10 أكتوبر 2025

تجربتي مع الرقية الشرعية

الرقية الشرعية - قصة واقعية - كوابيس مخيفة
يرويها مجهول من موقع ريديت

لقد قيل لي ولعائلتي مراراً وتكراراً على مدى السنوات، إن سحراً أسود قوياً يعمل ضدنا من قبل أحد الأقارب.

كنا نرى آثار هذا السحر منذ صغرنا كظهور بقع دم، وتمزق في الملابس، وغير ذلك، حتى أصبحت تلك الأمور مألوفة جداً بالنسبة لي. لكن في السنوات الخمس الأخيرة تقريباً، توقفت تلك المظاهر.

مؤخراً، عندما بدأت عائلتي تمر بفترة صعبة، وكثرت الخلافات بيننا، أخبرنا شيخان بارزان في بلدي - عندما استشرناهما - أن السبب هو وجود سحر شديد ما يزال قائماً علينا وفي منزلنا ، ومنذ فترة وجيزة واتباعاً لتوصية أحدهم وبعد بحثي الديني الشخصي، بدأت بتشغيل سورة البقرة بصوت مرتفع في الطابقين العلوي والسفلي من المنزل لحماية أنفسنا من أي أرواح شريرة قد تكون حولنا ، استمر ذلك ثلاثة أو اربعة أيام.

واظبت على تشغيل الرقية الشرعية (السور القرآنية المختارة لطرد السحر والجن) بعد صلاتي المغرب والفجر على مدى ليلتين ثم بدأت أعاني من أسوأ الكوابيس وأكثرها وضوحاً وإثارة للرعب، تتعلق بي وبوالدتي وبمنزلنا. كنت أستيقظ منها فجأة، وكأنني اصطدمت بشيء أو سقطت.

أظن أن هذا كله نتيجة تشغيل القرآن بصوت عالٍ والرقية الشرعية تحديداً، وكأن تلك الأرواح الشريرة أو الجن تحاول تخويفي وإبعادي. لست متأكداً بالضبط من سبب هذه الكوابيس، لكن إن كان الجن حقاً قد اضطرب من التلاوات، فأنا أشعر ببعض القلق والخوف في النهار، وأخشى أن يؤدي الاستمرار في الرقية إلى جعلهم أشد عدوانية تجاهي.

ما الذي يعنيه أن أرى مثل هذه الأحلام فجأة ؟
أرجو ممن مر بتجربة مشابهة، أو يعرف أشخاصاً يعانون من كوابيس متكررة رغم المواظبة على التلاوة، أو يملك علماً في الأحاديث حول هذا الأمر، أن يمدني بالنصيحة أو القصص المشابهة، جزاكم الله خيراً.

يرويها مجهول من موقع ريديت


التحليل والتفسير النفسي والروحي

1- التفسير النفسي

ما يصفه صاحب التجربة هو تفاعل نفسي طبيعي في حالات القلق الروحي الشديد. عندما يبدأ الإنسان ممارسة الرقية الشرعية -  خصوصاً بعد سنوات من الإيمان بأنه مصاب بسحر قوي  - ينشأ ما يُعرف في علم النفس بـ "تأثير التوقع الذاتي" (Self-fulfilling prophecy). أي أن توقع حدوث مقاومة من "الجن" يجعل العقل الباطن يترجم تلك المخاوف في الأحلام، فينتج عنها كوابيس شديدة ومشاهد بصرية مرعبة.

الدماغ في هذه الحالة يعيش حالة يقظة زائدة (Hyperarousal)، حيث يبقى مركز الخوف (اللوزة الدماغية) نشطاً حتى أثناء النوم، ما يؤدي إلى كثرة الكوابيس وتوتر بعد الاستيقاظ، وهي أعراض قريبة من اضطرابات ما بعد الصدمة أو القلق الديني (Religious Anxiety Disorder).

2- التفسير الروحي

في الإطار الديني، يفسر بعض الرقاة أن ظهور الكوابيس بعد الرقية علامة على بداية تفاعل الجني أو السحر مع التلاوة، أي أنه “يتأذى” من الذكر والقرآن. وفي هذه الحالة لا ينبغي التوقف، بل الاستمرار حتى تختفي الأعراض، لأن هذه “الانتفاضة” دليل على مقاومة داخلية من العالم غير المرئي ، لكن من المهم ملاحظة أن هذه القراءة تعتمد على تجارب إيمانية وروايات شفهية، وليست برهاناً علمياً.


3-  التفسير الجمعي (النفسي-الروحي)

ربما يجتمع السببان ، حين يشرع الفرد في طقس ديني مكثف وهو مشحون بالخوف والإيمان بوجود سحر فعلي، يتفاعل وعيه الباطن والروحي مع هذا الإيمان، فينتج مزيجاً من الأحلام والاضطرابات العصبية التي تُشبه المقاومة الروحية ، من هذا المنطلق، الكوابيس ليست دائماً دليلاً على وجود جن فعلي، بل قد تكون تجسيداً بصرياً لعملية تطهير نفسية يجريها العقل أثناء مقاومة الخوف والإيحاءات القديمة.


لماذا لا يشعر الجميع بالطمأنينة بعد الرقية ؟

الطمأنينة الناتجة عن الرقية ليست أوتوماتيكية ولا مضمونة؛ فهي تعتمد على:

- درجة الإيمان واليقين الداخلي لا الخارجي.

- الحالة العصبية والنفسية للمريض.

- طريقة الممارسة (هل تُؤدّى بخشوع وهدوء أم بخوف وتوتر؟).

- التصور المسبق عن الجن والسحر.

من يشعر بالرهبة المفرطة أثناء الرقية يفتح باباً لاضطرابات النوم والكوابيس، في حين أن من يؤديها بثقة وإيمان مطمئن يشعر بالسكينة. أي أن النتيجة نسبية تماماً بين شخص وآخر.

نصيحة متوازنة

من الأفضل الجمع بين الجانب الديني (الرقية بتدبر وهدوء دون تهويل أو خوف)، والجانب النفسي (استشارة معالج نفسي لفهم الكوابيس وتنظيم النوم)، لأن الاثنين متداخلان بعمق.

وقد تبين في دراسات عدة أن الاسترخاء الذهني قبل النوم، والاستماع لتلاوات هادئة دون صوت مرتفع، يقللان كثيراً من شدة الكوابيس حتى لدى من يؤمنون بإصابتهم بالسحر أو المس.

شاركنا تجربتك

إذا كنت قد عشت تجربة تعتقد أنها غريبة فعلاً ويصعب تفسيرها ،يمكنك ملئ النموذج وإرساله هـنـا

إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .