9 سبتمبر 2010

ليلة في دير صيدنايا

يرويها دوماني - سوريا
وقعت أحداث القصة لجدي المتوفي من مواليد ريف مدينة دمشق 1925 حيث كان لا يتوانى عن سرد قصته التي سمعناها منه مراراً دون تغيير في رواية وقائعها ، فلما كان بعمر 13 سنة وأثناء عودته من أرض أبيه الزراعية على مهرته حديثة السن التي كانت مفرطة النشاط مر بقرب بئر فأسقطته المهرة من على صهوتها مما أدى لوقوعه داخل البئر الذي يبلغ عمقه حوالي 7أمتار مما أدى إلى إصابته بكسور في عظام قدميه الاثنتين،  فصرخ طالباً النجدة فأفلحت نداءاته في جلب الفلاحين القريبين وإخراجه من جوف البئر.

فقام أباه (جدي الأكبر) بإرساله لأحد المشتغلين بالطب العربي ويدعى المجبر " عربي" حيث كان يعمل أيضاً في مهنة عصر الزيتون وله معرفة في طب الأعشاب التي ورثها عن أبيه ، قام الحاج عربي بتجبير قدما جدي وظلتا في الجبس وورق التين وحبوب الحمص لما يقارب سنة كاملة خصوصاً أن ذلك ترافق بإصابة جدي بالتقرحات وفشل كل المجهودات في عودته للمشي مجدداً وذلك بعد أن لم تفلح وسائل العلاج في المستشفى العام الذي نقلوه إليه ، عندها نصح الحاج عربي أبا جدي بارسال ابنه إلى دير صيدنايا لما سمع عنه من حالات شفاء تمت بإذن الله وفعلا اصطحب ابنه وذهبوا إلى الدير فقابلوا أحد القائمين على خدمة الدير ولا أعرف مركزه الديني .

وهناك سرد جدي قصة وقوع ابنه في البئر فقوبل بالترحيب ودفع أبوه مبلغ يعتبر رمزياً في أيامنا هذه وهو 25 ليرة سورية وبعد العشاء والذهاب للنوم طلبوا من أبو جدي إحضار فراش على الأرض لينام ابنه عليها بالقرب النافورة فيما ينام أبوه في الغرفة الداخلية ، ويروي لنا جدي أنه خلال نومه هناك ( لم يجزم أن ما رآه كان مناماً أو رؤيا) رأى عصافير تطير حول النافورة وكان في البداية يحاول الزحف للوصول إلى العصافير وبعد ذلك استطاع الوقوف واللحاق بالطيور الصغيرة إلا أنه لم ينجح في الإمساك بإحداها وانتهى الموقف بوقوفه بين يدي ابيه الذي استيقظ على صوت الجلبة التي احدثها جدي وكان مذهولاً من هول الموقف فعاد جدي للمشي مرة اخرى وكانت صحته في تحسن مستمر مع مرور الأيام .

نبذة عن صيدنايا والدير
صيدنايا هي بلدة في محافظة ريف دمشق - سوريا. تعدّ من أعرق المدن المسيحية في المشرق ويعني اسمها " سيدتنا " في اللغة الآرامية حيث ورد تحت عدة أسماء في أقدم السجلات والمخطوطات ، وتقع صيدنايا على ارتفاع 1450 متر عن سطح البحر وتشتهر بجمال طبيعتها ومقدساتها المسيحية المشهورة في جميع أنحاء العالم ويقدر عدد سكانها بحوالي 15000 نسمة أغلبية أهلها من المسيحيين من طوائف مختلفة :الكاثوليك والاورثوزكس والسريان والانجيليين.

يعد"  دير السيدة العذراء "  من أشهر الأديار والكنائس والمزارات في بلدة صيدنايا، وهو أحد أهم مؤسسات البطريركية الأرثوذكسية الأنطاكية. وقد وجدت فيه بعض الآثار من العصر الكلاسيكي ومنها بقايا معبد وكتابات يونانية عدا أن المسيحية بلغت منطقة القلمون في زمن القديس بولس، وكانت المخطوطات الملكية الأرثوذكيسة تنسخ باللغة السريانية في صيدنايا حتى القرن 18 ومنذ العصور الوسطى ارتدت الراهبات ثوباً من الصوف والقطن يربط عند الخصر بحزام جلدي عريض ولكل منهن صومعتها التي تقيم فيها طوال مدة إقامتها في الدير وهي مسؤولة عن تأثيثها وصيانتها والاعتناء بها.

قصة بناء الدير
يروي لنا التقليد أن الدير بناه الامبراطور (يوستينيا نوس الأول) الذي كان في رحلة صيد فـ ظهرت له السيدة العذراء وأمرته ببناء دير على الصخرة العالية التي كانت تقف عليها، وكان لها ما أمرت به وعند اكتمال البناء أصبحت ( ثيودورا ) أخت الأمبراطور أول رئيسة للدير، ويعتبر الاحتفال بعيد الدير في 8 أيلول يوماً استثنائياً للبلدة كلها. ‏

أما أيقونة (الشاغورة) فيروي التقليد أنها من عمل القديس لوقا الانجيلي الذي رسم ثلاث أيقونات عجائبية للعذراء ، و(الشاغورة) باللغة السريانية تعني (المشهورة) أو (اللامعة) وقد تعني أيضاً (الينبوع) وهذه صفات للسيدة العذراء. وتوجد الايقونة في (مزار الشاغورة) وهو غرفة صغيرة مظلمة جزئياً سقفها منخفض ومقبب وجدرانها تغص بالايقونات، ويتدلى من سقفها المصابيح الملبسة بالذهب والفضة وتوجد الأيقونة خلف شبكة حديدية داخل كوة صغيرة تتدلى أمامها ستارة بيضاء فهي لاتكشف للزوار أبداً، وقد ورد وصفها في عدد من الكتابات للزوار التي رأوها في العصر الوسيط منهم وصف (ابن مسعود) بقوله: «الأيقونة لوح خشبي من اللون الأحمر الداكن تبلغ سماكتها اصبعين وعرضه أربع أيدٍ، أما الرسم فلم تعد رؤيته ممكنة». أما الأيقونات الأخرى المعلقة على جدران الشاغورة فهي مغطاة بطبقة سميكة سوداء بسبب الشموع المضاءة دون انقطاع على مدى قرون عدا واحدة لاتزال واضحة وهي صورة للعذراء بجانبها رجل جاثٍ على ركبتيه لابساً معطفاً من الفرو الأخضر وعمامة، ويقول التراث المحلي: إنه السلطان المملوكي (بيبرس أو السلطان الأيوبي) أخو صلاح الدين.

زيارتي للدير
منذ فترة قريبة قمت بزيارة الدير برفقة زوجتي وأولادي وعند دخولنا إلى الغرفة صغيرة في الدير لاحظنا مجموعة من الصور المعلقة على الجدران عند أسفل الصورة التي تمثل السيدة العذراء وهي توصي ببناء الدير كما كانت توجد أيضاً معلقات مخطوطة بخط اليد لأناس كانوا مصابين بحالات مختلفة من الامراض المستعصية أو (الشبيهة بحالة جدي) واستشفوا هناك ولكن الغريب بالموضوع أنها كانت بتواريخ قديمة.

يرويها دوماني (33 سنة) - سوريا

ملاحظة
نشرت تلك القصة وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها.

حالة فكتوريا 
منذ عدة أشهر نشر موقع " صيدنايا اليوم " خبراً عن حالة يصفها بأعجوبة الشفاء وقعت في نفس الدير المذكور في صيدنايا ويقول الخبر: " زارت الأميرة كاثرين آغا خان دير سيدة صيدنايا والحزن يعتصر قلبها المتوجع على ابنتها التي كانت طريحة الفراش لا أمل لها بالشفاء إلا بأعجوبة من سيدة صيدنايا.. وطلبت بكل خشوع وإيمان وحرارة طلبتها في شاغورة الدير واضعةً رجاءها وأملها عند الله فشاءت سيدة النجاة والمعونة أمنا العذراء مريم أن ترأف بالأميرة وأسرتها ووهبت الصحة والشفاء للمريضة فكتوريا، فعادت الأميرة كاترين يوم الإثنين 27 أبريل 2010 مع أولادها الكسندر ونيكول وبعض الأقارب والأصدقاء ليرفعوا الصلوات بابتهال في مقام الشاغورة والدموع في عيني الأميرة ولكن هذه المرة ليس لتقديم الطلبات وحسب وإنما لشكر سيدة صيدنايا على الأعجوبة وعلى استماعها لصلواتهم.. ومن ثم انطلقوا عائدين لزيارة السيدة فكتوريا.. حاملين معهم التذكارت التي قدمتها لهم أسرة الدير".

فرضيات التفسير
هل كانت حالات الشفاء في دير صيدنايا ناتجة عن قوة إيمان المصابين بأن تواجدهم في الدير كفيل بتعافيهم أم أن هناك في الدير قوى خارقة ساعدتهم في الشفاء؟ الكثير منا يعلم ما للإيمان من قوة إن استولى على العقل ، قوة العقل الغير مكتشفة والتي تؤثر على الجسم والنفس مهما اختلف الدين أو المذهب إنها نفس القوة التي يستخدمها من يمشي على الجمر فلا يتأذى أو تظهر عليه علامات الألم ، (إقرأ أيضاً عن ضرب الشيش ) ؟

هل يتحقق الشفاء عند من لا يؤمنون ؟ أشك في ذلك ، لأن من لا يؤمن بأن ذلك الشيء سيشفيه لن يمتلك القوة الازمة التي يوفرها الإيمان.

هل يشبه ذلك العلاج بالوهم ؟ كأن يصف الطبيب لمريض دواء يقول له أنه فعال لحالته وسيشفيه في فترة بسيطة مع أنه في الواقع دواء الكاذب بشكل حبوب بيضاء من السكر ومع ذلك تتحسن حالة المريض في كثير من الحالات رغم أن ذلك لا يعني التعافي تماماً من المرض العضوي، العلم ليقف عاجزاً حتى الآن في الإجابة عنم السؤال : " كيف يمد الوهم (الفكرة الإيجابية المسيطرة) العقل بالقوة لتحسين حالة الجسم أو شفائه من مرض سقيم " ؟

المصادر
- صيدنايا اليوم
- ويكيبيديا

إقرأ أيضاً ...
- خادمة الصوفانية
- أبو كف والجنية المعالجة
- إدغار كايسي

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .