يرويها رشيد - المغرب |
بدأت قصتي في العام الماضي وذلك بعد إنتقالنا الى منزل جديد ، فأحسست بنوع من الفرحة لكوني سأتعرف على أصدقاء جدد عوضاً عن الذين تركتهم لكن سرعان ما تحولت الفرحة إلى كابوس ، فبعد أن رتبنا أمتعتنا خلدنا إلى النوم و بينما كنت نائم إنتابني إحساس بأنني مراقب وبدأت تأتيني صور لم أكن أعلم أهي خيال أم حقيقة ؟!، وفي منامي راودني كابوس فحلمت ان رجلاً شريراً كان يضربني وإبنته خلفه تتوسل إليه بالكف عن ذلك، وعندما استيقظت صباح الغد تفاجئت بآثار كدمات على سائر أنحاء جسمي فإتجهت نحو أمي لأحكي لها فوجدتها هي الاخرى مثلي وقالت لي بأنها حلمت بعائلة تطالبها بالرحيل من بيتهم لكن أبي و أخوتي لم يصبهم شيء من ذلك.
على عتبة الباب
وبعد بضعة ليالي كانت ملأى بالكوابيس، أتى قاطنين جدد ليستقروا في الطابق السفلي، وتعرفنا إليهم ، كانت لديهم ابنة بنفس عمري ، وبعد يوم من إستقرارهم وجدت ابنتهم على عتبة الباب فرغبت أن أتحدث معها للتعرف إليها ، وما إن اقتربت منها حتى إلتفتت إلي بوجه شاحب وقالت لي:"أحبك وسأتبعك أينما حللت "، تفاجأت وتساءلت مع نفسي :" هل تعرفني من قبل ؟! "، ولما كتت على وشك أن أسألها اعتذرت مني و نزلت الدرج فتبعتها لكنها سبقتني ودخلت الى شقتها ، ثم صعدت إلى الطابق الأعلى (الثاني) وفتحت الباب وإذ جارتنا برفقة ابنتها ، كانتا تبتسمان كأنهن ينتظرن سلامي عليهما فقلت لهما : " من تكون إذن تلك التي رأيتها في الأسفل ؟!"، فأغمي علي !
- عندما أفقت وجدت المساء قد حل وكنت على فراش نوم والدي ، فطلبت مني أمي تفسيراً لما حدث، بينما ظل والدي وإخوتي يحدقون فقط وبلا مبالاة ، ثم أحسست بالمراقبة من جديد فخفت وقلت لها بأنه مجرد دوار كنت أقولها وأنا مبتسم (مع أن قلبي كاد يسكت من شدة الخوف)، سألتني أمي فيما إذا كنت بخير فأجبتها بنعم ، فقالت لي إذهب لتنام برفقة إخوتك ما إن وضعت رأسي على الوسادة حتى أحسست بشلل و وكأن هناك شيئاً ثقيلاً يجثم فوقي فبدأت بتلاوة بعض الآيات لكن ذلك لم ينفع وبقيت صابراً دون حراك حتى نمت.
المواجهة الحاسمة
في اليوم التالي سألني أهلي بنوع من السخرية فيما إذا كنت بخير إثر حادثة البارحة فأخبرتهم بأنني على مايرام ، ذهبت إلى ركن من البيت و جلست أهرش دماغي وأربط بين الأمور الغريبة أملاً في العثور على تفسير لما حصل إلى أن حل المساء ، ولم أبرح مكاني خوفاً من بنت الجيران تلك ، مرت الساعات وجاء وقت النوم وما أن نمت حتى رأيت خيالاً أسوداً يدخل عبر الباب فبدأت أنادي أخي فسألني:" ما بك ؟ " ، فقلت له :" أنظر !!" ، لكن كل ما فعله أنه نعتني بالأحمق وذهب لإكمال نومه لكنني ضربته بشدة فإستفاق على إثرها صارخاً فسمعه والدي و إتجه نحونا، لكن عندما أضأت نور الغرفة لم أصدق عيناي فأنا لم أكن أحمقاً لأن الظل كان لأنثى ترتدي ملابس سوداء وشعرها اسود خشن يحجب وجهها لكن أسنانها بارزة من وسطه لأنها كانت طويلة وفي تلك اللحظة كانت تخاطبني أمي فلم أعرف ما كانت تقوله وكل ما سمعته هو صوت تلك الأنثى وهي تطالبني بالهدوء وعدم الفزع وأخبرتني بأنه لا يراها أحد سواي ولكني في تلك اللحظة عرفت معنى الخوف،إلى درجة لم أحس بنفسي حتى لاحظ أبي أن هناك خطباً ما بي فسألني:" ما الأمر ؟! "، لكن كل ما كنت أقوله هو :" انظروا إنها تقترب هل فقدتم بصركم ام ماذا ؟! "، ورأيتها فعلاً تقترب حتى دخلت بيننا ومدت يدها لتمسح على رأسي لكنني دفعتها متوسلاً إياها بالإبتعاد عني لكنني أحسست كأن سكيناً إخترقت يدي اليمنى ، كان ألماً مبرحاً مما جعلني أرضخ لرغبة الفتاة لأتركها تلامسني و بعدها قالت : "أنت وسيم جداً "وإنصرفت، لكني لم أر طعم للراحة لان يدي كانت تؤلمني بشدة، طلب مني أبي الإستلقاء ظناً منه أن كل ما رأيته مجرد تخيلات ، نام إخوتي و بقي معي والدي وما هي إلا دقيقة فقط حتى رأيت جارنا يدخل ، ظننت انه سمعنا و جاء للإطمئنان لكن بدت عيناه مختلفتين مع أني لم أراه إلا مرتين، جلس على الأرض و وضع كوباً من شيء أبيض كالحليب وسألت والدي عما يفعل فقال:" من ؟! " ، لكني لم أستطع إكمال الكلام لأن شيئاً ما أقفل فمي ولم أعد اسمع سوى كلام الرجل الذي قال لي :" جئت لأصلح ما أفسدته ابنتي " ثم نهض خارجاً .
قدرات جديدة
في الصباح أفقت كالمجنون لا اعلم ما كان ذلك ولا كيف حدث وما العلاقة بين الفتاة و الرجل والعلاقة بين حبها والمطالبين بخروجنا !، وبعد أيام قليلة إنتقلنا من ذلك المنزل ، ولم يعاودني ذلك الشيء بإستثناء أنني اكتسبت قدرات غريبة لا أعلم إن كان لما حصل معي صلة بها ، حيث بإمكاني قراءة عقل الأخرين، فمن مجرد نظرة ينظرها شخص أعرف ماذا يريد وقصده منها و المشاعر التي يخفيها و إن تحدث شخ أستطيع تفسير شخصيته بأدق تفاصيلها ، وفي بعض الأحيان أرى أموراً في الحلم فأعيشها في الغد.
يرويها رشيد (17 سنة) - المغرب
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.
- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .
إقرأ أيضاً ...
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .