25 يناير 2011

طفل إستثنائي

ترويها أم أمين - الولايات المتحدة الأمريكية
تزوجت في عمر صغير جداً من رجل ليبي علماً أنني من أصل سوري، سافرت مع زوجي في عام 1992 للعيش في بلده وهناك رزقني الله ببنت وصبي ، لكن سعادتي لم تكتمل و لم أكن اعلم أن معاناتي و مخاوفي سوف تبدأ هناك .


منزل يحمل ذكريات مقلقة
بدأت أخاف من المنزل بعد سماعي لحوادث حصلت في أسرة زوجي فلقد كان لزوجي أخوان توفي احداهما وله من العمر شهرين فقط مختنقاً بالحليب وبعد وفاته كانت أمه تسمع صوت بكائه في المنزل مما اضطرهم لمغادرته والانتقال إلى المنزل الجديد الذي اصبح مكان سكني، وفي سنة 1983 توفي أخوه الآخر وكان له من العمر 11 سنة بأسباب غير معروفة بعد أن استيقظ في أحد الأيام مشتكياً من ألم في أذنه فأخذه والديه إلى المستشفى لكنه توفى هناك في نفس اليوم ، وسببت وفاته أيضاً صدمة كبيرة لأفراد العائلة بمن فيهم زوجي الذي تعالج لدى شيوخ حتى شفي لكن والدته أصيبت بمرض السكر والقلب وبعد زواجي بشهر توفيت متاثره بمرضها.

أصوات غير مفهومة وملامح متغيرة
لم يحدث أي أمر غير عادي بعد ولادة ابنتي لكنني كنت أشعر بالخوف عليها فحرصت على أن تنام معي في الغرفة ، وفي سنة 1995 أنجبت ابني أمين وكانت ولادة طبيعية وكان ينام بجانبي على سريره و بعد 21 يوم بدأت ألاحظ أمور غريبة تحدث له ففي احد الأيام استيقظت من نومي في الليل بعد سماع صوت غير مفهوم لطفل يتكلم في غرفة نومي وكان مصدره آت من ناحية ابني الرضيع وعندما نظرت إليه هالني ما رأيت فلقد كان لونه ازرق غامق مائل إلى السواد وكانت عيناه مفتوحة لدرجة أنها خارجه من مكانها ووجهه (ملووق) يعني فمه ليس في مكانه ومن شدة الخوف صرخت وبعدها بثوان دققت النظر إليه لأجده نائم و وجهه عاد إلى طبيعته و لما أخبرت زوجي قال لي إنني كنت أتوهم ولقد حصل معي هذا عدة مرات وكانت الأصوات خفيفة غير مفهومة وكانت ملامحه تتغير لثواني ثم تعود طبيعية .

ابنتي وأخرى تجري
تطور الأمر ..ففي ليلة استيقظت عند الساعة 03:00 صباحاً على صوت ابنتي وهي تركض في الغرفة وتضحك وكان عمرها آنذاك سنة و7 شهور فصرخت عليها لتذهب إلى سريرها الموجود وراء سرير ابني الرضيع لكنها اختفت ولما نظرت ناحية سريرها فوجئت حينما رأيتها نائمة في سريرها فأخبرت زوجي فضحك علي وسخر مني ثم أخبرت عائلته لكنهم لم يصدقوني و نصحوني بقراءة القرآن قبل النوم .

رضيع ينادي ..
بعد عدة أيام أنمت أطفالي في غرفتي وبينما كنت أجهز نفسي للنوم سمعت ابني الرضيع يتكلم و كان عمره شهر واحد وهذه المرة كان الصوت واضح وكان ينادي باسم إيمان (هي أخت زوجي من ناحية الأب ) و كان الصوت صوت طفل فاقشعر بدني من الخوف فايقظت زوجي من نومه وقلت له: " هل سمعت ما سمعته ؟... لقد تكلم ابنك وقال إيمان ! " ، ولم استطع أن أمسك نفسي فأجهشت بالبكاء فبدأ زوجي يهدئني ويقول لي بأنه لم يسمع شيء وطلب مني أن أسمي بالله وأنام.

- لم تمر أيام قليلة حتى حدث نفس الشيء و هذه المرة كان زوجي شاهد معي فقبل أن أنام طلب مني زوجي أن أوقظه الساعة 07:00 صباحاً وفعلاً استيقظت عند الساعة 06:30 ص وظللت مستلقية أنتظر حتى تدق الساعة 07:00 لأوقظه و لم أكن اعلم أن زوجي هو أيضاً مستيقظ و مستلقي فقط وفي الساعة 07:00 تكلم ابني ونادى باسم أبوه ( و لم يقل أبي ) وهنا انتفضنا من على السرير وكان زوجي يقول لي : " سمعت ابنك  ..! " ، وأنا أقول له : " ألم أخبرك ولم تصدقني ؟! " و لما نظرت إلى ابني وجدته نائم ولم تتغير ملامح وجهه مثل المرة الأولى و بعد ذلك لم يعد ابني يتكلم.

حالات إختناق متكررة
تطورت حالة ابني فأصبحت أراه يختنق بدون سبب فيزرق لونه وعيونه تنقلب لثواني ( تصبح عيناه لونها ابيض فقط ) ثم يعود إلى طبيعته ففي أحد الأيام لم يكن زوجي موجود في المنزل فاختنق ابني من دون سبب وتغير لونه ورأيت الموت في عينيه ففقدت أعصابي وحملته وخرجت به إلى الشارع وأنا اطلب المساعدة من الجيران وبعدها عاد إلى طبيعته والحمد لله مثل كل مرة و بعد سنة توقفت الحالات التي كان يمر بها ابني .

طفل ذو شفافية
بدأت تحدث لابني أمور أخرى غريبة فلقد أصبح يشاهد أشياء نحن لا نستطيع أن نراها ومن شدة الخوف كان يبكي ولا يرضى أن يخبرنا بما يراه وعندما كبر قليلاً صار يخبرني انه يشاهد أشخاص مخيفين يطفئون عليه الضوء ونحن موجودين معه وأيضاً يرى ألوان نحن لا نراها مثل اللون الأزرق ففي احد الأيام كنت أنا وأبوه وأخته مجتمعين ونشاهد التلفزيون فبدأ يبكي فجأة ويقول : " لماذا اطفاْتم النور ؟....ولماذا النور تغير إلى اللون الأزرق ؟! " ، و من قلقي عليه أخذته إلى طبيب عيون وبعد فحص نظره قال لي الطبيب إن نظره سليم 100 بالمائة .

- في عمر 4 سنوات بدأ ابني يصلي كل الصلوات لوحده دون أي مساعدة من احد وكان يستيقظ الفجر لوحده ويتوضأ وكان يرعبني في بعض الليالي عندما استيقظ واراه مبلول بالماء وواقف يصلي في غرفتي وفي بعض الأحيان استيقظ فأجد وجهه أمام وجهي وهو ينظر إلي وفي النهار وعندما يسمع الأذان يسرع إلى المسجد القريب ليصلي وكل ذلك بعد سماعه في حديث لأحد الشيوخ أن الله سوف يحميه من أي مكروه إذا صلى، وعندما أخبر معارفي عن حالة ابني لا يصدقونني أغلبهم ويقول آخرون أن نظر ابني مكشوف (له شفافية) أي أنه من الأطفال الذي لديهم قدرة استثنائية على رؤية أشياء لا يراها الأشخاص العاديون.  وبصراحة لم آخذه عند أي شيخ لأنني خائفة أن يقول لي أن ابني فيه مس.

- وأود أن أذكر أمراً مهماً :  بعد انتقالنا من المنزل بقي أخ زوجي (ابن حماي) مع زوجته فيه ، فحدث شيء مماثل لـ ( سلفتي ) فقد أخبرونا أنها وضعت ابنها الرضيع على السرير و في الليل استيقظت على بكائه لتجده نائماً على الأرض وعمره لم يتجاوز شهر واحد فقط .

استمرار الأحداث في أمريكا
في عام 2004 انتقلنا للعيش في أمريكا وما زلنا هناك حتى الآن ، أصبح عمر ابني 16 سنة وما تزال هناك أشياء تحدث له و هو لا يخبرني عنها لكنني ألاحظها من تصرفاته فهو لا يحب أن ينام في غرفته مع أنها مجهزه بكل شيء أو لم ينم بها و لا مرة وينام في الصالون تاركا الإضاءة و التلفزيون يعمل بصوت عال مع انه قوي البنية وطويل ولا يخاف من احد ويدافع عن نفسه بكل قوه إلا انه لا يحب أن ينام في الظلام لأنه يرى دائماً أمور غريبة ويسمع أصوات غريبة وعندما يبدأ بإخباري عنها يتوقف ويمتنع عن الكلام ، أنا وزوجي نعلم أن هناك شيء يحدث له لكن اكتفينا بالنظر إلى البعض والتعجب وطلب الحماية من الله وفي كثير من المرات لا نريد أن نصدق ما يحدث.

- ومنذ شهر تقريباً حدث أمر غريب لابني أمين فهو يملك جهاز آيبود يسمع فيه الأغاني وفجاْه انطفأت الأغاني وتحول إلى ترتيل القرآن الكريم وعندما حاولنا إطفاء الجهاز لم نستطيع و لم نعلم من أين يأتي صوت القرآن مع أن ابني لم ينزل على جهازه القرآن ولا أخفيكم أنني اكتب هذه السطور وأنا أرتجف من الخوف.

صفات شخصيته
أريد أن أذكر بأن ابني ومنذ نعومة أظفاره كان طفلاً هادئ الطبع عكس أخته الكبرى إذ لم يبكي كباقي الأطفال وبعد السنة الأولى وأصبح محبوب الكل من العائلة ومن أصدقائي لهدوئه وخجله وعند دخوله المدرسة كان متفوق لكن واجهته مشاكل من زملائه في الصف و كانوا يضربونه و كان لا يدافع عن نفسه وأتذكر حادث حدث معه عندما كان عمره 6 سنوات حين كان يصلي صلاة المغرب في المسجد القريب من المنزل وعندما رجع إلى المنزل كانت الدموع في عينيه وكان بطنه وجسده يؤلمانه وعندها اخبرني أن أطفالاً استغلوا إقامته للصلاة وراحوا يضربونه ولم يتوقف عن صلاته ليدافع عن نفسه وعندما سألته لماذا لم تستنجد بأحد ، قال لي أن الكل يصلي ولم يرغب بأن يوقف صلاته.

- ابني ليس بالولد الذي يبوح بما في داخله و هو كتوم إلى ابعد الحدود وهذا يؤلمني ويحب سماع الموسيقى ومشاهدة البرامج الفكاهية عنده أصدقاء في المدرسة والفيسبوك لكن خارج المدرسة لا يوجد، وهو متفوق في دراسته و تغير بعد حادث حدث معه في المدرسة إذ تشاجر مع احد الطلاب الأمريكان لما تلفظ الأخير بكلمات عنصرية ضد ابني أمام الطالبات لكن ردة فعل ابني جاءت مفاجئة فقد ضرب الطالب لدرجة نزل الدم من رأسه و تم إسعافه إلى المستشفى وأتت الشرطة إلى بيتي واخذوا أقوالنا , إن ابني ليس عنيف و كان يدافع عن نفسه لكن تكررت مشاجراته مع طلاب المدرسة وفصل لمدة ثلاث أيام واضطررت لنقله إلى مدرسة أخرى وهناك أصبح يمارس رياضة المصارعة وأصبح بطل في مدرسته والكل يحترمه الآن ويخافه، هو هادئ جدا لكن عندما يغضب لا نعرفه وفي المنزل ولد خائف و مرعوب.

ترويها أم أمين - ( 33 سنة) - الولايات المتحدة الأمريكية

تعقيب وتحليل :  أ.ب (أم محمود) - خبيرة معتمدة
تمر المرأة أثناء الحمل والولادة بضغوط كبيرة، بينها الله سبحانه وتعالى بقوله : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} ، وبسبب هذه الضغوط تعاني بعض النساء من مشكلات نفسية تصيبهن بعد الولادة وتستمر لأيام أو أسابيع، يعدن بعدها لطبيعتهن، لكن بعض النساء تستمر لديهن الأعراض النفسية لفترة طويلة تستلزم مراجعة الطبيبة للعلاج.

- فالاكتئاب ما بعد الوضع يختلف من امرأة إلى أخرى من حيث الشدة. فقد يستمر عند بعض النساء لعدة شهور وبإمكان الأمهات اللواتي يعانون من اكتئاب ما بعد الوضع المعتدل، الاعتناء بأطفالهن وممارسة نشاطاتهن اليومية، في حين ربما يستحوذ على الأخريات التوتر والقلق لدرجة يفقدن معها القدرة على الاعتناء بأنفسهن أو أطفالهن فيتحول إلى ذهان ما بعد الوضع و و هو أحد الاضطرابات الحادة والنادرة في نفس الوقت، على اعتبار انه يصيب امرأة واحدة من بين كل 1000 امرأة. وتبدأ هذه الحالة عادة خلال 3-10 أيام الأولى التي تعقب الوضع، حيث تعاني المرأة المصابة مما يمكن أن نسميه الانفصال عن الواقع، فتخسر الوزن بسرعة من دون إتباع أي نظام غذائي خاص ولا تستطيع النوم أحياناً لفترة تتجاوز 48 ساعة، وتعاني من الأوهام والهلوسة.

- ويمكن القول أن ذهان ما بعد الوضع هو أزمة صحية تتطلب تدخلا فوريا من قبل طبيب مختص.  ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان ذهان ما بعد الوضع مرضا واحدا مستقلا أم مجموعة أمراض معا يمكننا تسجيل المؤشرات الأولية مثل البكاء و الوهن في الثلاث الأيام التالية للولادة، ثم فجأة بداية أعراض الخلط الذهني و الإغماء العقلي و بالخصوص القلق و يظهر عند المرأة نوع من اضطرابات الذاكرة و الإدراك تتناوب مع فترات من الهدوء و بعدها يصبح الخلط الذهني في شكل هذيان تصاحبه هلاوس سمعية و بصرية و مواضيع الهذيان تدور في مجال العلاقة أم وطفلها مع نكران لشعور الأمومة و أفكار كارثية و نظرة حداد و الخطر المحتمل وروده هو الانتحار أو قتل الرضيع.

- وبعد مراسلاتي مع الأخت أم أمين و طرح عدة أسئلة اتضح لي أنها ليست مصابة بالإكتآب ما بعد الوضع و لا الهذيان خاصة أن حالة ابنها استمرت إلى حد الآن و كانت تتطور بعد كل مرحلة من نموه كما أنها لم تكن الشاهدة الوحيدة على ما يحدث لابنها فلقد كان زوجها هو الآخر شاهد رغم عدم تصديقه لها في الأول و أيضا هناك شخص آخر حدث له مثل ما حدث لها في بيتها الأول و هي زوجه اخو زوجها و هذا يجعلنا لا نرجع ما حدث إلى الاكتاب و الذهان ألنفاسي كما أن الحالة تصيب الذكور فقط لأنه لم يحدث ذلك مع ابنتها .

تعقيب :  كمال غزال
من الواضح أن الأحداث المذكورة في القصة لا تتعلق بالمكان ، بسبب إستمرار الأحداث عند الإنتقال إلى منزل جديد أو إلى بلد جديد، حيث كان محور الأحداث يدور حول الطفل أمين ، إذن فهي متعلقة بالشخص وليس المكان كما نلاحظه في أغلب التجارب الواقعية ، ولو كانت قضية هلوسات بصرية وسمعية من طرف الأم  لكانت مؤقتة كما تفضلت به أ.ب ( أم محمود) ولما استمرت حتى الآن، ولكن يجب علينا أن لا  نغفل أيضاً إحتمال عدوى الحالات النفسية بين أفراد الأسرة، خصوصاً إنطباعاتنا عن ذاكرة المكان السلبية وتأثيرها على حكمنا على الأمور، الهواجس تساهم في تطور الحالة النفسية إن فتحنا لها الباب لتسيطر على عقولنا سواء أكانت بفعل كائنات غيبية كالجن أو صنيعة عقلنا .

لنحصل على أجوبة أكثر عن حالة أمين  " النفسية " أو " النفسية الخارقة "  أنصح أم أمين وابنها أولاً بزيارة العيادة النفسية لمعرفة تشخيص الطب النفسي لكليهما ولا أعتقد أن هذا سيؤثر سلباً وسنكون سعداء بتلقي أية نتائج تفيدنا في التحليل، كما نرحب برأي الخبراء أيضاً بتشخيصهم الماورائي.

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .


شاهد الفيديو
كل 20 دقيقة تظهر حالة جديدة من التوحد بين الأطفال Autism ، أصبحت هذه الحالة أكثر شائعة في عصرنا بالمقارنة مع العصور السابقة. نهدي هذه الاغنية إلى كل عائلة معذبة .




إقرأ أيضاً ...
- تجارب واقعية: قلب أم
- تجارب واقعية : ضحية الإختطاف المتكرر
- فتاة لا تتقدم بالسن تحير الأطباء
- تجارب واقعية : فتح مندل

هناك تعليق واحد: