4 مايو 2012

حلم ينذر بخطر القتل

يرويها سيف - الأردن
منذ حوالي 8 سنوات كنا نعيش مع عائلتي في بغداد حيث كان الوضع سيء في البلاد وذلك قبل أن نشد الرحال إلى الأردن ، وفي إحدى الليالي وفي وقت قريب من بزوغ الفجر جاء شخص مجهول إلى أبي في منامه حيث كان يأتيه بشكل متكرر في حلمه ويصفه أبي بأنه صديق 


ثم بدأ هذا الشخص في الحديث مع ابي وقال : " اليوم سيحصل أمر مروَع لأبيك "  ، أي جدي  ، فقال له أبي :  " ما هو ؟ " ،  فأجابه : " قد يُقتل أبوك اليوم " ، فسأله : " هل بمقدوري أن أفعل شيء لمنع حدوثه ؟ "  ، فلزم الصمت ورفض إخباره ، لكن بعد إلحاح من أبي أجابه أخيراً :  " عليك ان تنهض و تصلي الفجر و تدعي له وتقرأ بعض آيات القرآن الكريم "  - انتهى الحلم.

مع العلم أن أبي لم يكن يصلي في تلك الفترة وأستطيع القول أنه أمور الدنيا تشغله عن الإهتمام بالأمور الدينية ، بعد إنتهاء الحلم الكابوس مباشرة استيقظ ونهض أبي من منامه وهو في حالة من الفزع وكان وجهه مصفراً مما أيقظ والدتي ولما رأت حاله تفاجأت وسألته : " ما بك ؟ " ،  فقال لها وهو في حالة من الفزع : " سأذهب للوضوء .. أحضري لي سجادة الصلاة و المصحف "  ، ثم اخبر أمي بما رآه دون سواها لئلا يشعر بقية أفراد المنزل بالخوف،  و بعد ذلك بدأ بالصلاة و قراءة آيات من القرآن الكريم إلى أن اشرقت الشمس.

في الصباح حاول أبي نسيان ما حدث معه لكنه تمنى أن تكون مجرد أحلام فتوجه الى المتجر الذي يملكه حيث كان هناك جدي و عمي فمضت الساعات هادئة في المنطقة فهي تعتبر من المناطق الآمنة نسبياً إلى أن حدثت المفاجأة فقد هوجم المتجر من قبل جماعة من الإرهابيين المسلحين فبدأوا بإطلاق العيارات النارية التي نجم عنها بعض الاصابات ومنها إصابة خطيرة لأحد عمال المتجر لكن لم يمت أحد والحمد لله .

وبعد الحادثة وبحسب كلام أبي و عمي أن جدي نفسه كان معرض لأكثر من رصاصة و أن أحد الإرهابيين كان أمامه و كان لديه الفرصة لقتله لكنه لم يفعل! و في المساء وبعد أن هدأ الجميع أخبر ابي العائلة بالقصة و كانت امي تدعمه لأنها كانت الشاهدة على ما حدث له ولأنها الوحيدة التي اخبرها أبي بالحادثة قبل وقوعها.

في الواقع قرأت كثيراً عن رؤى الأحلام التي تتحقق في المستقبل لكنني أجد هذه التجربة غريبة بعض الشيء لأنه لم يحدث أن علمت بأن شخصاً يأتي في الحلم فيخبر صاحب المنام بما سيحدث ثم ينصحه بما يجب عليه فعله ! ، فهل ما حدث مجرد صدفة ؟ أم أن هناك تفسيرات اخرى ؟  خصوصاً أنها لم تكن تجربة أبي الوحيدة فقد أخبرنا بقصص غريبة حدثت معه حينما كان ضابطاً في الجيش وكان على طريق سفر إلى درجة انني أتشكك في مصداقية بعض هذه القصص و لكن أخجل من قول ذلك له ، ومع ذلك فأني متأكد من صحة التجربة التي رويتها أعلاه.

يرويها سيف (17 سنة) - الأردن



تحليل كريم شوابكه
عالم الأحلام دون شك عالم آخر ولكنه حقيقي وليس كما يعتقد البعض بأنه مجرد خيال يطلق له العقل الباطن العنان في تصوير وتجسيد الكبت أثناء يقظة الشخص..نعم هناك نوع من الأحلام تعتبر أضغاث وحديث نفس ،ولكن ماذا عن الأنواع الأخرى التي يتفاجىء بتحققها الانسان بعد مرورالحلم ؟ في الواقع هناك أحاديث مختلفه يرويها لنا التاريخ والدين على مصداقية تلك الروىء التي تعتبر عند بعض الديانات والثقافات علم روحي يستقي منه الشخص حالته النفسيه والروحيه التي تتأثر من خلال هذه المشاهده الروحيه والاثيريه أثناء النوم...


فماذا حدث بالضبط مع صاحب التجربه ؟وماعلاقة هذا الشخص المجهول بصاحب الحلم؟ ولماذا اخبر الابن ولم يخبر الأب نفسه ( الجد)؟ هذا السؤال الذي خطر في بالي عند تحليلي لهذه التجربه في البدايه.ولكي نجيب على هذا السؤال يجب أن نعلم بأن هنالك أشخاص تختلف شفافيتهم الروحيه عن الآخرين واستقبالهم لرسائل من عالم آخر تكون أكثر وضوحا وتجليا.
يقول صاحب التجربه في هذا الشأن:
" لم تكن تجربة أبي الوحيدة فقد أخبرنا بقصص غريبة حدثت معه حينما كان ضابطاً في الجيش وكان على طريق سفر إلى درجة إنني أتشكك في مصداقية بعض هذه القصص و لكن أخجل من قول ذلك له "،

الصديق الروحي؟
يقول صاحب التجربه عن والده : " في إحدى الليالي وفي وقت قريب من بزوغ الفجر جاء شخص مجهول إلى أبي في منامه حيث كان يأتيه بشكل متكرر في حلمه ويصفه أبي بأنه صديق "

يكاد البعض يجزم بأن الرؤيا التي هي من الله يجب أن يكون فيها الشخص متوضأ وعلى طهاره أما غير ذلك فهي من الشيطان لان الشخص غير نظيف ولايمكن لروحه أن تصعد إلى الملكوت الأعلى..وبالتالي تطرد لأنها غير جديره بان يرسل الله لها ملاك من السماء وينذرها ؟متناسيين أن بعض الصالحين الذين اهتدوا كانت هدايتهم عن طريق الرؤيا وهم في حاله من الإدمان على الكحول أو على معصيه اخرى مثلا !والذي حدث هنا أن أمور الحياة بالنسبة للأب كانت مادية وربما لم يعطي نفسه فرصه لتقوية الوازع الروحي بداخله.  وماحدث أن الشخص المجهول هو ليس صديق كما يظن الآخرين ولاملاك بل كان هوا نفسه .ذلك أن الانسان حسب مايقوله بعض علماء النفس عندما يخلد إلى النوم وعند رؤية حلم متكرر بالأخص تكون هناك قضيه لم يحسمها بعد ..وبصراحه اتفق مع هذا الرأي بشده ولايمنع ذلك بأن يأمره عقله الباطن في استقبال صديقه الروحي الذي يبحث عنه أثناء يقظته ولايجده؟ ويجعله أيضا متصلا بعالم الروح دون عناء أثناء نومه .وكما نعلم أن الصلاه والقرآن والدعاء هم الغذاء الحقيقي للروح الذي يفتقر لهما صاحب التجربه بسبب انسلاخه الروحي عنهما في عالم المادة .


حيث يقول صاحب التجربه أيضاً : " مع العلم أن أبي لم يكن يصلي في تلك الفترة وأستطيع القول أنه أمور الدنيا تشغله عن الإهتمام بالأمور الدينية".


ملاحظات
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

يعبر تحليل التجربة أعلاه عن  إحدى وجهات نظر ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر موقع ما وراء الطبيعة .

إقرأ أيضاً ...
- الإحساس باقتراب الخطر
الأحلام التنبؤية
- تجارب واقعية: مريض في غيبوبة يطلب زيارته
- ماورائيات إسلامية : تأثير الأرواح في المنام
- ذاكرة باتجاهين : العلم يبحث في القدرة على قراءة المستقبل
- جورج واشنطن ورؤاه التنؤية حول مصير أمريكا

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .