28 فبراير 2011

شبح سند الراجمة

يرويها مصطفى - العراق
حدثت قصتي عام 1986 عندما كنت جندياً في الجيش العراقي أيام الحرب العرقية الإيرانية وقد صادف أن أحد أقاربي كان معي في نفس الكتيبة واسمه علي.  

 كنا أنا وعلي مسؤولين عن سلاح الراجمة وهو سلاح يشبه المدفع وكان عملي تلقيم الراجمة بالقذائف وعلي يناولني تلك القذائف ويطلق على عمل علي " السند " وفق المصطلحات العسكرية  .

كانت الامور تجري على ما يرام إلى أن أتى يوم قُتل فيه علي إثر إصابته بشظية من احدى القذائف في 8  شباط فقمت شخصياً ومعي شخص آخر بوضع جثته في تابوت بانتظار إرسالها الى ذويه في بغداد حيث تم تعيين سند جديد لي عوضاً عن علي و أديت عملي القديم وبعد 3 أيام على وفاة علي حدثت معركة مفاجئة في حوالي الساعة 4:00 صباحاً فهرعت الى الراجمة واثناء مجيئي طلبت من السند الجديد أن يأتي على الفور ولأنني في عجلة من أمري لم ألتفت بوجهي إلى زميلي السند بل كنت أصيح : " ناولني القذائف ...بسرعة " .

وبعد حوالي 10 دقائق ادرت وجهي إلى الخلف فارتعش بدني لما رأيته ! ، رأيت علي هو من يناولني القذائف وقد كان وجهه شاحباً وشعره أشعث تفوح منه رائحة غريبة ويرتدي زيه العسكري وكان زيه ممزق وعليه علامات حروق.

في تلك الأثناء جاء السند الذي عين بديلاً عن علي وفور رؤيته لـ علي فقد وعيه وأصابته حالة نفسية أما  أنا رحت أبكي بكاء الأطفال ولم أنم في تلك الليلة المفزعة .

وفي اليوم التالي استجمعت ما بقي من رباطة جأش وذهبت إلى المكان الذي نضع فيه جثث الموتى إذ لم يرسل جثمان علي بعد إلى بغداد فكشفت غطاء التابوت وقد كان معي زميلي الذي رآه فوجدناه بنفس هيئته التي رأيناه فيها .

وعندما أخبرنا الضابط المسؤول عن الكتيبة ما حصل معنا أمرنا بأن لا نتكلم لأن الجنود لا ينقصهم المزيد من الخوف ومنذ الحادث أصبح نومي مضطرباً وأرى اشياء غير موجودة ولكن والحمد لله أفادتني الحادثة بشئ وهو أنني اصبحت أواظب على صلاتي شيء فلا أقطعها أبداً.


يرويها مصطفى ( 45 سنة ) - العراق

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .


إقرأ أيضاً ...
- تجارب واقعية: شبح ساحة الإعدام
- تجارب واقعية: شبح المعسكر
- تجارب واقعية: غريب التل

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .