29 نوفمبر 2010

فتح مندل

ترويها إيمان - مصر
تبدأ قصتي عندما كنت في سن 7 سنوات حينما حضرت إلى منزلنا إحدى صديقات أمي وكان وقتها يزورنا صديق يلقبه الناس بـ الشيخ ودار حديث على ما أذكر بين أمي وصديقتها والشيخ ، حيث أطلعت صديقة أمي الشيخ على أمر وقع لها فيما أنا كنت في نفس الغرفة ألهو بجوارهم فنادى علي الشيخ وأمسك بيدي وقال لي:


- " لا تخافي ... هل تريدين أن تشاهدي فيلم كرتون علي يديك ؟! "

 ففرحت وقلت:

- " نعم.. أريد "

فرسم الشيخ على يدي رموزاً لم أفهمها ثم طلب من أمي أن تحضر غطاء لكي يضعه علي، وبعد أن وضعه فعلاً بدأ يسألني عن ما أراه فأجبته بأنني أرى رجلاً يرتدي ملابس بيضاء وسوداء يقوم بفتح دولاب (خزانة) ويأخذ منه صندوقاً وقد وصفت للشيخ وجه ذلك الرجل فقال الشيخ :

- " هذا يكفي ..

 ثم أزال الغطاء عني ومسح ما كتبه على يدي ومن ثم سمعت صديقة أمي تقول أن الأوصاف المذكورة تنطبق على زوجها وأنها تعتقد بأنه هو الذي سرق الذهب ، ولم أدرك في وقتها ما الذي حدث فقد كنت طفلة وبدأت بعد ذلك اليوم أشعر كأن أسراباً من النمل تسير على جسدي وأنا نائمة في الليل فأستيقظ وأنا أصرخ وكنت أخبر أهلي بذلك ثم مضت بعدها فترة لم يحدث فيها شيء سوى بعض الكوابيس التي ترادوني على فترات متباعدة ، ومرت 3 سنوات وتوفيت أمي، وفي يوم وفاتها رأيتها في حلمي وهي ترتدي ملابس بيضاء وتبتسم لي فاطمئن قلبي ، وبعدها بحوالي 3 سنوات وقع في يدي كتاب عن السحر فقرأت بعض ما جاء فيه ووجدت فيه فصلاً يحكي عن تحضير الجن على طفل صغير وهو يماثل ما حدث معي سابقاً (إقرأ عن فتح المندل)  .

- بعد فترة زارنا نفس الشيخ في المنزل مرة أخرى وكنت آنذاك بعمر 12 سنة وأدرس في المرحلة الاعدادية ، لكن في هذه المرة مكث في منزلنا لعدة أيام وتحديداً في غرفتي وبعدها طرده أبي من المنزل ولا أعلم لماذا ؟! ، وعندما رجعت إلى غرفتي لأنام فيها كنت استيقظ فزعة في الليل ولكن لم أكن أتذكر ما رأيته ، كثيراً ما كانت تنتابني حالات الأرق إلى أن جاء يوم أصبح فيه النوم عصياً علي رغم أنني كنت أحاول إغماض عيني ولما التفت إلى يساري رأيت وجهاً ضاحكاً لكنه مخيف وينحني فوقي، فتعوذت بالله من الشيطان حتى اختفى . وفي إحدى الليالي كنت مستلقية على فراشي وأنظر إلى النافذة وأشاهد أشجار حديقتنا فإذا بي أرى نصف وجه يتمتم بكلمات غير مفهومة وبصوت منخفض وأجش فتسمرت في مكاني لا أستطيع الحراك فصرخت أستغيث بأبي فجاء إلي وكنت أظن أن الشيء الذي رأيته من البشر لكن أبي لم يجد له أثراً سواء في جوار المنزل أو في الحديقة ، وبعد تلك الواقعة التزمت في صلاتي وقراءة القرآن .

- مرت 5 سنوات بدون حصول أمر غريب لكنها لم يخلو الأمر من بعض الكوابيس، سافرت إلى بلد أخرى لأكمل دراستي الجامعية وبعد شهرين من دخولي الجامعة بدأت اشعر بحالات شلل في بداية نومي وأحاول جاهده أن أتحرك بدون جدوى حتى أنني كنت أجهد في تحريك عيني او إصبعاً من الأصابع ، وبعد تكرار تلك الحالة أدركت أنها تسمى شلل النوم أو الجاثوم ( إقرأ عن سبل الوقاية)، ومازلت أعاني منها حتي الآن ، وبعدها كنت ارى الكثير مما أعتقدت أنها أشباح وذلك على طريق سفري من مدينتي التي أسكن فيها إلى المدينة التي توجد فيها جامعتي ، وهو طريق صحراوي وكثيراً ما تحصل فيه حوادث وكنت أيضاً أشعر بالأشياء قبل حدوثها بفترة قصيرة وأنا اقرأ الكثير في الماورائيات واعتقد ابأنني أمتلك نوعاً من القدرات ما فوق الحسية (الحاسة السادسة ) أو ما يطلق عليه "الشفافية" أو العين الثالثة وهذا بإعتقادي ما جعلني أرى الاشباح .

- أنهيت دراستي وعدت إلى بلدتي ، وذات يوم تشاجرت مع أبي ووقعت عند مدخل المنزل فاقدة للوعي وعندما صحوت وجدت نفسي أصيح في أبي وأصر عليه أن يترك المنزل ولا أريد لأحد أن يلمسني ولكن في داخلي أرغب بعكس وكأنني مجبرة على فعل هذا ، أحضر أبي شخصاً يصفه الناس على أنه معالج بالقرآن الكريم وكنت أنام بعد دخوله منزلنا بفترة قصيرة ثم يروي لي أبي لاحقاً أنني كنت أهين المعالج وأحاول طرده من من منزلنا .

- أعقب ذلك فترة هدوء عشتها إلى أن تكررت تلك الحالة مجدداً وكنت ولا زلت أرى أشباحاً في الطريق ليلاً أونهاراً إذا صادف مروري بطريق خال، ولكن لم اعد أخاف منها ومنذ سنة انهرت تماماً وأتي معالج وأخبرني بأنني كنت اعاني من مس شيطاني وتم شفائي فحمدت الله واستمريت فترة حوالي 5 شهور على ما يرام حتي عاد الجاثوم ولكن أشد وطأة من ذي قبل وهذه المرة أحسست بأن شيئاً يدفع جسدي لكي أتخذ الوضع الذي يريده وعندما نظرت بطرف عيني فرأيته ، كان أسوداً من رأسه حتى قدميه وكثيف الشعر يمسك برأسي ويمنعني من الحراك، وبعدها بثوان قليلة نظرت للأسفل فوجدت قدماً بيضاء تقف عند قدمي وبعدها اختفى الإثنان ، بعدها بدأت أصاب بحالة إغماء كثيرة في اليوم الواحد وأشعر بأن صلاتي ثقلت علي ولم أستطع قراءة القرآن الا بصعوبة بالغة وأرى خيالات وأشعر بأشياء تمر بجواري وأصاب بحالات قلق وخوف لا أعرف سببها ، وأسمع اصواتاً تتحدث من دون أن أعرف محتوى الحديث .

وفي النهاية ...أعلم تمام العلم أن خلاصي مما يحصل معي لن يتحقق إلا بتقربي من الله، ولكن ما أريده هو تفسير منطقي لما يحدث معي خصوصاً بعدما قرأت تعليقات القراء والمحللين عن الحالات التي تم نشرها على موقع ما وراء الطبيعة مما شجعني لأرسل لكم تجربتي.

ترويها إيمان (25 سنة) - مصر

تعقيب
في التجربة المذكورة نلاحظ حدوث عدد من الأمور المتنوعة التي حصلت لشخص واحد خلال حياته ، بدءاً من جلسة خاصة إستحضار الجن بهدف الكشف عن هوية السارق والمعروفة باسم " فتح المندل " والتي يستخدم فيها وسيط روحاني من الأطفال الذين لا يصلوا لسن البلوغ، ومروراً برؤية الأشباح و أصحاب الظلال السوداء المرتبطة بحالات شلل النوم المتكررة (المعروف في الثقافة الشعبية باسم حالة الجاثوم ) والتي يربطها علم النفس بحصول نوع من الهلوسات السمعية والبصرية ، وإنتهاء بحالات إغماء وفقدان السيطرة التي يزعم بأنها من سمات حالة المس الشيطاني من وجهة نظر المعالج الروحاني أياً كانت الخلفية الدينية التي يستند إليها.

يملك كلاً من تلك الأمور تفسيراً نفسياً وكذلك روحانياً مقابلاً له جاء قبله ورسخته الثقافة والمعتقد، ولا شك بأن صاحبة التجربة تعاني الكثير فأرجو من الأخوة العارفين إبداء النصح عن علم فقط ، وأرى بأنه علينا عدم إغفال دور الطب النفسي خصوصاً أن صاحبة التجربة خضعت لعدد من "جلسات العلاج" على يد "شيخ" أو معالج بالقرآن الكريم ، ولم تفكر في القدوم للعيادة النفسية .

- لا شك في أن للإيمان دور مهم في العلاج ولكن من الذي أعطى ذلك المعالج بالقرآن الكريم شهادة في مزاولة المهنة ؟ وهل يزاولها عن معرفة دينية بحتة أم أنها اختلطت بمعارف أخرى من الموروث الشعبي وكتب السحر ؟ ولماذا لا تقام دراسات للتحقق من نجاعة تلك الحلول البديلة أو تنشأ لها معاهد وتوضع لها ضوابط لمزاولتها إن ثبت فعلاً قوتها في الإستشفاء ؟ ، وقد يزيد ذلك النوع من العلاج الروحاني في بعض الأحيان من معاناة المريض ( بعد تحسنه المؤقت ) ويمكن له أن يصل لحد الوفاة كما حدث هنا .


ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...
- فتح المندل
- دور العقل في الماورائيات : الحرمان الحسي 
- جلسة إستحضار أرواح لكشف قاتل سوزان تميم
- تجارب واقعية : تجربتي مع الجاثوم
- سبل الخلاص من صاحب الظل الأسود
- بين الفصام الذهني والمس الشيطاني

هناك تعليق واحد:

  1. ردا على التعقيب
    من سابع المستحيلات أن يكون سبب الموت هو العلاج الشرعي ةهذا خارج المنطق

    ردحذف