يرويها عبد الستار - مصر |
وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة وقد خلت الشوارع تقريباً من المارة بسبب هطول المطر وبرودة الطقس، فقررت أن اكتفي و أعود للمنزل التماساً للدفء لكنني وجدت امرأة تقف بمفردها على جانب الطريق وهي تشير إلي فترددت قليلاً ثم قررت التوقف إشفاقاً عليها من البرد ولكونها وحيدة دون رجل معها في هذه الساعة المتأخرة فاقتربت منها بالسيارة وفتحت النافذة المقابلة لها لأستفسر عن وجهتها فوجدت المسار يتوافق مع المسار المؤدي إلى منزلي فراقني ذلك وأشرت إليها بالصعود، ونظراً لطبيعة عملي اعتدت أن ألقي نظرة سريعة فاحصة على أي راكب أقله في سيارتي تحسباً لأي طارئ فكانت المرأة تبدو في نهاية العقد الرابع من العمر وترتدي زياً محتشماً ويبدو عليها الوقار ومظاهر الثراء ، جلست المرأة في المقعد الخلفي وأغلقت الباب فتأهبت للإنطلاق وأنا أمني نفسي بعشاء ساخن وفراش دافىء فى منزلي بعد إنتهائي من مهمة إيصالها إلى وجهتها، مرت لحظات من السكون ثم تراءى لي أنني قد سمعت صوت المرأة تتحدث من خلفي فاعتدلت فى جلستي والتفت إليها إلتفاتة سريعة وأنا اقول :"أفندم ..حضرتك تقولين شيئا؟ "، ولكني لم احصل على إجابة فظننت أنني غفوت للحظة بسبب الإجهاد وأن المرأة لم تتحدث مطلقاً فندمت على تسرعي وخشيت أن تشكك فى سلوكي فلزمت الصمت وعدت للقيادة وعند هذه اللحظة عادت للحديث مرة أخرى في وقتها لم تكن الهواتف الخليوية مستخدمة بعد في مصر فتأهبت كل حواسي ونظرت في زجاج المرآة الأمامية فرأيتها تهمهم بكلمات غير مفهومة وهي تنظر إلى جوارها فأيقنت أنها مضطربة عقلياً ولعل هذا كان من سوء حظي، تحفزت لأي حركة مفاجئة منها ورغم ذلك تمالكت نفسي وأنا أتشبث بالأمل الاخير بأن لا تكون مجنونة وسألتها :"إلى من تتحدثي حضرتك ؟!"، فنظرت إلي نظرة حادة وكأنها تراني لأول مرة وجاء جوابها قاطعاً :"هذا ليس من شأنك وليس عليك سوى القيادة"، فتملكني الذعر لأنني أخطأت في ظني ،فردها كان حاسماً ولايوحي بالجنون فأسرعت فى القيادة لعلي أنتهي من هذا المأزق وقررت الصمت ولكنها عادت للحديث من جديد ولكن بصورة عصبية وكأنها تهدد شيئاً ما يجلس بجوراها ،ابتلعت ريقي وأنا في غاية التوتر ولكني حمدت الله فقد وصلت إلى العنوان المطلوب فتوقفت وكنت مستعداً للمضي دون إنتظار أي أجرة مقابل أن أتخلص منها، ولكنها نزلت وأخرجت النقود اللازمة وأعطتها لي بكل هدوء بما لايدع مجالاً للشك بقدرتها العقلية غير أنها تركت باب السيارة الذي نزلت منه مفتوحاً فرجوتها بلطف أن تغلقه لكنها وقفت أمام الباب وأخذت تصيح على من تظنه موجوداً معها بأن عليه أن ينزل من السيارة حالاً وإلا ستنتقم منه وحينها جن جنوني فقد طفح الكيل وأسرعت بالنزول من السيارة وأغلقت الباب بعنف وأستدرت مسرعاً لأنطلق بأقصى سرعتي مبتعداً عنها فى حين كانت تشير إلي بغضب واضح ولكنني لم أكترث لها وانطلقت في طريقي.
بعدها بلحظات شعرت بوجود ثقل كبير في المقعد الخلفي وهيمن علي الإحساس بوجود شخص ما خلفي وشعرت بقشعريرة تسري في كل جسدي وبدأت بتلاوة أيات من القرآن الكريم ولكن إحساسي لم يتغير بل أحسست بان هذا الثقل يزداد وسرعة السيارة تتباطئ وان هذا الوجود الخفي يكاد يطبق على رقبتي فاستدرت بالسيارة بكل قوتي عائداً لنفس المكان الذي تركت المرأة فيه لأنني اعتقدت بأنها تركت لي هذا الشيء الذي كانت تحادثه ولهول المفاجأة لم تبرح المرأة مكانها منذ أن نزلت من سيارتي حيث تركتها فشعرت بخوف لم أشعر به يوماً في حياتي وكأنني فى كابوس وتوقفت أمامها ونزلت من السيارة وانا أتوسل إليها بأن تأخذ هذا الشيء الذي تركته معي ولحسن الحظ لم تكترث المرأة لوجودي وعادت تنظر إلى داخل السيارة وهي تقول بغضب :"ألم أحذرك واطلب منك النزول ، إن لم تنزل الآن لن يحدث لك خيراً " ، وجعلت أنقل بصرى بين السيارة الفارغة ونظرات المرأة الغاضبة والواثقة من لهجتها الآمرة فشعرت بأن المكان يدور من حولي وفجاة انفتح الباب الخلفي من تلقاء نفسه بقوة شديدة فتراجعت للوراء وكدت أفقد الوعي وصاحت المرأة :"هيا معي الآن واترك السيارة"، وانغلق الباب بنفس القوة ثم التفتت لي المرأة وهي تقول بلهجة آمرة :"ارحل سريعاً ولا تنظر خلفك"، فجريت وانا في غاية من الاضطراب والجنون إذ اختلط عرقي مع دموعي وشعرت ببرد شديد مع حرارة شديدة كالبركان داخلي وقدت السيارة وأنا على حالة لاتوصف من الهلع على الرغم من أنني لم أشعر بمثل الشعور الذي احسسته برفقة ذلك الشيء الغريب فتنفست الصعداء بعد عدة دقائق وكنت أصيح بأعلى صوتى :"الحمد لله ..الحمد لله"، توجهت إلى منزلي وأخبرت زوجتي بما جرى معي فم أقود السيارة مطلقاً منذ تلك الحادثة وقررنا بيع السيارة نهائياً وفعلاً قمت ببيعها وتابعت حياتي مكتفياً بوظيفتي الحكومية بعد أن كدت أفقد عقلي.
يرويها عبد الستار (60 سنة) - مصر لـ حسام حمدي الذي أرسلها مشكوراً
ملاحظة
نشرت تلك القصة وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
شاركنا تجربتك
إذا عشت تجربة تعتقد أنها غريبة فعلاً ويصعب تفسيرها ،يمكنك ملئ النموذج وإرساله هـنـا
إقرأ أيضاً ...
- قصص واقعية: تاكسي طوكيو وشبح المقبرة
- قصص واقعية: مواجهة مع شبح على طريق سفر
- قصص واقعية: جسمان مجهولان في سماء الإحساء
نشرت تلك القصة وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
شاركنا تجربتك
إذا عشت تجربة تعتقد أنها غريبة فعلاً ويصعب تفسيرها ،يمكنك ملئ النموذج وإرساله هـنـا
إقرأ أيضاً ...
- قصص واقعية: تاكسي طوكيو وشبح المقبرة
- قصص واقعية: مواجهة مع شبح على طريق سفر
- قصص واقعية: جسمان مجهولان في سماء الإحساء
مممم القصة مؤثرة ...
ردحذفربما كانت هذه مشعوذة ما أو ساحرة ..
نعلم انهم يتعاملون مع الجن وهذه الأمور.. ولكن عندي استفسار نقدي على القصة .. السائق أحس بالثقل والتباطؤ في المركبة بعدما انزل المرأة ... ولكن ألم يحس به عندما كانت راكبة معه بالسيارة ؟ المفروض يكون هناك وزن هذا المخلوق العجيب.. ووزنه ووزن المرأة ..
أحب دائماً أن أنقضد كل ما يقع أمامي من قصص بهذا الخصوص ....تحياتي
موضوع مخيف فعلا وتقشعر له الابدان لاأتمنى لايكون صحيحا :)
ردحذفهههه محد قاله ماينزل
ردحذفيبدو أنها ساحرة و تتعامل مع الجن
شكرا للطرح
غريبة فعلا
ردحذفأكيد الست دى مخاوية زى ما بيقولوا
جن و لا عفاريت الله أعلم بيها
بس قصة مثيرة فعلا
السلام:
ردحذفما مع هذا المرأة هو خادم من الجن ..وعمل مع عمله مع السائق حتى يخيفة فقط ولا يرغب ان يؤذية ..
فقط حدث معي نفس الشئ عندما قررت ان اخذ دعاء من النت كان عاجبني وكان يقولون انه يطرد اي جني فأنا اعرف ان معي جن ولكن مسلمين ولم اظن انه سيؤذيهم فأخذت الدعاء وقرأته بالليله الاولى جائني الجني على هئيتة الحقيقة وليس كما اراه دائما يعني رجل كبير بالسن لا جائني بشخصة الحقيق واعذروني لا استطيع وصفة لاني وصفته مرة وتضايقوا وضايقوني بالاحلام ..المهم المرة الاولى قالوا لي فلانه انك تؤذينا فهجم علي وانا غطيت وجهي بيدي فقبلني على خدي ..والمرة الثانية اقصد الليلة الثانية ولانني لم اخذ الامر بجدية جائني الاخر وله نفس الهيئة ولكني عرفت انه الثاني وليس الاول مجرد احساس فقال لي فلانه انك تضايقيننا وهنا التفت الي لارى وجهة انا من الخوف غطيت وجهي بيدي ودفعته ظن مني انه يريد تقبيلي على خدي ولكنه عضني على يدي ..فعرفت انه لا يردي ان يؤذيني ولكن ليرعبني بشكله فقط وينبهني ..وانا اظن ان السيدة لديها خادم من الجن او احد متلبسها والمتلبس يكون معك وليس فيك كما يظن وختلفوا واراد ان يرعب السائق كمزحة فقط وليس لنية اخرى ..ولهذا اثقل السيارة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفاول شي ابى اقوله هو طبعن تعليق عن القصه
انا من الامارات ومن العين
حبيت اقولك انه اللي يشتغلوون فالتكاسي هم من افغانستان بتاااان..
مستحيل مستحيل مستحيل تلقى هندي يسوق وين عاد لو مصري او اي حد عربي .. ممكن بس تخبرني انك فأي مدينة كنت فالامارات وانا راح اقولك لو صدق انك تشتغل تاكسي عندهم ولا لا.. هذا اولن
وثانيا يا اخي العزيز
فالامارات لو ينزل مطر مستحيل مستحيل تلقى الشوارع شبه فاضي مش فاضيه شبه فاضيه ماتلقى
لانه المعروف عندنا فالامارات جونا الصحراوي والقليل الامطار
يعني لو نزل عندنا مطر والله نحس انه العيد عندنا وننسى شي اسمه نووم وعلى طول نروج البرررر
معناته انه قصتك خياليه ومن بعد ساعه 9 ماتلقى بنت تركب تاكسي حتى لو كانت جنيه بس ماتلقى
ولو صار وياك هل شي والله مستحيل ترجع لنفس المكان راح يعمى عليك نفس الثانيه
والسمووووحه
قصة غريبة تبدو شبه واقعية..اعتقد ان رد فعل انسان حصل له هدا الموقف الغريب سيترك السيارة..على الفور.لن يغامر بالرجوع الى نفس المكان..اظنها مجرد قصة خيالية ليس الا..
ردحذفهشام من المغرب..
شباب اعتقد ان القصة حقيقية واريد ان ارد على الشباب اللي نقدوا الموضوع
ردحذف1. الاخ اللي من الامارات من العين ::::: راوي القصة يقول انه بعد عودته من الامارات اي ان القصة ليست في الامارات وفعلا في مصر الشوارع بتبقى خاليه
2.الاخ laith9000 اعتقد ان الثقل في العربية نتيجة :
أ. اما ان الجني يريد العودة الى هذه المرأة و هذا الامر محتمل لاني متفق مع الابلة اللي قالت ان ده خادم من الجان . وطبيعي ان الخادم يريد البعد عن المخدوم لكن نرجع ونقول طالما هو خادم من الجن يبقى مش هيقدر يمشيي بعيد عن الست دي
ب.الاحتمال التاني وهو الاقوى ان الست دي وبما انها بتتعامل مع الجن اذن هي سيطرت على الجن و خلته يحدث ثقل في التاكسي او لربما هي اللي عملت حاجة نتج عنها ثقل في السيارة ... هذا ما كان مني و الله ولي التوفيق ::::
قصة رهيبة انا مش عارف هنام ازايي النهاردة D:
ردحذفتعليقي الوحيد القران هو الشيء الوحيد الذي يبعد الاخطار............
ردحذفالسلام عليكم
ردحذفنتمنى ان يقرأ الجميع بتكيز
اخي من الامارات الرجل لم يقل ان هذا حدث فالامارات يقول عندما عدت الى مصر
وشكرا
هههههههههه آه يابطني
ردحذففي الأول كنت قوي وبعدين صرت تصيح وتبكييي
الله لايبلانا ولا يحطنا في موقف زي كذا
الحمدلله على سلامتك
عليك فيلم هندي ومازلت حي ...احم احم
ردحذفالسلام عليكم و الله قصة مأثرة و واقعية لأنني عشت تجارب مماثلة لها لاكنني لا أستطيع أن أحكبها من شدة ضعري و أتفق مع الإخوة بأنه خادم من الجان و أثقل السيارة ليعود به السائق و الله أعلم
ردحذفأخوكم من الجزائر
السلام عليكم
ردحذفالقصه تحتمل الحقيقه و تحتمل الكذب و الحقيقه او الكذب مرهونه بضمير الراوى