كنت في رحلة برية مع زوجي في سبتمبر 2019، وبعد يوم طويل من القيادة شعرنا بتعب شديد. توقفنا في مدينة غالينا من ولاية إلينوي، وهي بلدة تبدو وكأنها حُفظت داخل كرة ثلجية من زمن الكونفدرالية.
قررنا قضاء الليلة هناك. كان اليوم أربعاء، فافترضنا أننا سنجد غرفة رخيصة بسهولة.
دخلت إلى فندق دي سوتو De Soto House، وكان شكله أشبه بمزيج غريب بين مشهد لإعادة تمثيل الحرب الأهلية الأمريكية ونُزل تقليدي. سألت موظفة الاستقبال عن سعر الغرفة، فأخبرتني أنه 300 دولار لليلة واحدة. شكرتها بلطف وغادرت إلى السيارة لأبحث عن خيارات أخرى عبر هاتفي.
اكتشفت أن جميع الأماكن القريبة محجوزة بالكامل أو أغلى حتى من هذا الفندق ! عدت مرة أخرى وسألتها إن كان لديهم أي خصومات للحجز الفوري. عندها قالت إنها يمكن أن تعطيني غرفة مقابل 150 دولاراً، ولكنها في الجزء المسكون من الفندق. ضحكت معتقدة أنها تمزح، لكنها لم تضحك وبدا عليها القلق ، وافقت على العرض، بل وأعطتني قسيمة طعام بقيمة 50 دولاراً. شعرت وكأني حصلت على صفقة مرعبة تشبه عروض "Groupon"، وكنت متحمسة !
تناولنا العشاء، وتبادلنا بعض النكات عن الأشباح أثناء احتساء النبيذ ، كانت الأجواء رائعة ، بعد العشاء، قررنا التمشي في البلدة. كان القمر بدراً، والبلدة شبه خالية، فبدت الأجواء ساحرة... حتى لم تعد كذلك. فجأة، راودنا إحساس غريب بأن أحدهم يتعقبنا. كنت أرى ومضات ضوء أبيض ساطع في زاوية عيني، كأن شخصاً يحمل مصباحاً ويتخفى خلف الزوايا. لكن في كل مرة أستدير لأتفقد الأمر، لم يكن هناك أحد. البلدة كانت فارغة تماماً. عندها شعرت بالخوف واقترحت العودة إلى الفندق.
كانت الغرفة قديمة، أشبه بدمية فيكتورية مسكونة تم دمجها مع فندق من عام 1982 ، سجادة عتيقة، ورق جدران وردي مزهر، وغطاء سرير من النوع الذي لا تريد أن تراه تحت ضوء أزرق فاحص. الأثاث خليط بين قطع عتيقة وأخرى تبدو وكأنها التُقطت من القمامة في يوم جمع النفايات ، كان الجو دافئاً لكنه غريب ومريب.
بعد ساعات قليلة من النوم، أيقظني زوجي وهو يهزني ويسأل: " لماذا تشغلين موسيقى ؟" لم أسمع شيئاً ، نظر حوله مرتبكاً وكأنه لا يعرف إن كان حلم أم حقيقة. الغريب أنه نصف أصم، فهو بالكاد يسمعني عندما أتحدث وأنا بجانبه. هذه كانت إشارة مريبة أولى.
حاولت تجاهل الأمر وعدت إلى النوم... إلى أن استيقظت فجأة بسبب إحساس بشيء يلامس أضلاعي بلطف وكأن أحدهم يدغدغني وهو يهمس: "غووتشي غووتشي غوو" (صوت مداعبة أطفال).
لم أشعر أنه يريد إيذائي، لكن الخوف شلّني ، كان الصوت هامساً، يحمل طاقة مقززة تشبه طاقة متحرش قادم من العالم الآخر.
جلست منتصبة فجأة وصرخت: " ماذا تفعل بحق الجحيم، يا باتريك !" ، ظننت في البداية أنه زوجي، لكن عندما التفت إليه كان نائماً ومستديراً بظهره نحوي، وبدت عليه علامات الفزع بعد أن أيقظته صرختي.
حاولت أن أقنع نفسي أن الأمر مجرد حلم مزعج، أو أنني خوفت نفسي بكثرة قصص الأشباح، أو ربما قام زوجي بحركة نصف واعية ، لكنني رفضت بعدها أن ألمس أرضية الغرفة طوال الليل، وأبقيت قدمي تحت الأغطية كأن الأرض بركان من الحمم وشيطان ينتظر ليجذبني إلى الأسفل ، في النهاية، غلبني النوم.
في صباح اليوم التالي، استيقظنا مستنزفين تماماً، كأننا قضينا الليلة في حفلة صاخبة بدلاً من نوم دام تسع ساعات تقريباً ، غادرنا الفندق باكراً، وأثناء القيادة بدأنا نتبادل القصص. عندها أخبرني زوجي أنه عندما استيقظ ليلاً ليذهب إلى الحمام، نظر في المرآة ورأى شخصاً يقف خلفه.
حكيت له عن شعوري بأن شخصاً ما دغدغني ، أقسم بحياة أطفالنا أنه لم يكن هو، وقال: " مستحيل أن أفعل ذلك، فأنت تركلين مثل الحمار الوحشي، وأنا أحب حياتي ! "
بدأت أبحث عن الفندق على الإنترنت، وتبين أن الناس الذين يقيمون في الطابق الثالث (مكان غرفتنا) غالباً ما يبلغون عن سماع موسيقى كلاسيكية ليلاً ، واتضح أنه كان هناك قاعة رقص في الطابق الرابع قبل أن تدمرها حريق قبل أكثر من قرن.
بالمحصلة وفّرت 150 دولاراً وحصلت على قسيمة طعام بقيمة 50 دولاراً، مقابل أن أسمع موسيقى أشباح، وأرى ومضات ضوء، وألتقط صوراً غريبة، وأتعرض لانتهاك غريب من كيان غير مرئي ، في المرة القادمة، سأنام في السيارة والأنوار مضاءة، مع ماء مقدس وحزمة من المريمية في حامل الأكواب.
وقد نشرت بعض الصور التي التقطتها تلك الليلة ، أردت فقط أن أشارك الأجواء المرعبة التي عشناها.
- هذه تجربة منشورة مترجمة من موقع ريديت روتها أمريكية
شاركنا تجربتك
إذا كنت قد عشت تجربة تعتقد أنها غريبة فعلاً ويصعب تفسيرها ،يمكنك ملئ النموذج وإرساله هـنـا
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .