24 نوفمبر 2019

سأظل معك للأبد

ابتدأت قصتي منذ الطفولة حين كنت في الخامسة من العمر وأرى حلماً يتكرر دائماً وهو أنني في سيارة تسير من تلقاء نفسها ولم يكن بجواري إلا مخلوق غريب الشكل خالي من الملامح يطمأنني.

بعدها أتذكر بأنني زرت مع عائلتي مكان يشبه الجزيرة الصغيرة وكان في وسطها برج مهجور وكانت الساعة 11 ليلاً اتذكر أنني صعدت إلى البرج برفقة أحد أقاربي وكان في نفس عمري (كنا في العاشرة تقريباً ) ، كان البرج عبارة عن سلالم دائرية تمتد إلى الأعلى وبعدما وصلنا إلى القمة أصبحت أسمع اصوات غريبة وأنظر ولم يكن هناك أاي أحد غيرنا،  كانت هناك اصوات ضحك وبكاء أطفال وصراخ نساء و أصوات تصفيق !! ، لم نتحرك لتبدأ النوافذ تفتح وتغلق بقوة لوحدها (لم يكن هناك اي هواء يساعد على تحريكها) وفجأة كأن أحد بدأ يقذفنا بالحجارة ،  خفنا ونزلنا مسرعين.

 بعدها بسنة ابتدأت سلسلة كوابيس وظواهرغريبة لم تنتهي إلى يومنا هذا ، ابتدأت في يوم كنت نائمة ورأيت أكثر حلم مخيف في حياتي وهو أنني مطاردة من قبل شياطين لم أراهم بهيئتهم بل كنت أراهم بهيئة معارفي حولي وفجأة يتحولون الى أشكال مخيفة،  كنت كلما ألجأ إلى أحد أبكي له وأقص عليه ما حصل معي يضحك في وجهي ويتحول هو الآخر إلى شكل مخيف، كانوا بأشكال  أمي , ابي , اخوتي وجميع من اعرف ، استيقظت مفجوعة ونظرت الى الشباك بجانبي ورأيت قطة سوداء !  فقرأت آية الكرسي فاختفت تماما ! ، تكررهذا الكابوس لينغص حياتي وفي يوم أتى شيخ ليقرأ الرقية على بيتنا .. نظر إلي وناداني وقرأ علي ، لم اشعر بشيء ولكن عندما ذهبت طلب الشيخ من أبي بأن يسألني فيما إذا كنت اكذب على الشيخ،  وأكد الشيخ بأن هناك خطب فيني !! 

استمرت تلك الاحلام وفي يوم تغيرت لتكون أكثر وضوحاً .. رأيت أنني في البيت بمفردي ودخل علي شيطانان والعياذ بالله رجل وامرأة .. كانت المرأة تحوم في البيت باحثة عن شي جيئة وذهابا  أمامي وهي تسب الدين والرب أما الرجل كان واقفاً أمامي يراقبني ولم يتحرك أو يتفوه بكلمة قلت لها عن ماذا تبحثين ربما يمكنني مساعدتك , لم تعرني أي اهتمام وأخيراً وجدت ما تبحث عنه .. دمية صغيرة جداً , حين وجدتها بدأت ترقص من الفرح قلت لها : " يوجد من هذه الكثير" ،  فردت علي : " لا..فأنا أريد هذه فقط " ، .. أخذتها وخرجت من النافذة ولكن لم يذهب الرجل معها ،  نظرت إليه وقلت : " لقد ذهبت فاذهب أنت ايضاً " ،  ابتسم في وجهي وقال : " سأظل معك للأبد " استيقظت وعندما رأيت جسمي كانت تملأه الكدمات الكبيرة ، قلقت من هذه الكدمات فأخذتني عائلتي الى المستشفى ولكن لم يعرفوا السبب.

 بعد هذا اليوم أصبحت اشعر بالخوف دائماً ولكني تمسكت بقوة إيماني فأصبحت لا أفارق القرآن ابداً.. وفي يوم كنت فيه نائمة رأيت الشياطين يلاحقونني مجددداً وأنا أحاول قراءة آية الكرسي عليهم وهم يتمتمون بكلمات لكي اخطأ في القراءة ، استيقظت وأمسكت بالقرآن وابتدأت في القراءة (حصل هذا الموقف وانا في الـ 11 من عمري) ولكن لم أستطع، لا أدري لماذا ولكن حاولت وحاولت بدون اي فائدة .. بدأت فالبكاء وأيقظت أمي وأنا أبكي وقلت لها اقرأي لي من القرآن ارجوك ، وحينما بدأت في القراءة اقسم بأنني احسست بأن روحي ستخرج من صدري،  أحسست بألم قوي !! وحينما قرأت علي آية : " واتل ما أوحي اليك من كتاب سليمان...." بدأت أصرخ بدون أن أشعر .. وحينما وصلت أمي لآية الكرسي شعرت بالنعاس الشديد ومازلت اشعر بأن روحي تتألم وترجيتها لكي تتوقف .. بعد هذا اليوم لم تتوقف هذه الاحلام  أتذكر يوماً  بأنني حلمت أنني امسكت بالقرآن وبدأ يحرق لي يدي وفي الحلم ذهبت الى شيخ وقصصت عليه مارأيت وقال لي :" فات الأوان " .

لم اسمح لما حدث لي أن يعيق حياتي أكملت الثانوية بدرجات تفوق وقبلت في جامعة .. قبل سفري للجامعة جاء شيخ ليقرأ علي وهذا اليوم كان اسوأ يوم في حياتي.. بدأ يقرأ وأحسست بالنعاس وفجأة أغمي علي .. لا أتذكر ما حصل بعدها ولكن قالوا لي بأن صوت رجل خرج مني وأنه كان يصرخ ويشتم ويضحك مستهزأ .. تغيرت حياتي ولم أكن اخطط لذلك .. ترجيت اهلي بأن يسمحوا لي بالسفر لأكمال دراستي .. ذهبت و سكنت في سكن للطالبات سكنت في غرفة لوحدي في السطح .. أنا إنسانه اجتماعية ولكن أحب أن احتفظ بخصوصيتي .. ذات يوم حلمت بأن شيطانة كانت في غرفتي والغرفة مظلمة وكنت في الخارج وكان معها طفلها حينما عدت فتحت الباب خرج شيء صغير راكض وبقيت هي أمام الباب تنظر إلي .. استثيقظت على صوت الخادمة تنظف وقالت لي : " يا بنتي لمذا تسكنين... فهذه الغرفه مسكونه "،   فقلت لها : " ماذا !! " ،  لم ترد علي بعدها ولم أفكر بما قالته واكتفيت بتصديق انها مجرد خزعبلات .

بعدها أصبحت أفعل أشياء خارجة تماماً عن إرادتي وحينما أنتهي أنظر مستغربة لأنني متأكدة من أنني لم افعلها،  في يوم كنت نائمة استيقظت على أصوات في غرفتي وحينما فتحت عيناي رأيت مخلوقين كأنهما يرتديان عباءة كبيرة مثلثة في أعلى الرأس بكيت وبدأت اصرخ ولم يسمع صوتي أحد وهما ينظران إلي بدون أي حراك .

وفي يوم  لا اتذكر كيف حدث كل شي ولكنني كنت أكلم شخص لا أدري إن هو جني او شيطان او مجرد خيال كان يخبرني دائماً بأنه سيبقى معي ويقول لي بأنه يشعر بكل شي ، ألمي وفرحي وأنه سيساندني ولن يؤذيني ولكن ما حدث هو العكس ، كان يأمرني بفعل اشياء مثل عدم التحدث إلى أناس معينين أوعدم الصلاة وكان يؤذيني ويجرح جسمي ويخنقني حين أصلي ، كنت أنام وأشعر بيد تلتف حول عنقي ولم أستطع معها التنفس وحين أبكي وأرجوه بأن يتوقف يحتضنني ويقول لي : "  لا تخافي انا افعل كل هذا لمصلحتك " .

غيرت سكني مراراً وتكراراً .. أما دراستي فتدهورت لا أدري لماذا سنتي الاولى في الجامعة توقفت منذ الشهورالأولى بكيت لأهلي بأن يرجعوني فلم أكن أشعر بالأمان أبداً ولم اثق بأحد وكلما يحصل لي موقف مع الناس كان يقول لي هذا الرجل الغريب : " I told you so " ،  صحيح لم أذكر بأنه كان يتحدث إلي باللغة الانجليزية وقليل من العربية المكسرة ، وأخيراً عدت إلى أهلي ولم نتوقف عن الذهاب إلى الشيوخ الذين يعالجون بالقرآن ولكن دون جدوى ، بعضهم كان يقول بأن هذا مس جن عاشق والبعض يقول وسوسة من الشيطان والبعض يقول سحر،  

أكملت سنة عند أهلي ورجعت مرة أخرى لأكمل دراستي ولم افقد الأمل وهذه المرة غيرت جامعتي ومكان سكني ، أقمت علاقات صداقة كثيرة لكي انشغل عن كل ما  حدث لي وركزت على دراستي ولكن حالتي النفسية استمرت في التدهور واستمريت في الذهاب مع خالي للعلاج بالرقية الشرعية ولكن دون جدوى ، هذه المرة لم أنجح في دراستي .. فقدت الأمل وبعدها تغيرت تماماً .. بعدما كنت تلك الفتاة التي تقيم الليل وتختم قراءة القرآن كل أسبوع ولا أهتم إلا بإرضاء والدي وربي ودراستي ابتعدت تماماً عن ديني وهجرت القران وتركت الصلاة وابتدأت في التدخين وتعاطي المخدرات وشرب الخمر ، أنا اكتب هذا الكلام ومازلت مصدومة فعلاً ،  لقد تغيرت ، لم اكن حتى اتصور بانني ساتغير لهذه الدرجة .. اصبح هذا الرجل الغريب صديقي استشيره في كل شيء أاثق به .. ولكن اهلي كانوا يجبرونني على الذهاب للرقية .. شخصوا حالتي بأنها ":سحر مأكول"  ،  واعترف الذي بداخلي بأنه ملحد لا يؤمن بالرب ولا الجنة ولا النار ولا يوم القيامة ، اعترف بأنه يحبني ايضاً .. لم يكن كذلك حينما اتى ولكن اصبح كذلك،  قال بأن سيده هو من أرغمه على البقاء في جسدي وإن خرج سيعذبوه.. توقفت بعدها عن الذهاب للرقية وأخبرت اهلي بأنني تعبت نفسياً وفقدت الأمل وتركت الجامعه للمرة الثالثة وغيرت سكني وغيرت اصدقائي 

 جاءت والدتي لزيارتي في البلد الذي أدرس فيه .. وأصرت أن اعود الى العلاج بعدما لاحظت انني ابتعدت عن ديني وأصبحت انطوائية جداً،  ذهبنا إلى الشيخ بعض مرات . وفي يوم والشيخ يقرأ بدأت أستعيد الوعي قليلاً ولكن لم استطع أن افتح عيني .. رأيته .. هذا الرجل يحترق ويصرخ .. قال للشيخ بأنه سوف يذهب واختفى صوته ،  بشر الشيخ أمي وقال لها بأن عذابي قد انتهى ولكن لا .. لم تمض دقائق حتى رأيته مجدداً .. رأيته يدخل الى جسدي ويقول لي : "  I'm sorry, I have to " ،  أخبرت أمي وقامت بدورها بإبلاغ الشيخ وعدنا مجدداً الى نفس الحلقة .. ولكن حدث شيء بعد عدة جلسات .. كانت جلسة قوية ،  هذا  ما قالوه لي فلم اكن بوعيي حينها ،  وان هذا الرجل تعذب كثيراً وخرج زبد من فمي .. وبالفعل  شعرت بالراحة قليلاً بعد هذا اليوم.

لم تمر شهور حتى عادت الاحلام مجدداً .. نفس الرواية يلاحقونني في أجساد معارفي وأنا أحاول قراءة آية الكرسي عليهم وهم يتمتمون ليمنعوني ، ورأيت في حلم أيضاً أن امرأة خرجت من الجدار وصرخت في وجهي وعادت الى الجدار مجدداً .. في يوم كنت مع اصدقائي واحضروا إلي نوع من المخدرات ( وأأسف لذكر هذا الكلام ولكنني مصدقة  بأن لهذه المواقف صلة ) ، وما سمعت عن هاذا المخدر بأن له صلة بسحر أسود وان له مركب كيميائي لم يستطيع البعض التعرف إليه ويطلق على هذا المخدر اسم ( Synthetic Marijuana ) ولكنني لم أصدق وقمت بتجربته ، دخلت في حالة من الهيستريا وماقال لي اصدقائي هو أنه  بدأت بالتكلم بكلمات غير مفهومة وتغيرت تعابير وجهي الى شكل معين والغريب في الأمر هوعندما قاموا بتقليد تعابير وجهي كانت هي نفس التعابير اللتي تحدث وقت الرقية الشرعية هذه اللحظة التي افقد فيها الاحساس بنفسي ويبدأ هو بالسيطرة علي ، ذلك اليوم رأيت في هذه الغيبوبة الكثير ، رأيت الشياطين على هيئتهم الحقيقية ، أقزام لونهم فيه من الأسود والأحمر يضحكون بأصوات غريبة .. 

بعدها بأشهر توقفت عن الدراسة ورجعت إلى أهلي .. بدأت بعدها حالات الجاثوم !! لم تحدث لي من قبل ولكن في الشهر الماضي حدثت لي قرابة ال 3 مرات .. أولها رأيت شخصاً يغتصبني وكنت قد استيقظت ولكن لم استطع الحراك او الكلام وفعلا احسست بألام قوية على كل جسدي ووجدت جروح ومرة رأيت بأن ابليس كان يمسك برأسي ويضعه في الارض ويقول لي : " Obey !Obey! " ، واحسست بكل الالم فعلاً على جسدي ورقبتي،  بعدها اتى شيخ للقراءة علي مجدداً ولكن شيء مختلف هذه المرة لم يكن نفس الصوت الذي خرج من جسدي طوال السنين الماضية .. هذه المرة كان صوت طفلة !! تكلمت واخبرت قصتها .. انها مسيحية وان عمرها 7 سنين وانها أُمرت أيضاً في البقاء في جسدي من قبل ابيها وهو من كبار الزعماء وانه من كان قبلها أخوها الأكبر وعمره 23 سنة والآن هم بعذبونه لأنه خرج من جسدي،  وبعدها اتى الشيخ وكانت تبكي عند قراءة القرآن وسكب الماء ولكنها رفضت ان تتفوه بأي كلمة مجدداً .. أنا اكتب لكم حالتي الآن لأنني قد يأست ، أريد ان أعيش حياة طبيعية .. أريد أن أكون امرأة ناجحة كما تمنيت منذ طفولتي  أن اعرف ما الذي سبب هذا ،  هل هو مرض نفسي أم هو مس وسحر كما قالوا ،  أريد ان اتعالج،  ارجو مساعدتي .

ترويها روان (20 سنة) - السودان

إقرأ أيضاً ...