17 أبريل 2012

هوشع

يرويها أحمد - مصر
أنا شاب بعمر 25 سنة وأعمل بإحدى الشركات الكائنة على أطراف مدينة المنصورة - مصر وأذهب يومياً إلى مكان عملي منطلقاً من إحدى البلدات البعيدة نسبياً عن مدينة المنصورة وعندما أقترب من الوصول أكون مجهداً من طول الرحلة فأرى أمامي أرضاً مهجورة قرب مكان عملي فأسلك فيها درباً لعلي أختصر الجهد والوقت ، اعتدت على سلوك هذا الطريق المختصر بشكل شبه يومي لكنني كنت أشعر دائماً بقلق وتسارع في نبضات القلب لدى مرروي فيها  ، ربما لأن شكل الأرض موحش أو ربما لأنني أرى فيها آثار عجيبة  كالثياب الملونة من كل شكل أو أغراض أخرى غير محددة الهوية كما أن سطحها مشقق بحيث يختل توازنك خلال العبور فيها أحياناً بمدة لا تتجاوز الدقيقتين.


وفي إحدى المرات وخلال عبوري من هذه الأرض أحسست بأن حذائي وطأ على شيء ما وكان ثعباناً عجيب الشكل بلون بني وطول يتجاوز المترين فدهست رأسه ، شعرت بالهلع وركضت وأنا اتمتم :" بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في السماء ولا في الارض "،  لكنني بمجرد دخولي إلى مقر عملي تجاهلت ما حدث من تفكيري فأكملت دوامي بشكل طبيعي مع أنني قررت عدم المرور من هذه الارض مهما كان الثمن.

وعندما عدت إلى منزلي ونمت ، حلمت بأمور لم ولن أتخيل أن تكون على هذا القدر من الدقة والوضوح :

حلمت أنني أمشي في تلك الأرض المهجورة وأسقط في بئر عميق وأهوي إلى أرض مقفرة كالصحراء تماماً لأجد نفسي وحيداً مذهولاً ثم رأيت من على مسافة بعيدة نخلة فركضت نحوها بكل طاقتي وهناك رأيت رجل أشعث الشعر ، كان يبكي ويصفع وجهه فسألته : " أين أنا ومن انت ؟ " ، فرد قائلاً : " أنا اسمي هوشع وهذه صحراء التكفير " ،  وقال لي أيضاً أنه ممن هربوا مع نبي الله موسى من مصر وأن الله عاقبهم بالتيه! ، وأخبرني بأنه تائه بعد أن افترق عن عشيرته وطلب مني بأن أفتح يدي ولما نظر في راحة يدي بتمعن و كأنه يحسب شيئا ما ظهر فجأة كلب يركض نحونا فرأيت الرجل في حالة هلع و رعب ثم صحوت من النوم في حالة عرق وعطش غريب ! " - انتهى الحلم

كنت أحاول أن لا تسيطر الأحلام على مخيلتي رغم أن نفس الحلم ظل يتكرر بشكل شبه يومي و بمحادثات مختلفة ، وهكذا مر أسبوع أو أكثر وأنا أتجنب المرور من هذه الارض لكنني كنت أسمع شخصاً يناديني باسمي في رأسي (ربما وساوس في داخلي) ويطلب مني النجدة وأنا أكذب أذني .

وفي إحدى المرات كنت متأخراً جداً وكان معي مفتاح المكتب وكانت هناك زيارة من المشرفين وقد انتظروني طويلاً  ، كنت مرتبكا ومتوتراً فقررت المرور من الارض فوجدت نفس الكلب طبق الاصل الذي كنت قد رأيته يهاجمنا في الحلم ! يجري من العدم وبسرعة جنونية نحوي فوجدت لساني يقول : " يا رب محمد وعلي والحسن والحسين " وكأن الكلب قد تبخر ، أسمع نباحه ولا أراه ! فظللت أركض وانا اسمع (هوشع) يستنجد بي لكي لا أتركه وحده ، وحينما وصلت لمقر الشركة وانا في حالة إنهيار وهستيريا والناس لا تفهم ما حصل بي فتحت شرفة حجرتي المطلة على تلك الارض وأرى نفس الكلب ! وعندما سألت أحد الخفر بجوار هذه الأرض فأخبرني بأنه لا يوجد كلاب على الاطلاق فيها .

كنت كلما أنظر إلى هذه الأرض أراها على غير صورتها، فمرة رأيت فيها أفعى بحجم رهيب وما يدوم ذلك إلا ثوان مرة ، ومرة أرى الأرض صحراء وفيها هوشع جالس تحت نخلة  والغريب أنني عندما أدقق النظر من شرفة مكتبي لا أجد شيئاً وكأن شيئا لم يكن ، وعندما أسأل زملائي في العمل فيما إذا رأوا أمراً مريباً فيجيبون بالنفي.

كنت اسمع صوت هوشع يناديني بأسمي و بأن وحشاً يطارده ، وخطر لي أن أسأل مالك العقار الذي فيه شركتنا عن سر هذه الارض وسبب عدم إقامة بناء عليها أو إحاطتها بسور ، فأجابني أنه لا علم له ولكن قدامى الناس في المنطقة قالوا ان هذه الارض كانت مقابر لليهود جرى هدمها وتقريباً تم استصلاحها للزراعة  ثم تجريفها وبأن تلك الارض حالياً مملوكة لعائلة (الجمل) في مدينة المنصورة.

ولحد الآن ما زال صوت الرجل يطاردني وأصبح منظر الأرض المتحولة شبه مألوف (افاعي وكلاب بأحجام غريبة) يومياً وكأنها تنتظر الإنقضاض علي لكنني عندما اذكر اسم الله أشعر براحة وكأن شيئاً لم يكن . ومع أنني اريد مساعدة هذا الرجل إلا أن صلتي به انقطعت فلم أعد أحلم به ومازلت أشعر بألم نفسي لأن الرجل يبدو أنه يتعذب ، أرجوكم ساعدوني وساعدوه.

يرويها أحمد (25 سنة) - مصر

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 
- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .