومن هول ما رآه رمى بعمامته لي وهرب.

بعدها اعتزلت عملي وأكملت حياة طبيعية بعد أن انتقلت الى السعودية . " - انتهت رواية أمي .

تنويه
كبداية احببت ان أذكر تجربة أمي، وهي إنسانة طبيعية ومؤمنة بالله وليس لديها أي مرض من الأمراض النفسية او الإضطرابات في الشخصية ، وأنا ادرس علم النفس حالياً وبما أنها لا تتقن العربية بشكل جيد كتبت بالنيابة عنها وبحضرتها .

ولا داعي لان اقسم لأنها أولاً: ليست قصتي ولأنني أعرف انها لا تكذب وثانياً : لأني لاحظت ان اصحاب التجارب الواقعية يحلفون بالله مراراً وتكراراً ، فالحقيقة لا تحتاج للقسم لانها واقعة شخصية وليست قضية في المحكمة ، بانتظار التحليلات والاسئلة اذا وجدت.

 الصورة تبين بلدة لوق بحسب صور الأقمار الصنعية ويبلغ عدد سكانها حوالي 38 ألف نسمة وتحيط بها مياه الأنهر من كل جهة باستثناء ممر بري ضيق. وتعد لوق من أقدم مدن الصومال.
كما ذكرت هناك قصص كثيرة وموثقة بالأدلة في بلدي ، مثلاً هناك جبل من الذهب كما يقولون في الحدود الكينية والصومالية ويقال أن من ذهب إليه لا يرجع وهناك قصص عن رجال سحرة يروضون التماسيح ويستخدمون الجن في أعمالهم مع طقوس عجيبة لم يسمع بها احد ومن مبدأ عدم البوح بأسرارنا للغير لا نسمع بها في البلدان القريبة منا أو حتى البلدان العربية على الرغم أنها من تراثنا ومن تاريخنا .

يرويها جمال.ع ( 24 سنة)- السعودية
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 


فرضيات التفسير
عندما نقوم بتحليل التجارب نفترض صدق ما يقوله الرواي وبناء على هذا نفكر في الإحتمالات بما توفر لدينا من معلومات وبما وجدناه في تجارب أخرى مماثلة، نقول أن ما مرت به صاحبة التجربة قد يدخل في نطاق ما يسمى بـ "الإختطاف" ، وهذا الإختطاف قد يكون واعياً كأن نقول أنها تعرضت فعلاً لإختطاف من قبل الرجلين وكانت جاهلة أيضاً بما يضمراه أو أنه كان إختطافاً غير واعي كأن يكون باستطاعة الجن/السحر أن تسيطر على عقل صاحبة التجربة فيجعلها تدخل إلى عالمهم وترى ما تراه وتسمع ما تسمعه وهذه قضية مثيرة للجدل أصلاً حول حدود تأثير الجن في الإنس.

ومن المعروف عن الجن أنها مخلوقات خفيفة بسبب ما ذكر عن طبيعة خلقها في القرآن الكريم فكيف لصاحبة التجربة إذن أن تحمل أجنتها بيديها أثناء عملية الولادة إلا إذا كانت مختطفة بشكل لاواعي ؟! ، ومما يدل على الإختطاف الغير واعي هو قدرتها الكبيرة على السيطرة على مخاوفها وبقائها الطويل وهي تولد الأجنة.

ربما مرت صاحبة التجربة في حالة غشية ناجمة عن سحر أو مواد سمية شربتها في منزلهم . وربما كانت كل وقائع تجربتها منذ خروجها من منزلها إلى عودتها مجرد حلم واضح جداً vivid ومعه لم تستطع أن تميز بين ما هو واقع وما هو خيال من صنع العقل.

في حال تعرض صاحبة التجربة لإختطاف فعلي فلا يمكن أن نغفل حقيقة وجودها عارية عند مكب النفايات بالقرب من نهر ؟ فهل اختطفت بغرض الإغتصاب ؟ وهل كان الرجلان من السحرة أنفسهم ؟ فسحروا عقلها بوسائلهم التي نجهلها واختلقوا قصة "الجنية التي تحتاج إلى المساعدة في ولادتها "

وما دامت مدينة لوق مشهورة أصلاً بممارسات السحر والشعوذة كما ذكر الرواي ؟ وفي حال صدقنا أن الجن طلبت المساعدة فلماذا يلجأون لإنسي لإتمام عملية الولادة بدلاً من جني ؟

ومن الجدير بالذكر أن حالات الإختطاف تلك ليست مقتصرة على مجتمع بعينه بل يمكن ملاحظتها في مجتمعات متنوعة فيأتي التفسير مختلفاً تبعاً للثقافة السائدة ، ففي الغرب أو الولايات المتحدة تحديداً تنتشر ثقافة المخلوقات القادمة من خارج الأرض والتي تجري فحوصاً على المختطفين في مركباتهم الفضائية إلى ما هنالك من أجنة المخلوقات أما في المجتمعات الإسلامية فتنتشر ثقافة الجن نظراً للمعتقد الديني وهو ما نلاحظه في القصة أعلاه ، فالمركبة الفضائية عند المختطف في الغرب تتحول إلى منزل واسع عند الشرق وهكذا.

ينظر علم النفس إلى مثل تلك التجارب على أنها تجارب أشخاص عاشوا ذكريات مؤلمة في الماضي ولكن عقولهم تحاول أن تحجب واقعها المأساوي فتغلفها بالخيال كضحايا الإعتداء الجنسي في الصغر مثلاً ونذكر في هذا الصدد قصة من الغرب وهي تجربة جيسي لونغ الذي ما زال يصر على أن تجربته كانت حقيقية وقد تكررت معه عدد من المرات ، وقصة من الشرق " ضحية الإختطاف المتكرر " .

أعتقد أننا أمام تجربة تحتاج إلى الإحابة عن كثير من الأسئلة ونتمنى من صاحبة التجربة الإجابة عنها من خلال ابنها الذي أرسلها مشكوراً ، وكنت أتمنى أن تخضع صاحبة التجربة لجلسات التنويم الإيحائي فربما تزودنا بمعلومات من عقلها الباطن وتكشف حقائق لم يستطع عقلها الواعي الوصول إليها وربما يكشف الغاية الخفية من " الإختطاف " الذي تعرضت له على نوعيه .

إقرأ أيضاً ...
- تجارب واقعية: عبد البحر
- الملامح المشتركة لتجارب الإختطاف من قبل المخلوقات
- الذاكرة الوهمية
- جيسي لونغ والإختطاف المتكرر من المخلوقات
- تجارب واقعية: ضحية الإختطاف المتكرر
- لبناني تختطفه المخلوقات والدليل عينتان من الشعر

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .