12 فبراير 2011

دماء وأنفاس وأصوات

ترويها سارة - فرنسا
بدأت أحداث قصتي في عام 2008، آنذاك كنت أعيش في موريتانيا وأسكن مع أمي وأخواتي في شقة مستأجرة عشنا فيها إلى أن توفيت أمي.  أذكر أنني لم أكن ارتاح في ذلك المنزل، لا اعرف لماذا ؟!، لكنني كلما دخلته انقبض صدري.

ففي إحدى الليالي كنت مع أختي جالستان في إحدى الغرف، كانت لدى أختي بعض نماذج الإستمارات من العمل وبحكم معرفتي للغة الإنجليزية جلست معها أساعدها في تعبئتها، كنا نضحك كعادتنا عندما نجلس مع بعض، وفجأة وبينما كنت ممسكة بإحدى الأوراق سقطت عليها قطرة دم ، كانت قطرة كبيرة الحجم ويبدو الدم غليظاً عليها فظننت أنها سالت من يدي أو يدي أختي لكن عندما فحصنا أيدينا لم تكن أياً منها مجروحة !

بعد ذلك بلحظات سمعنا رنة هاتف خليوي تخبرنا عن وصول رسالة قصيرة SMS (مسج) لكن عندما فتحنا الرسالة وجدناها تتضمن رموز غريبة لم تكن موجودة في الهاتف والغريب أن تاريخ إستلام الرسالة هو 32/13/2083 والساعة 25:50 عندها فزعنا و ذهبنا إلى أمي فطمأنتنا وطلبت منا قراءة آية الكرسي.

- وقعت أيضاً حادثة أخرى في نفس المنزل المذكور، كنا وقتها نبحث عن خادمة بغرض لمساعدة أمي حيث كنت وأخواتي نذهب للعمل وللدراسة فلا نعود إلا في وقت متأخر ، وفي إحدى الليالي رأيت في حلمي أنني كنت عائدة إلى المنزل بعد انتهاء الدوام فسألتهم : " هل وجدتم خادمة ؟ " ، فقالوا لي: " نعم " ، وعندما ذهبت إلى إحدى الغرف رأيتها تكنس أرض الغرفة فالتفتت إليها وكانت عينها عوراء ولم أكن قد رأيتها من قبل وهنا إنتهى الحلم وفي صباح اليوم التالي أتت الخادمة فرأيتها واندهشت إذ كان لها نفس الملامح التي رأيتها في الحلم ، ولكنها غادرت في المساء ولم تعد بعد ذلك اليوم ومن دون سبب حتى أنها لم تعود لأخذ أتعابها عن ذلك اليوم، حدث ذلك علمأً أنني لا أعتبر نفسي من الأشخاص الذين تتحقق أحلامهم.

جاثوم متكرر
كثيراً ما يحدث لي حالة جاثوم حبث اسمع خلاله أصوات أشخاص حولي و احس بهم وبتنفسهم ، لقد قرأت كثيراً عن الجاثوم وأعلم بأن له تفسيراً علمياً حيث يعد من حالات إضطراب النوم .

عندما انتقلت للدراسة في فرنسا سكنت بمفردي وفي أحد الأيام كنت نائمة وحدثت معي حالة جاثوم، كنت أحس بتنفس كائنات حولي مع العلم أني كنت في حالة وعي تام حيث كنت أرى الغرفة من حولي من دون التمكن من الحركة، ثم سمعت صوت طرق الباب و كنت أعلم أنها صديقتي حيث سبق لها أن أخبرتني بانها ستزورني، حاولت ان أصيح لتسمعني لكن دون جدوى حتى غادرت صديقتي. وبعدها غضبت صديقتي ولم تصدقني.

لم أجد تفسيراً منطقي لهذه الاحداث رغم اني لا أؤمن الا بالعلم بحكم دراستي وتخصصي ، ومازالت تتكرر حالات الجاثوم معي حتى الآن حيث أكون بكامل وعيي و لكن لا استطيع الحركة او الكلام.

زائرة الظلام
قبل فترة كنت أتحدث مع أختي "عبر" التي تعيش في موريتانيا عندما قررنا من باب المزاح إنشاء حسابات فيسبوك (خدمة التواصل الإجتماعي) لشخصيات وهمية وبالفعل قمنا بإنشاء الحسابات بعد فترة لاحظت ورود رسائل على عنوان بريدي الإلكتروني آتية من نفس عنوان البريد الإلكتروني وكانت عبارة عن محادثات اجريت من حساب فيسبوك الجديد مع أنني لم أقم بإجراء هذه المحادثات، حاولت بعد ذلك دخول الحساب الجديد لكنني لم أتمكن من ذلك كأن كلمة السر قد استبدلت مع العلم اني الوحيدة التي تعرف كلمة السر .

لم تتوقف الامور عند هذا الحد فقد كانت تلك "الفتاة المجهولة " التي تجري تلك المحادثات من الحساب المذكور جريئة في تعليقاتها و صورها حتى أن اختي بدأت تلومني ظناً منها أنني التي وضعت الصور والتعليقات، كنت أحاول جاهدة بأن أوضح لها بأنه لا شأن لي في الأمر إلا أنها لم تصدقني وقطعت علاقتها بي وأنا أعذرها .

كدت أصل للجنون ليس فقط بسبب الصور والتعليقات فأنا أعلم أنه ليس من الصعب إختراق الحساب على خدمة فيسبوك بل لأني بدأت أسمع صوتها في أذني بوضوح وبنغمة مبحوحة، كانت تسخر مني وتستهزء وأحياناً كانت تأمرني بأن أترك أهلي وألا أتحدث معهم، كانت تأمرني بامور سيئة وصلت حد الانتحار و لكن بفضل إيماني والحمد لله كنت أستعيذ من الشيطان في كل مرة تزورني وهي لا تأتي إلا في الظلام و لذلك أصبحت حريصة على ترك النور الغرفة مضاء.

أحسست بحزن شديد خصوصاً أن أقرب الناس إلي وهم عائلتي لم يصدقوني وابتعدوا عني واتهموني بالجنون، لم اكن اود طرح الموضع لكن حاجتي لأن يصدقني ولو انسان واحد هي التي دفعنتي كتابتها. سؤالي هو : هل أنا بحاجة لطبيب نفسي أو معالج ؟!

ترويها سارة (22 سنة) - فرنسا

ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

إقرأ أيضاً ...
- الجاثوم : نصائح للوقاية
- تجارب واقعية: تجربتي مع الجاثوم
- الهلوسة

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .