27 مايو 2012

أحاديث الظلام

ترويها فرح - المغرب
أذكر ما حصل معي منذ عدة سنوات وكأنه حدث الآن، كنت بعمر 10 سنوات حينما انتقلنا الى منزلنا الجديد وكان كل شيء على ما يرام لكن بعد انقضاء سنتين بدأت أسمع اصوات غريبة في الغرفة التي ننام فيها ثلاثتنا ( أنا وأختاي الكبرى والصغرى) .


 إذ غالباً ما كنت استيقظ في منتصف الليل أو بعده بقليل عند حوالي الساعة 1:00 فأسمع صوت أنين خافت لامرأة لا يلبث أن يتوقف عندما أتقلب على الفراش ،  في البداية كنت أظن أنني أتوهم فلم أكترث للأمر كثيراً ولكن مع مرور الأيام أصبح الأنين أعلى وأكثر وضوحاً ويبدو قريباً فخفت كثيراً وأخبرت أبي وأختاي إلا أنهم لم يصدقوني وظنوا بانني أتخيل .

بقي الأنين كما هو في كل مرة وكان يتوقف قليلاً كلما أتحرك أو يصدر مني خشحشة اللحاف ليعاود مجدداً  ، ومع مرور الأيام بدأت اسمع كلامها بوضوح ولا أستطيع أن أصف لكم مدى نعومة صوتها ،  كانت تتكلم بلغة لا أفهمها، وأقسم بأنني أحس في بعض الأحيان أحس بأنها مستلقية بجواري وعلى وسادتي .

تطورت الأمور وبدأت أسمع حديث رجل معها ، كانا يتكلمان بلغة غريبة ويردان على بعضهما البعض،  فلم يعد بإمكاني تحمل المزيد فأخبرت أبي الذي عرض علي النوم في غرفتهما (أمي وأبي)  فأصبحت أنام معهما في الغرفة ومع أختي الصغرى رغم أنها لم تكن تسمع شيئاً إلا أنها خافت عندما علمت بالأمر.

ومن الامور العجيبة التي حدثت معنا (أنا وأختي) بعد انتقالي للنوم في غرفة والدينا هي رؤيتنا لظلال سوداء بهيئة بشرية تتحرك من مكان باب الغرفة المفتوح والذي كان يتصل مع غرفة الجلوس (الصالون)  وكان أبي وأمي يتركانه مفتوحاً فكنا نرى انا واختي تلك الأجسام تتحرك في الصالون مصنفة من الأطول الى الأقصر ومن دون أن تصل إلينا ابداً .

وذات مرة كنت نائمة مع والدي فاستيقظت في منتصف الليل واذ بي أرى ضوءاً  في الصالون وأسمع ضجيجاً وصراخاً لا يُحتمل حتى أنني كدت أصاب بالصمم (كأنه في اذني ) وكنت أسمع كأن أمي تصرخ على أختي الصغرى وتتشاجران فاستغربت الأمر،  فكيف لهما أن يتشاجران في منتصف الليل ؟! ، فحاولت النهوض لأرى ما يحدث ولما نهضت اختفى كل شيء وحل الظلام والسكون في الصالون ، والكل نيام .

و ذات مرة نمت أنا واختي الكبرى في الصالون وحدث أن جاءت أمي لتوقظني فقالت لي :" استيقظي لتصلي الفجر " ، فاستيقظت مذعورة على أذان الفجر ولكن لم أجد أمي بل وجدت الجميع نياماً .

وآخر ما حدث أنني كنت بعمر 13 أو 14 سنة وكان الفصل صيفاً فقررنا أنا وأخواتي النوم في الطابق الثاني الذي لم تنتهي عملية بنائه حيث بقي تركيب النوافذ  فقط ، وذلك لكي ننعم بالنسمات الباردة في الأعلى ، وبينما كانت أمي تحضر العشاء أخبرتهم بأنني لن أتناول وجبة العشاء وبدلاً من ذلك سآخذ قسطاً من الراحة في في غرفة والدي وطلبت من أختاي أن تخبرانني ريثما ينتهيان من تناول العشاء حتى نصعد إلى الطابق الثاني (لأنني لا استطيع النوم بمفردي هناك لما حصل معي من أمور غريبة سابقة) ، ولما استلقيت على سرير أبي حيث كنت نصف نائمة وإذا بي أجد اختي تقول لي :"  هيا لنطلع  .. "  ، فاستيقظت وصعدت الدرج وكان ورائي اختي الكبرى والصغرى يتكلمان ولما وصلنا الغرفة دخلت تحت لحافي لكن أختي الكبرى وضعت علي لحافاً آخر وشعرت بعطفها وقالت لي :" نامي لا تخافي " ، ونامتا بجانبي وانا في الوسط وبعد دقيقة نظرت حولي فلم اجد أحداً ! ،  فخفت وأسرعت إلى الطابق الاول فوجدت اختاي مازالتا هناك فاخبرتهما بالأمر فاستغربتا جداً وقالتا : " رأيناكي تخرجين مسرعة من الغرفة ولم تتكلمي الينا ثم صعدتي الى الطابق الثاني بمفردك ونحن استغربنا ذلك لانك عادة تخافين من النوم لوحدك " ، فأقسمت لهما بأنني رأيتهما معي ولكن لم يصدقاني وظن أبي بأنني أتوهم .

أبلغ الآن 20 سنة ولله الحمد لا أشكو من شيء ولا أسمع أصوات غريبة وكل أمر يجري طبيعي ، وكل ما أتمناه أن أجد تفسيراً لما حدث وأنا على يقين كامل بأن ما رويته هو ما حدث بالضبط .

ترويها فرح (20 سنة) - المغرب

فرضيات التفسير
- إذا أردنا وضع فرضية تفسير نفسية بناء على وقائع التجربة المذكورة أعلاه نجد أن صاحبة التجربة كانت ضحية لإضطرابات في النوم خلال فترة طفولتها لسبب أو عدة أسباب لم تذكرها فربما لم يكن المنزل مطمئناً لها ومريباً من جهة ما خصوصاُ في الليل أو كانت متأثرة بقصص الرعب، ولا ننس أن للمخاوف والهواجس قبل النوم دوراً هاماً في الدخول في حالة متبدلة من الوعي حيث تهيمن عليها الهلوسات النومية بنوعيها : السمعي كسماعها لأحاديث أشخاص لا وجود لهم إلا في عقلها والبصري : كرؤيتها لظلال سوداء بهيئة بشرية وربما كانت ظلال لأناس عاديين يمشون في شارع مجاور للمنزل وتلقيها أضواء السيارات المتحركة عبر نافذة غرفة الجلوس (الصالون) ولكن يصعب على العقل تفسير الأمور بشكل سليم وهو في حالة من الذعر أو التوجس.

وما حدث مع صاحبة التجربة في عمر 13 أو 14 كان تطوراً هاماً فلم يقتصر حدوث الهلوسات في حالة النوم ولكن أيضاً في حالة اليقظة أيضاً، حيث توهمت بوجود أختاها وراءها وصعدت لتتوهم وجود أختها تضع اللحاف عليها لتكتشف فيما بعد أنها كانت بمفردها .

- وإذا نظرنا للتجربة من منظور ماورائي ،  فيبدو أن المنزل الجديد كان يشهد نشاطاً غير عادي لكائنات تتجسد بشكل أجسام سوداء  تعيش في أبعاد موازية  وتتحدث لغتها وتحاول التشكل بصورة تشبه أفراداً من عائلتها وتقلد صوتها أيضاً فقد نلقي اللوم على الجن وفق المعتقد الإسلامي أو يمكن أن يكونوا قرناء أفراد عائلتها من الجن ، ولم يتمكن أحد من أفراد العائلة سماع تلك الأصوات الغريبة أو رؤية أصحاب الظلال السوداء سوى صاحبة التجربة ربما لأنها تتمتع بشفافية عالية كما يقولون أو قدرات ما فوق حسية والتي تكون قوية في مراحل الطفولة إذا ما قورنت في مراحل أخرى متقدمة في العمر.

- تشبه هذه التجربة تجربة مريم التي كان قد استلمها ونشرها موقع ما وراء الطبيعة  تحت عنوان العجوز ديامة


ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...
- الهلوسة النومية
- الشلل النومي 
- حالة الوعي المغايرة
- صوت شبح مسجل عبر الهاتف
- أصوات مجهولة من ذاكرة الحرب
- تجارب واقعية : نزلاء الظلام

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .