6 نوفمبر 2025

الغائب الذي عاد حاملاً كراهيته

أشباح - قصة واقعية
كتبتها شينا كي 

أنا معتادة نوعاً ما على النشاطات الروحية، فذلك الأمر يجري في عائلتي بالوراثة منذ أجيال. ونادراً ما يخيفني شيء إلا إن كان كياناً شريراً فعلاً ، وللأسف مررتُ بذلك مرة واحدة فقط.

زوج أمي الرابع - وكان الأخير، والحمد لله - لم يكن يحبني، وبدوري لم أكن أطيقه إطلاقاً.

كان في حياته مهووساً بالكمال إلى حد مرضي، إن صح القول ربما لديه حالة وسواس قهري OCD.

كان يأخذ فكرة الكمال إلى مستوى مختلف تماماً، لدرجة أنه كان بعد تنظيف السجادة بالمكنسة الكهربائية يقوم بتمشيطها بالمشط ليجعل وبرها يقف باتجاه معين !

كنتُ أنا أيضاً دقيقة في عملي، لكني لم أكن أبلغ حد هوسه ذاك.

بعد وفاته، ذهبت إلى بيت أمي لأساعدها في بعض الأمور التي كان يجب إنجازها. بدأت بالتنظيف كعادتي، وكانت أمي منشغلة في أحد غرف النوم. خرجت إلى المطبخ وقالت لي إنها ستذهب لزيارة صديقة في البيت المجاور. لم أفكر كثيراً بالأمر، وواصلت التنظيف.

كنت في المطبخ عندما شعرت به لأول مرة. لم أحتج أن أراه، فقد عرفت من الطاقة التي بثها نحوي أنه هو... زوجها الراحل.

تابعتُ الكنس متظاهرة بأنني لم أشعر بوجوده، ثم انتقلت إلى غرفة الطعام دون أن ألتفت إلى الوراء. شعرت أنه اقترب أكثر، فقلت له أخيراً بصوت خافت:
«أنا أبذل ما بوسعي يا سام.»

في تلك اللحظة اجتاحني برد شديد، ووقف شعر ذراعي. نظرت إلى الخارج من خلال الزجاج المنزلق، وكان الغروب قد بدأ يحل. ومع ذلك، لم ألتفت إلى الخلف. ثم رأيت أمي تعبر الحديقة عائدة إلى المنزل. ما إن دخلت حتى قلت لها:

« علينا أن نغادر الآن، فوراً… سام هنا! »

فأجابتني بهدوء تام:

« أعلم، ولهذا خرجتُ من البيت. »

شعرت بغضب داخلي، لكني لم أقل شيئاً. بدأنا نتجول بهدوء في البيت لنجمع حقيبتها وبعض الأغراض، وحين اقتربنا من الباب ركضنا فعلاً إلى الخارج.

مكثت أمي عندي في البيت إلى أن عرضت منزلها للبيع. لم نعد إليه إلا مرة واحدة أثناء تنظيمها لبيع الأغراض في الحديقة، وقد أخذنا العائلة كلها معنا حينها.

تلك كانت المرة الوحيدة في حياتي التي شعرتُ فيها بـ كراهية خالصة من روحٍ ما… تجربة لا أرغب أبداً في تكرارها ،  أتمنى لكم يوماً مباركاً.

كتبتها  Sheena Key على موقع كورا


التحليل النفسي

من الواضح أن العلاقة بين شينا وزوج والدتها الراحل كانت مشحونة بالمشاعر السلبية أثناء حياته: النفور، التوتر، وربما الخوف المكبوت.

هذه العلاقة المتوترة تُعد أرضاً خصبة لحدوث ما يُعرف في علم النفس بـ "الإسقاط النفسي" (Psychological Projection)، أي أن العقل الباطن يُظهر مشاعر الكراهية أو الخوف على هيئة تجربة حسية تُفسر بأنها "وجود روحي".

عند العودة إلى بيت الأم، وفي غيابها، كان المكان محفزاً عاطفياً قوياً: كل ركن فيه يذكرها بالرجل الذي كانت تكرهه. لذلك، فإن إحساسها بوجوده، والبرد المفاجئ، وانتصاب شعر ذراعيها، يمكن تفسيره كـ استجابة فيزيولوجية للقلق والذكريات المؤلمة أكثر من كونه ظاهرة خارقة.

التحليل الباراسيكولوجي

من وجهة نظر الماورائيات، ما حدث يشبه "التجلي المتبقي" أو السُكنى المقيمة Residual Haunting - أي طاقة انفعالية قوية تظل عالقة في المكان بعد وفاة شخص ذي شخصية قهرية أو عدوانية.

هذا النوع من الظواهر لا يُظهر وعياً أو حواراً حقيقياً، بل يعتبر تكراراً طاقياً لشخصية الراحل وسلوكياته التي تترك "بصمة ذبذبية" في المكان، خصوصاً إذا كان الشخص في حياته مهووساً بالنظام والضبط مثل زوج أمها.

ما يعزز هذا الطرح أن شينا لم تر شكلاً واضحاً، بل شعرت بطاقة معينة وذكرت أنها "عرفته من الاهتزاز الذي بثه إليها"، وهو وصف شائع في تجارب "التحسس الطاقي" energy sensing ، إقرأ المزيد عن  الإحساس بحضور أحد لا وجود له.

التحليل الروحي

في السياق الروحي، يقال إن الأرواح التي تموت وهي متمسكة بالكمال والسيطرة تبقى في حالة اضطراب بعد الموت. وقد يُفسر ظهور الزوج بروح "كارهة" على أنه رفض لمغادرة المجال الأرضي أو تمسك بالمكان وبالتحكم فيه، وهو ما يتفق مع طبيعته المهيمنة في الحياة.

رد فعل الأم ("أعلم، ولهذا غادرت") يوحي بأنها شعرت بوجوده فعلاً وربما عاشت تجارب مشابهة من قبل، مما يشير إلى أن الظاهرة لم تكن محصورة في شينا وحدها.

التحليل البيئي والعصبي

من الناحية العلمية، يمكن أن يكون البرد المفاجئ ناتجاً عن تيار هوائي أو تغير في ضغط الغرفة (ظاهرة معروفة في البيوت القديمة)،
كما أن نقص الأوكسجين أو الإضاءة الخافتة مع التوتر قد تخلق إحساساً بوجود أحد خلفك، وهي ظاهرة يُطلق عليها في علم الأعصاب اسم "the sensed presence effect" -  أي شعور بأن هناك من يقف قريباً منك رغم خلو المكان.

شاركنا تجربتك

إذا كنت قد عشت تجربة تعتقد أنها غريبة فعلاً ويصعب تفسيرها ،يمكنك ملئ النموذج وإرساله هـنـا

إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .