1 ديسمبر 2011

العيش في عزلة

ترويها لولي - مصر
منذ صغري وتحدث معي أمور غريبة على فترات متباعدة مع أنها قليلة نسبياً، ومع مرورالأيام اقتحمت الغرابة حياتي الشخصية وعلاقاتي الإجتماعية فأثرت سلباً فيها.


كوابيس الطفولة
في فترة من طفولتي كنت أعيش 3 كوابيس بالتحديد ، كانت مخيفة ومتكررة وأستيقظ منها مفزوعة ، في الكابوس الأول كنت دائماً أرى أمي في غرفة بيضاء تماماً واسعة جداً (يبدو أن لا نهاية لها) ولها 4 جدران بدون سقف وبهم فتحة لا باب لها ، كان داخلها خالياً تماماً إلا من سرير تنام عليه أمي بملابس سوداء وكان شعرها أشعث وتصرخ ومن حولها 4 أشخاص لا أذكر أشكالهم يحاولون السيطرة عليها وأنا أشاهدها بذعر من مسافة ، في الكابوس الثاني كنت أرى نفسي دائماً وأنا أقع من نافذة لأتشبث بعدها بحبال الغسيل . وفي الكابوس الثالث كنت أرى نفسي في طريق سفر مع أسرتي في السيارة ثم تتعطل السيارة وننزل منها ليصلحها أبي ثم يركبوا جميعاً ويتركوني في الصحراء وحدي فأبكي من الخوف وأستيقظ وأنا أبكي فعلاً  ، لعل هذا ماحدث لي في حياتي فعلاً فأبي مات وأمي لا تعيش معي الآن وجميع أهلي منشغلون عني وأعيش وحدي تماماً ولكن حسبي الله عن كل البشر ، ومع أن الكوابيس توقفت إلا أنه ليس بمقدوري نسيانها حتى الآن فهي تمر أمام عيني بتفاصيلها من وقت لآخر .

تبدلات في الشخصية
بعد ذلك لا أذكر أي أحداث غريبة في حياتي سوى أنني كنت إنطوائية جداً ، كنت أحب الوحدة والعزلة عن الناس والتأمل ، كنت حالمة إلى درجة مبالغ فيها وكأنني لا أعيش في الواقع، لكن بعد وفاة أبي تغيرت حياتي جذرياً ولن أخوض في التفاصيل المملة ولكن بإختصار دخلت حالة حزن شديد حتى أصابني مرض رقدت بسببه مدة شهرين ثم شفيت منه ولله الحمد لأصبح بعده إنسانة أخرى  ، أصبحت إنسانة مرحة جداً وإجتماعية وأحب الناس والحياة وأهتم بنفسي كثيراً وأثير أعجاب كل من يراني حتى أن أختي كانت تستغرب مني لانني كلما ذهبت لمكان يأتيني أحدهم لخطبتي. وبعد فترة تحولت للنقيض تماماً ، أصبحت أشعر بنفور الناس مني بلا سبب فساءت نفسيتي وبدأت أزهد الحياة ولكن بصورة إيجابية ولله الحمد ، بدأت أتقرب من الله وإرتديت الحجاب الكامل وبدأت أتردد على دروس علوم الدين وتعلق قلبي بالمساجد .

الحياة الزوجية
قابلت شخصاً (زوجي فيما بعد) في مكتبة اسلامية وكانت والدته تريده أن يتزوج ابنة خالته فوقفت في طريقنا وحاولت أن تعرقل زواجنا لدرجة أنني سمعت أنها لجأت للسحر والشعوذة وهذا ماسمعته بنفسي من أبنائها ، ومع ذلك تم الزواج بصعوبة ، وأذكر موقفاً غريباً عندما انتقلت مع زوجي إلى منزل جديد ، حيث كان لدينا ضيوف فدخلت غرفتي وأستلقيت على سريري لأستريح قليلاً في الغرفة التي كانت مضاءة وبابها مفتوح وكنت أسمع صوت الضيوف فغفلت عيني لثواني فرأيت (وأنا في نفس الوضع تماماً) شبحاً مخيفاً ينظر لي من نافذة الغرفة وكأنه فوق سطح الغرفة ( لاننا كنا في الدور الأخير ) ويدلي برأسه من أعلى لينظر إلي من النافذة ، كان شعره برتقالياً وطويلاً يتطاير في الهواء ويبتسم لي إبتسامة خبيثة ، أتذكر شكله تماماً ولكن أجد صعوبة في وصفة لشدة غرابته ، ثم إستيقظت لأجد نفسي في نفس الوضع الذي رأيت فيه هذا الشبح وخرجت للضيوف وأنا مذعورة ، الأمر كله لم يستغرق إلا دقائق معدودة وكانت مجرد غفوة .

وبعد شهور قليلة تغير زوجي وأصبح يعاملني معاملة سيئة جداً إلى أن إنفصلنا 3 مرات وحدث الطلاق ثم تزوجت بعده من شخص جيد جداً ( رجل دين ) وأيضاً تغير معي بعد الزواج وأصبح ينفر مني وحدثت مشاكل وانفصلنا وبعد فترة إشتاق لي و ردني ثم أصبح ينفر مني مرة أخرى وانفصلنا .

أعراض سحر ؟
مع مرور الزمن والتفكير بما كان يحدث لي بدأت أشك في أنني مسحورة خاصة أنني كنت أشعر بقشعريرة ونبض في جسدي وحركات ( تشبه حركت الجنين في الرحم ) ولكن في أماكن متفرقة في جسدي ، وأحياناً في فترات الهدوء أسمع أصواتاً في أذني وكأن أحداً يكلمني أو ينادي علي أو أسمع حديث أناس يتكلمون مع بعضهم . وبدأت تحدث لي أعراض غريبة من وقت لآخر فمرة أستيقظ لأجد قدمي مرفوعة ووقعت فجأة وكأن أحد كان يمسكها ثم تركها ومرة إستيقظت أيضا لأجد يدي كانت مرفوعة ووقعت على صدري فجأة بنفس الطريقة ، بدأت أرى أحلام غريبة وكأني أعيشها في الحقيقة ، كان آخرها معاشرة جنسية إستيقظت وأنا أشعر ببعض أثارها حقيقة.

ومرة كنت في البيت بمفردي فصليت الفجر ونمت على أريكة في الصالة لانني أخاف من النوم في غرفتي خصوصاً وأنا لوحدي ، نمت وأنا أقرأ أذكار الصباح وعلى صوت تلاوات من القرآن الكريم ، ومع ذلك حدث لي أمر غريب لا أعلم إن كان حلم أم حقيقة ؟!

رأيت في أول نومي أنني قمت من على الأريكة التي كنت أنام عليها في الحقيقة ودخلت المطبخ المفتوح على الصالة وكان الموقف والمكان تماماً كما هو في الواقع بصوت القرآن الذي نمت عليه وصوت العصافير التي كانت عندي وحتى نفس الأنوار ثم سمعت وسط هذه الأصوات صوت رجل يتكلم فأستغربت لانني وحدي في البيت فخرجت من المطبخ لابحث في الصالة عن مصدر الصوت حتى ذهبت للأريكة التي كنت أنام عليها ووقفت بجانبها فشعرت وأنا واقفة بأحد يكتفني بغطائي الذي كنت أتلحف به حتى أصبحت لا أستطيع الحركة ولا أرى أمامي إلا طرف الأريكة التي كنت أنام عليها حتى إستيقظت من نومي وأنا أرى نفس المنظر فعلاً وبدأت أشعر بتنميل في أطرافي ما لبث أن ذهب عن جسمي ببطئ إلى أن عدت لطبيعتي.

وعندما كلمت شيوخ ، أخبرني أحدهم  أنني أكلت سحر وآخر شخصه على أنه مس ( خارجي ) ورثته عن أمي وأن المشكلة بها ولو تعالجت منها سأشفى منها وكلاهما كلامهم مقنع فلا أستبعد أن تكون والدة زوجي الأول قد قامت بعمل سحر لنا ولا أستبعد أيضاً أن أكون متأثرة بأمي بسبب لاننا سمعتها مرة تناديني وهي ليست معي بالبيت وهي أخبرتني نفس الشيء بالإضافة للرؤية التي كنت أراها دائماً وأنا صغيرة غير أننا لا نتفق أبداً وكلما تقريبنا من بعض أو حاولنا أن نعيش معا تحدث مشاكل ونفترق مرة أخرى ، ثم حاولت اكتساب بعض الخبرة في العلاج نتيجة ما كنت أقرأه في المنتديات .

أخيراً ...أعيش الآن وحدة قاتلة وكلما حاولت الخروج من عزلتي لأجتمع بالناس أشعر بنفورهم مني مهما توددت إليهم كما أنني أصبت بفتور شديد في ديني وأصبحت العبادات ثقيلة جداً علي ، خصوصاً الصلاة والدعاء وأتمنى لو أعرف ما أنا فيه، أهو أمر نفسي أم روحي ؟!

ترويها لولي ( 31 سنة ) - مصر

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 
- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .


إقرأ أيضاً ...
- تجارب واقعية : ضحية الزواج المتعثر
- السحر : أنواعه وأعراضه ورأي العلم فيه
- السحر والدين



هناك تعليق واحد:

  1. انا ايضا اعيش في حالهه من الفوضي والعزله التامه

    انا مكتئب جدءاااااااااااااااا. ولا احب مخالطه الناس نهائي ابحث عن السعادة ولا اجدها اشعر اني لست من البشر مع العلم اني معشوق يعني ممسوس مس عاشق اشعر بجميع مراحل العلاقه الجنسيه وايضا اشعر بنبض داخلي واشعر برعشه في بدني عند الخوف والغضب حاليا لا اريد سوي المووووووووت

    ردحذف