8 يونيو 2022

حضن جدتي وأيامي الصعبة

نشأت في كنف جدتي وأبي وأمي الذين جعلوني أشعر بأنني مميزة كوني الحفيدة الوحيدة لدى العائلة خصوصاً في بيئة ذكورية يُعامل فيها الأولاد كالملوك ، كانت جدتي تأخذني وأنا خارجة من المدرسة لأقضي وقتاً في حفلات الشاي وفي طبخ البسكويت،  كانت رائحة جدتي دائماً مثل علكة بنكهة الفاكهة (جوسي فروت) ،  وكانت تحب دائماً تمشيط وتجديل خصلات شعري وتلعب بها.

على أية حال ،كان الشجار حاضراً دائماً بين أبي وأمي وكان جانباً بغيضاً من الحياة التي عشتها ، إذ كان والدي مدمناً على الكحول بينما لم تتردد أمي في إشعال شرارة الشجار،  كثيراً ما فعلوا ذلك القبح أمامي وكان لا يخلو من الصراخ والعنف ناهيك عن أنه كان يخيفني ، وإن حاولت التدخل فسيصبان جام غضبهما علي، كان جميع إخوتي الذكور أكبر مني سناً وكانوا يغادرون المنزل وقت الشجار بينما لا أتمكن من ذلك لصغر سني .

أتذكر جدتي وهي تصرخ في وجه أبي حتى يكف عن فعل ذلك أمامي لمرات عديدة، لكن جدتي توفيت عندما أصبحت بعمر 9 سنوات ، شعرت آنذاك بانهيار كبير لفقدانها.

وبعد  مرور 6 أشهر فقط على وفاتها دخل أبي وأمي مجدداً في شجار، فتوسلت إليهما للتوقف، وكم كنت غبية، إذ رأيت والدي سكراناً ، التفت نحوي وهو غاضب وركض باتجاهي ، فأسرعت هاربة إلى غرفتي وأغلقت الباب وقفزت على سريري وأنا مرعوبة ، في تلك اللحظة تمنيت لو أن جدتي على قيد الحياة حتى أتمكن من البقاء في حضنها ، وعن غير وعي مني لعبت بشعري ربما لأقنع نفسي بأنها موجودة معي ، فقط تظاهرت أنها معي واعتقدت بأنني أستطيع شم رائحة علكة نكهة الفاكهة التي تفوح منها، ربما حتى أهدأ من روعي واسترخي ، وهنا تمكن أبي من فتح الباب بعنف وهو يقف عنده، كان على وشك أن يصرخ بي لكن شيئاً ما أوقفه ، أصبح وجهه شاحباً فجأة ثم تراجع بضعة خطوات وركض مبتعداً.

 توقف أبي عن شرب الكحوليات بعد تلك الحادثة حتى أنه أقلع عنها تماماً ، ولم نناقش تلك المسألة مطلقاً،  لكنه أصيب بمرض السرطان ، وفي مرة عندما كان مريضاً جداً كنا ندردش فسألني عما إذا كنت أتذكر حادثة الشجار قبل أن يتوقف عن الشرب ، فقلت له نعم في الواقع ، فسألته لماذا ؟ ، فقال لي أنه عندما فتح باب غرفتي رآني وأنا أضع رأسي على حضن أمه فشعر بطيفها المتوهج وهي غاضبة منه وأنه خيب أملها فيه ، فأفزعه ذلك وكان حينها يشم رائحة علكة برحيق الفاكهة.


ترويها TweetDog12 - موقع ريديت


ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها

إقرأ أيضاً ...

- تجارب واقعية : القلادة التي عادت 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .