3 أغسطس 2021

صاحب الظل الاسود والدخان الأبيض

في وقت يقترب من منتصف الليل وبينما كنت نائماً على السرير إلى جوار زوجتي التي كانت نائمة حينها على أرضية الغرفة بجانب ابنتنا التي لم يمر على ولادتها سبعة أيام تفاجأت بصراخ زوجتي بصوت مرتفع جداً ، كانت صرخة واحدة مرعبة فزعت على إثرها لأنهض وأرفع البطانية من على رأسي مباشرة فوجدت الغرفة ملأى بالدخان الأبيض بينما كانت زوجتي جالسة على الفراش تصرخ وهي تضع ذراعيها حول الطفلة .

 قلت لها: " لا تخافي ..لا تخافي" ،  من الذي أشعل الحريق ؟ من فين الدخان ؟ " ، وتعوذت عندئذ من الشيطان وقرأت المعوذات بسرعة وبينما كنت أفرك عيناي وأجاهد في فتحهما محاولاً الرؤية بوضوح اختفى الدخان بسرعة وصفا جو الغرفة فيما كانت زوجتي تنتفض بشدة من الخوف ، فهدأتها وسألتها : " من فين الدخان وايش الذي حصل ؟ " ، فقالت :" كنت نايمة و حسيت بشي واقف فوقنا يريد أخذ الطفلة مني وكانت الطفلة تبكي بشدة " ،  فسألتها : " هل شاهدت الدخان ؟ " ، فقالت : " نعم " ، حيث كنت اشكك بما كنت أراه من دخان وأقوم بفرك عيوني من أجل استيضاح مصدر الدخان،  كان الدخان يملاً الغرفة بلون أبيض وبشكل خيوط دائرية وكانت يلقي بكثافته (معشعش) فوق زوجتي والرضيعة ، كان النور والع وهي سراج صغيرة تعمل بالكيروسين موضوعة على رف الغرفة بحسب العادة ،  والغريب أنني لم أشعر بأي خوف وإنما كنت اسأل زوجتي عن مصدر الدخان ومن الذي اشعل الحريق ، كنت أظن انها كانت صاحية لكن اتضح لي بأنها كانت نائمة ثم استيقظت على بكاء الطفلة ، وعندما استيقظت شاهدت شكل غريب يشبه الظل يريد أخذ الطفلة من جوارها فصاحت ووضعت يديها على الطفلة مع العلم أن باب الغرفة موصداً وكذلك النوافذ ولا توجد أي فتحة أو تهويه مفتوحة للخارج فسألتها عن أوصاف ماشاهدت فقالت : " كان ينحني  فوقي أنا والطفلة وشكله يشبه الظل لشخص ظل قمر وليس ظل شمس ومد ذراعية لاخذ الطفلة ولاحظت أن حجم ذراعيه قصيراً وله شعر أسود كثيف مسدول على وجهه يغطي جسمه حتى المنتصف ويرتدي ثوب أسود وكان الظل باتجاهي ونور السراج خلفه مباشرة ، لكن عندما صحيت أنت اختفى بلمح البصر وظهر الدخان ليعج الغرفة،  لا أدري من فين وبعد سؤالك عن الدخان مباشرة اختفى الدخان بلمح البصر والسراج والع ".

تساؤلات 

هناك أمور حيرتني تحتاج لتفسير وهي: من أين دخل الدخان ومن أين خرج  ؟  تفحصت المكان فلم أجد أثراً لحريق في أثاث الغرفة ولم أشم رائحة الحريق فقط لمحت دخاناً بلارائحة !  وتعجبت لشكل الدخان الذي أخد هيئة خيوط مغزلية يشبة غبار الإعصار الذي تثيره الرياح من غير رياح فعلية !

أحداث من الماضي 

 تساءلت بأن يكون لماضي الغرفة دور في ذلك ، إذ  توفيت زوجتي الأولى ووالدي فيها،  وهل لهذا صلة باحتمال تعرض زوجتي الاولى لمس شيطاني قبل موتها ؟  أو أن ماحدث لها مجرد حالة نفسية بسبب موت جنينها بعد الولاده مباشرة ؟  وهل أصبحت الغرفة مسكونة بالجن أو الأرواح ؟ مع العلم أنني أسكن في الريف والغرفة نفسها توفي فيها والدي رحمه الله قبل ذلك بثلاث سنوات وفاة طبيعية كما توفيت فيها زوجتي الاولى قبل خمس سنوات بظروف غامضة حيث وجدتها في الصباح ميتة تحت السرير نفسه وباب الغرفة كان مردود ولم يكن مغلقاً بالمفتاح وكان الوقت المساء بخير حين نامت بمفردها حيث كنت غائباً ، وكان قد اعتراها مرض شبه فقدان الوعي والخرطفة بكلام غير مرتب وضحك بغير سبب على أثرها ادخلناها المصحة النفسية واخبرتني والدتها بأنها بعد الولادة وموت الطفل كانت تقوم بأمور غريبة كلام ملخبط ودخول الحمام بشكل متكرر ومحاولتها الشرب من مرحاض الحمام عدة مرات فيما كانوا يمنعوها عن ذلك ، وانا أيضا لاحظت عليها بالمصحة النفسية عندما كنت أناولها طعاماً كنت ألاحظها تأكل بنهم وشهيه غريبة جداً حيث كانت تلتهم بنهم شديد وكأن هناك شي يساعدها على المضغ والبلع كنت أستغرب وأعطيها المزيد وكلما أعطيتها أكلت ولم تكتفي حتى اتوقف عن إعطائها وبعد ثلاث شهور خرجت من المصحة وبقيت سنة بعافية أفضل ثم أقيم عرس بالقرية وذهبت زوجتي لحفلة الزفاف وبعد ساعتين اخرجوها النساء من مكان الحفل ممسكات بها ومشين بها إلى منزلي فسألتهن : " ماذا حدث ؟ " ، فأجابت إحداهن : "  أُغمي عليها وسقطت فرششت عليها ماء فرجعت لوعيها فيما كانت تشتكي من ضيق في الصدر وتتسارع ضربات قلبها "، وكانت رحمة الله تغشاها جميلة جداً وكانت بيننا مودة قوية وهي من العائلة ابنة عمي ، وبعد وفاتها تزوجت وهي زوجتي الحالية أم اولادي الثمانية  ، أربعة ذكور وأربع أناث ، وكان والدي لا زال حياً حين توفيت ويسكن مع والدتي في نفس البيت وكذلك أخي أكبر مني وزوجته واطفاله ولم يكن يوجد في البيت وقت وفاتها إلا والدي ووالدتي وزوجة أخي وأطفالها فقط ، البيت واسع فيه ست غرف يجمهم صالة واحدة وباب رئيسي واحد للبيت . كانت علاقة زوجتي الاولى طيبة مع الكل ولم لا يوجد خلاف.. وفي نفس الغرفة أيضاً توفي جدي أبو والدي وفاة طبيعية رحمهم الله جميعاً ورحمنا وإياكم ، 

أعيش الآن بحياة طبيعية وكذلك زوجتي وأولادي ولم تتكرر هذه الحادثة، وبعد ذلك بسنتين بنيت منزلاً جديداً يبعد مسافة نصف كيلومتر عن الأول . ورغم ذلك ما زلت أتذكر تلك الحادثة كل حين لتثير حيرتي في كل مرة فعسى أن أجد تفسيراً لما حصل ودمتم بصحة وعافية.


يرويها عطعوط (50 سنة) - اليمن


ملاحظة

 نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .