وذات يوم أتت عائلة من أقرباء الحارس لزيارتهم وكان من بين أفراد هذه العائلة طفلة تعرضت لحادثة مروعة ذلك اليوم ، إذ إنزلقت قدمها إلى حوض ماء للبناء فغرقت فيها ، وتابعت السيدة كلامها فقالت : "بعد إكمال البناء انتقلنا إلى البيت ومنذ إقامتنا في البيت كنا نسمع في عند منتصف الليل بكاء طفلة ، كانت تبكي وتئن وتقول بصوتها الناعم : " لماذا لم تخرجوني من الماء ...أريد أمي " وتكرر هذا البكاء والعتاب في أكثر الليالي وأصبحت هذهِ الحالة تقلقنا وتسبب لنا الرعب مع أننا لم نكن على علم بحادثة غرق الطفلة ، ولا ندري كيف نتخلص من هذه الحالة لكي نهنأ في نومنا ويرتاح ضميرنا فجئت اليك لترشدني ". فأوصيتها أن تتواصل مع هذه الطفلة من خلال الدعاء والتأمل وتحاول أن ترسل لها كلمات تطمئنها كأن تشعرها بأنها تحبها مثل أمها وأن يستمرهذا الإتصال لفترة طويلة وتتابع ما طرأ من تغييرات على بكاء الطفلة ونبرة عتابها. فإذا حصل تغيير في المسألة عندئذ سيتطور وعيها وربما يتحول البكاء والعتاب إلى مناجاة شفافة فتكون ضيفة مريحة ومؤنسة لها وللعائلة في الليالي . لقد جاءتني هذه السيدة للتخلص من مسألة سماعها لبكاء طفلة في الليل وشعرت أنها كانت تحاول الكلام بصوت منخفض لئلا يسمعها بناتها الصغيرات اللواتي كن برفقتها ومع ذلك كن يسمعنها ، ويبدو أنها كانت قلقة على بناتها ومن ذعرهن لسماع البكاء المتكرر ليلاً ومن مصدر مجهول، علماً أن السيدة كانت جامعية ومثقفة ورزينة.
ومع الأسف لم يتسنى لي آنذاك متابعة ما جرى مع هذه السيدة خصوصاً أنني لم أكن متفرغا لأستقصي النتائج ، ولأن مكتبي كانت مكان كسب رزقي ولم أكن من أهالي بغداد بل من محافظة بعيدة . ببساطة لم تكن هذه السيدة كبعض المراجعين الذين كانوا يعودون لإطلاعي على النتائج.
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .