إعداد : إسماعيل صديق عثمان |
بعد إنتهاء المحاضرة التي نظمها وأعدها أحد الأساتذة الناشطين في المجال الثقافي ذهب المحاضرون جميعاً إلى مكتب الأساتذة كما هي العادة في مثل هذه المناسبات ، أثناء تناولنا لمشروبات باردة دخلت طالبة جامعية جميلة من أسرة مشهورة وطلبت من الأستاذ زين العابدين يوسف الذي كان يدير الندوة مقابلة معي وذيلت طلبها بتبرير غريب حيث قالت:" لم استطع أن أحكي قصتي بقاعة المحاضرات خوفاً من تكذيبي والضحك علي ". وبعد أن وضع الأستاذ زين العابدين كرسيين أقصى المكتب جلست وابتدرت قصتها قائلة:
- " كنت في إحدى دول الخليج مع أسرتي حيث كان يعمل والدي هناك وفي إحدى الليالي وأنا أقلب القنوات الفضائية وكنت لوحدي وبالصالة ظهر لي رجل بلا رأس يرتدي الجلباب السوداني وقال بصوت ملأ المكان : " إذا نفذتي ما أطلب سأملأ لك هذا المنزل ذهباً " ثم اختفى وأنا أرتعد من الخوف ، بعدها توالى ظهوره وكان كثيراً ما يظهر لي وأنا بالحمام أو عندما أكون منفردة بغرفتي ، كان يدلك أفخاذي ، وكنت أشعر برائحة الدخان –دخان السجائر في حلقي عند ظهوره ، وهددني بالموت إن أخبرت أحداً ، كنت أخاف في بداية ظهوره لكنني تعودت عليه بعد أن تأكدت بأنه لا يضرني ولن يفعل لأنه يحبني كما قال ، يخبرني بأشياء كثيرة تحدث منها أنه ذات يوم وبينما كان والدي مريضاً وطريح الفراش بالمستشفى وكنا نود زيارته بعد أن تلقينا مكالمة هاتفية من أختي مضمونها أن المرض قد اشتد بأبي ، عندها كلمني وأنا في السيارة وقال : " أبوك مات الآن .." ، وفعلاً عندما وصلنا المستشفى وجدناه قد فارق الحياة مما جعلني أكره الرجال وقد خطبت خمس مرات ولم أوافق لإكمال زواجي حيث فسخت كل خطوبة لي والبعض منها فسخ دون أسباب. ها هو قد أتى إنه بجانبي الآن أشم رائحة السجائر ، جسدي يقشعر ليتني لم أخبرك ".
ثم قامت من الكرسي وذهبت دون أن تنتظر النصيحة التي طلبتها لمساعدتها وجعلتني أقلب في رأسي نتاج بحث استمر سنوات.
تجربة 2
من التجارب المعاصرة في التعامل مع الشيطان تلك التي دونها المقدم ركن عبد الباقي محمد قسم السيد في كتابه " عندما نطق الوسواس الخناس بإذن الله " وقد حكى في هذا الكتاب قصة تعرضه لإغواء الشيطان :
- " كنت أقف في متجر ومتأكد 100 % مما في جيبي من نقود وعندما أحصيتها وجدتها أزيد فصممت أن أتخلص من الزيادة وفي لمح البصر اختفت وتبقت نقودي فقط، هددني الشيطان بالقتل ، هددني بالإصابة بالجنون ، حاولوا غسل مخي وذلك بتسليط قواهم السحرية علي، حاولوا عدة مرات أن يوصلوني لمرحلة الكفر مرة مستهزئين بالقرآن ومرة مشككين في وحدانية الله ومرات بادعائهم أنهم ملائكة ومرات أخرى أنهم الله والعياذ بالله أغروني بالمال، وطلبوا مني الانتحار ، كانوا يقلدون أصوات البشر وأذكر أنني كنت أسمع صوت زوجتي وبناتي وأمي بل وأصوات أشخاص توفوا لرحمة مولاهم، كانوا يدعون أنهم يعلمون السر ، أثاروني جنسياً (الانتصاب المفاجئ) – دغدغة القضيب – وخيالات جذابة مثيرة وكانوا يشدون أعصابي، دعوني لارتكاب الفاحشة معهم ، لهم خواص كثيرة منها: خاصية إرسال ذبذبات كهرومغناطيسية تخترق الصدر وتستهدف القلب ولهم كذلك خاصية إرسال صفعات قوية شبيهة بصفعات الكهرباء، سرعتهم أسرع من الصوت بكثير وأقل من الضوء، لهم نظرة ثاقبة تمكنهم من الرؤية خلال بعض الحواجز (كرؤية ما بداخل أمعاء الإنسان)، لهم خاصية الغطس في الماء والنظر من خلاله كما لهم خاصية التأثير على شبكة العين ورسم الخيالات، ويؤثرون على طبلة الأذن فنجد الشيطان يتكلم مع وسيطه بحضور عدد كبير من الناس ولا يسمع حديثه إلا الوسيط وحده وبالخواص المذكورة ".
ويعتقد المقدم عبد الباقي أنهم كانوا يضغطون على فم معدته حتى يصرخ من الألم ويجعلونه يتخبط ويدفعونه شمالاً ويميناً وللأمام والخلف ثم يجعلونه يتخبط في الرأي والقرار ويؤثرون على تفكيره وزعم أنهم يقلدون صوت الوحي ، حيث يقول : " أدعى أحدهم أنه الوحي جبريل وكان يودعني مردداً صوت ضخم في رعاية الله .. في رعاية الله وكان الصوت شديداً وقوياً يملاً فناء كل المنزل ".
وقد عافاه الله من ابتلائه ومنَّ عليه بالتخلص منهم. ولا نستبعد أن كثير من القراء قد مر ببعض منهم جزء من هذه الأمور التي سقناها والتي تتوقف بمجرد الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وسنسوق لكم بعض التجارب لأشخاص وقف عليها كاتب هذه السطور أثناء بحثه عن عالم الجن والشيطان ، أعاذكم الله.
إسماعيل صديق عثمان إسماعيل من مواليد عام 1964 - السودان ، باحث في علوم الغيب وما وراء الطبيعة والنفس (البارا سيكولوجي) ولقد سبق له أن عمل محرراً ومعد لصفحة (أفكار وما ورائيات) – صحيفة المجالس 1997، وحاضر في العديد من الجامعات والمراكز الثقافية ، يحمل ماجستير في تخصص العقيدة الإسلامية من جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وبكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة أم درمان، ودبلوم الدراسات الإسلامية من كلية القرآن الكريم ، ودكتوراه في مقارنة الاديان من جامعة ام درمان الاسلامية .
من مؤلفاته
- عالم الغيب بين الأدلة النقلية والعقلية.
- حقيقة الموت والروح.
- الغيب الإطار والدلالة عند المتصوفة.
عضو في
- هيئة علماء السودان
- الاتحاد العام للصحفيين السودانيين
- الاتحاد العام للكتاب والأدباء السودانيين .
- رابطة الفقه الإسلامي.
إقرأ أيضاً ...
- اللغز المنقوش وثنائية موسى/ الدجال - عبد الكريم الجواهري
- تفسير عقائدي لظاهرة الأطباق الطائرة - عبود الخالدي
- باحث يحدد مكان جنة عدن - جوريس زارين
- مفاهيم في الطاقة الحيوية الكونية - سليمان المدني
- الخوض في الغيب ونظرية المؤامرة - كمال غزال
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .