17 ديسمبر 2011

زنزانة العذاب

يرويها تحسين - العراق
كنت في معسكر لتدريب للجيش وحدث أن رفضت يوماً تنفيذ عقوبة جماعية فرضها علينا المدرب ويطلق عليها اسم ( الأشناوا الهندي )  وهي باختصار وضع الجبهة على الأرض واليدين مكتفة للخلف والقيام بحركات الاشناوا نفسها ، لكنني رفضت تنفيذ العقوبة فقال لي المدرب : " إذن عليك أن تُسجن " ،  فرحبت بالسجن فأمر بحبسي 3 أيام.


كنت في السجن مع عدد من المسجونين ، قضيت أول ليلة وأنا مستلقي ولم يكن يُغمض لي جفن ، وبعد منتصف الليل سمعت فجأة أصواتاً تشبه أنين وأبواباً تفتح ووقع أقدام كذلك صوتاً يشبه صوت سحل شخص على الأرض فأيقظت زميلي وقلت له:"  أتسمع  ؟! " ، قال : " نم إنه جن ، كلنا هنا نسمعه " ، فاستغربت وقمت بهدوء واتجهت إلى مكان المغاسل حيث اشتبهت بأن يكون مصدر الصوت لكن لم أعثر على شيء وانقطع الصوت عندما اقتربت على بعد أمتار قليلة من المغاسل .

تكررت تلك الأصوات على مدى الليلتين التاليتين، قررت البقاء مستيقظاً حتى الفجر لأراقب باب المغاسل عن بعد ولكي أكشف هوية من يعمل هذه الحيلة ، كان هناك 3 غرف تطل على ممر واحد ومغاسل تحتوي على غرفة بداخلها ربما تكون مخزناً ، كانت المغاسل مظلمة نهاراً كما هي ليلاً وبداخلها غرفة مظلمة ، كانت شديدة الظلام والرطوبة فيها عالية جداً فدخلتها صباحاً وأشعلت قداحة (ولاعة) ولم يكن ضوءها يكشف سوى مسافة نصف متر أو أقل ، لكنني في نفس الوقت كنت أشعر بقشعريرة غريبة أو نسمة هواء باردة تلامسني رغم أنني لم أكن وحدي بل كان 2 من المسجونين معي.

فسألت المسجونين عنها (كانوا من الذين يلقون عقوبة شهر او اكثر ) ، فقالوا أن بها جن يسكنها ، فسألتهم :" مالذي دعاكم  لقول هذا ؟ " ، فقالوا : " سمعنا أنه في هذه الغرفة جرى تعذيب وقتل 5 ضباط بعد أن جعلوهم يتمنون الموت من شدة العذاب، حيث وجدوا أطرافهم مقطعة بشكل متسلسل وأنه جرى اعتقالهم من قبل جماعات سيطرت في عام 1990 على بعض محافظات العراق وهم وراء قتل هؤلاء الضباط بعد سيطرتهم على المدينة والمعسكر " ، قلت لهم بإنها ليست جن بل تسمى أرواح وبدأت أحدثهم عن عدد من الكتاب ومنهم الكاتب كولن ولسون (إقرأ نبذة عنه في الأسفل).

- بعد مرور 3 أشهر وقرب إنتهاء فترة التدريب وكان قد سبق الأمر بأسابيع صدور عفو عن جميع المساجين ، وفي الأسابيع الأخيرة دخل السجن أشخاص جدد وأحببت ان أعيد التجربة كي أتأكد وفعلاً دخلت في عقوبة جديدة وفي ثاني ليلة سمعت نفس الأصوات الغريبة ، وبينما كان المساجين الباقين يسمعون تلك الأصوات ،  فانقسموا إلى مكذب يحاول عدم إظهار خوفه ليجعل من الأمر أضحوكة للآخرين وإلى مصدق يكاد يفقد عقله.

- بعد أن تحريت عن المكان اتضح لي فعلاً أنه تم قتل عدد من الضباط فيه ولاحظت كثير من الأماكن والدور التي تصاب بمثل تلك الأمور المشابهة.
يرويها تحسين كليدار ( 39 سنة ) - العراق


تعقيب الرواي
تحسين كليدار (39 سنة)  وهو مهتم بدراسة علم الباراسيكولوجيا وعلم الانسترولوجيا والتأثيرات التي على الانسان في حياته العامة والمستقبلية ، وله معرفة في تفسير الرؤيا والمعالجة عن بعد ، ويعتقد بأن  " لكل إنسان طاقة تفيد أخيه الإنسان ". ويعزو ما سمعه من أصوات غامضة في تجربته التي رواها إلى ظاهرة ماورائية تدعى ظاهرة الأشباح الضاجة Poltergeist  وهي كما يقول :

" تحدث في بقعة معينة كالمنازل أو السفن أو المناطق المهجورة أو غيرها وقد اشتهرت العديد من المناطق او البقع بظهور الأشباح وكثرت فيها الحوادث بصورة لا يمكن أن يتجاهلها اي متابع لها ومن اشهر تلك البقع قصر كليمز التاريخي والموجود في مدينة ستراثمور الاسكتلندية حيث يعتبر هذا المكان من اشهر الاماكن المسكونة بالاشباح في العالم ويملك هذا القصر خلفية تاريخية رهيبة ومرعبة أشبه بالأساطير ففي عام 1034 قُتل فيه الملك مالكولم على ايدي بعض المتمردين المسلحين وبعدها أُحرقت سيدة القصر جانيت دوجلاس بتهمة الشعوذة ولكن بعد فترة من الزمن ثبتت براتها من التهمة المنسوبة إليها ومنذ ذلك الحين ترددت الكثير من الأقاويل حول ظهور شبح السيدة جانيت وهو يحوم في ممرات القلعة.

ويختلف تفسير ظاهرة الأشباح من شخص إلى آخر إذ يرى البعض أن الأمر قد يكون متعلقاً بالجن وغالباً ما تفسر ظواهر الأشباح على أنها تمثل روح قتيل او ميت وتنتشر هذة الظواهر في جميع انحاء العالم والاشباح حسب تصنيف الباحثين والمهتمين بهذه الظاهرة المثيرة للجدل، وهناك عدة أنواع للأشباح نظراً للطريقة التي تتفاعل بها مع الأشخاص وهي :

أ - نوع ودود ميال الى المساعدة يعتقد انة يمثل ارواح الاشخاص الذين كانوا فى حياتهم محل حب وتقدير وكانت وفاتهم طبيعية. 
ب - نوع اخرمؤذ يعتقد انة يمثل ارواح الذين قتلوا ظلماً وخاصتا بشكل رهيب او تحت اذى وتعذيب.
ج - النوع السلبي وهونوع خارج التصنيف وهو النوع الذى لا يؤذى ولا يساعد.

وقد انتشرت مشاهدات الأشباح خلال القرون الوسطى والقرن الـ 19  وبداية القرن الـ 20 بصورة كبيرة جداً ، ومما زاد من شهرة هذه الظاهرة في القرن الماضي على وجة التحديد ما تردد حول ظهور شبح الرئيس الامريكي ( ابراهام لنكلن ) فى البيت الابيض فقد ذكر كلاً من الرئيس ( تيودور روزفلت ) و ( ونستون تشرشل ) و ( ايزنهاور ) انهم رأو ذلك الشبح واحسوا بوجوده " .

نبذة عن الكاتب كولن ويلسون
كولن هنري ويلسون (1931) هو كاتب إنجليزي  لكنه أعتبر فيلسوفاً وروائياً . وقد كتب الكثير عن عالم الجرائم الحقيقية، وعن مواضيع كالتصوف وغيرها من الموضوعات. ويفضل أن يدعو فلسفته بـ " الوجودية الجديدة ".

كتب ويلسون قصصاً واقعية حول موضوعات الغموض والميتافيزيقا والغيبيات ، وفي عام 1971 نشر كتاباً بعنوان " الطائفة " The Occult الذي قام فيه بتأريخ تفسيرات ( أليستر كراولي )، و  (جورج جردجيف) و ( هيلانه بلافاتسكي ) و الكابالا، والسحر البدائي  و (فرانز مسمر ) و (غريغوري راسبوتين )، و (دانيال دنغلاس )   وغيرهم.

-  كتب (ويلسون) عن سيرة  كراولي (أليستر كراولي : طبيعة الوحش ) ، وكتب كتباً عن السيرة الذاتية لمن امتلكوا رؤى نفسانية و روحانية بما في ذلك جردجيف و ( كارل يونغ ) ،  و  (ويلهلم رايش ) و (رودولف شتاينر ) و البروفسور  أوسبنسكي.

ركز ويلسون أساساً على مجال دعاه ( Faculty X ) أو " الملكة العقلية المجهولة  "،  والذي اعتبره يقود إلى زيادة الشعور بمعنى الأشياء وامتلاك قدرات مثل التخاطر والوعي والطاقات الأخرى ، وهو يشير في آخر أعماله إلى احتمال وجود حياة بعد الموت، و وجود الأرواح التي يحللها شخصياً كعضو فاعل في  " نادي الأشباح ".

كتب (ويلسون) أيضاً أعمالاً  غير روائية عن واقع الجريمة، بدءاً من الدراسات الموسوعية إلى القتل التسلسلي.  حيث لوحظ أن لديه إهتمام مستمر بحياة جاك السفاح وفي جرائم الجنس عموماً.

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 
- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .


إقرأ أيضاً ...
- كيف يصبح المكان "مسكوناً " ؟!
- منزل لالاوري : تاريخ من الرعب والتعذيب
- تجارب واقعية : شبح ساحة الإعدام
- حقيقة صراخ المعذبين في باطن الأرض
- تجارب واقعية : ذكريات حياتي المسكونة
- شبح يسكن البحيرة
- التفسيرات العلمية لظاهرة الأشباح
- 6 من أكثر الأماكن المسكونة رعباً

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .