استيقظت ذات ليلة ونزلت إلى الطابق السفلي لأستخدم الحمام، لكن كان يلازمني إحساس غريب، شعور مزعج وكأنني نسيت شيئاً، أو أن هناك شيئاً غير طبيعي.
قررت أن أبحث عن والدتي؛ فهي من عشاق السهر وتقضي ساعات متأخرة في العناية بالنباتات وإطعام حيوانات الراكون التي تزور فناءنا أحياناً.
خرجت إلى الفناء الخلفي، فرأيتها على بعد يقارب مئة ياردة (حوالي 90 متر) من الباب الخلفي، واقفة ووجهها نحو المستنقع.
ناديتها، لكنها لم ترد، فبدأت أمشي باتجاهها. وعندما اقتربت أكثر، التفتت نحوي وكان على وجهها تعبير خالٍ تماماً من الحياة، لا فرح ولا خوف ولا دهشة.
سألتها: "ما بك؟" لكنها لم تجب، بل استدارت مجددًا نحو المستنقع.
وفجأة… انفتح الباب الخلفي خلفي.
التفتُ، وإذا بوالدتي الحقيقية تقف على الشرفة وتناديني بصوتها المعتاد تسألني عما أفعله هناك !
لم أركض في حياتي بهذه السرعة من قبل. نظرت خلفي نحو المستنقع فرأيت ذلك الشيء - الكائن الذي يشبه أمي تماماً - وهو يختفي ببطء وسط الضباب.
صرخت أطلب من أمي أن تدخل فوراً، وقلتُ لها إن هناك شيئاً في الخارج. رويتُ لها ما رأيت وأنا أبكي وأرتجف من الخوف.
أيقظنا زوجي وأبي، لكنهما قالا إنني ربما كنت ما زلت بين النوم واليقظة، أو أنني كنت أحلم فقط.
لكنني لا أستطيع التوقف عن الارتجاف. ما الذي حدث بحق الجحيم ؟ هل أنا مجنونة ؟ هل كان هناك شيء يحاول أن يستدرجني إلى المستنقع ؟ ربما فقدت عقلي… لكنني أعلم تماماً ما رأيت.

0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .