16 ديسمبر 2010

شر الحسد

يرويها الحزين - الجزائر
كنت في صغري طفلاً عادياً كباقي الأطفال غير أني تميزت بالذكاء والتفوق و الوسامة، فكنت من الأوائل في الصف مما أحرق قلوب الكثيرين من الأقارب والمعارف من فرط الغيرة والحسد. وذات يوم لبست أجمل ما لدي من الملابس وتعطرت، كنت عمري آنذاك 11 سنة وقد لمحتني إحدى النسوة من معارفنا التي كانت تطل من النافذة، وما هي إلا لحظات حتى أحسست بغشاوة على عيني مما جعلني لا أبصر شاحنة كانت قادمة نحوي وأنا أعبر الطريق فصدمتني ونقلت على إثرها إلى المستشفى.


- بعد شفائي عدت للدراسة لكنني أصبحت بطيء الفهم فتدنت درجاتي ومستواي الدراسي، و مرت السنوات وأنا اجتاز بصعوبة المراحل الدراسية الواحدة تلو الأخرى مع شعوري بحزن متواصل وملل غير مبرر مع ميل للعزلة وشعور بالنقص و الخجل الشديد لكنني كنت ميالاً إلى الموسيقى الغربية بنهم ومتذوقاً للشعر والأدب، أحببت الثقافة البريطانية و رواد مذهب الهيبيين الذين ناهضوا الحروب في حقبة السبعينات، فزاد تعلقي بالموسيقى المنادية للسلام التي اشتهرت في تلك الفترة و زاد حبي للثقافة الإنجليزية فأجدت لغتها و برعت في كتابة الشعر فيها وتمنيت أن أصبح كاتباً مشهوراً.

جلسات عن معالج بالقرآن
بعد تخرجي لاحظت تعثري المتواصل في العمل فكنت أفشل في الاحتفاظ بأي عمل إضافة إلى تسلط غير مبرر من المدراء وغيرة شديدة من زملائي في العمل رغم اجتهادي وأدائي الجيد للمهام المنوطة بي وطيبتي مع الكل ، فقررت أن استشير شيخاً معالجاً بالقرآن الكريم ، وبعد عدد من الجلسات كان يقرأعلي فيها من الآيات صُرعت و نطق على لساني جني قال أنه قدم من بريطانيا هارباً من أهله اليهود لأنه مناهض للحروب وشاعر، فبحث عن ملاذ فوجدني مناسباً له منذ نعومة أظفاري لولا أن عائقاً منعه من التلبس بي لم يذكره، دام ذلك الأمر إلى أن أتته الفرصة المناسبة التي منحته إياها المرأة التي ذكرت أنها حسدتني فتعاملت مع ساحر دفن شيء من ملابسي في قبر، ومن أثر السحر تمكن الجني من التلبس بي منذ سن الحادية عشر حينما صدمتني الشاحنة، وبالفعل أذكر جيداً ابتسامة المكر على محياها والتي لم أفهم معناها حينما أستفقت في المستشفى.

تلبس ثان
وبعد العلاج المتواصل أسلم الجني و ترك جسدي فشعرت براحة نفسية لم أعرفها قط، و توالت الأيام حتى صرت أرى عيناً ترمقني في المنام وشخص يهزني هزاً فكنت أقرأ ما تيسر من القرآن فيشل فمي و بتيبس جسدي، فعدت للشيخ المعالج وصرخت مباشرة بعد القراءة و رحت أضرب الشيخ بقوة، وبعد مدة تكلم جني آخر في أحد الجلسات حيث قال أنه شقيق الجني الذي اسلم وطلب من الشيخ أن يبقى مكانه، لكن و بعد قراءة متواصلة من الشيخ أسلم وأكد كلام من سبقه بأنني مسحور من نفس المرأة وأنهم جن من اليهود ويقيمون في بريطانيا .

تلبس ثالث
وبعد مدة ليست بالطويلة مرضت مجدداً وصرت أرى امرأة في المنام وعاودني الشعور بالكآبة وضيق الصدر وتسلط المسؤولين في العمل ،فعدت للمعالج وبعد القراءة نطقت جنية على لساني وصار صوتي شبيها بصوت امرأة، فرفضت تركي وشاني لأنها مكلفة من الساحر، فلم يحدث أي تحسن وأكدت أنها بنت الجني الذي اسلم و أن المتلبس الأول هو عمها و هم قبيلة جن من بريطانيا. فاعتذر مني المعالج بعد عدة حصص من الرقية وطلب مني أن اذهب لرقاة آخرين فذهبت لعدة رقاة دون جدوى، فكانت في غاية الاستهزاء والمكر حتى أنها كانت تغوي من يقرأ علي القران. وأنا اليوم على الحال نفسها دون عمل، دون زواج، دون مستقبل، لكني أصلي رغم صعوبة ذلك ، كما أني ارقي نفسي وقد و كلت أمري لله هو الشافي و حسبي الله و نعم الوكيل، لن ولن اصفح عن من تسبب في عذابي و ضياع مستقبلي ، ويعلم الله أني صادق في كل حرف كتبته ولا حول ولا قو ة إلا بالله.

يرويها الحزين (31 سنة) - الجزائر

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .