1 نوفمبر 2021

نوبة عسكري

 في أحد أيام شهر مايو من عام 2014 وخلال خدمتي في الجيش كضابط حدثت مشاجرة بين اثنين من العساكر و نتيجه لذلك قمنا بالتحفظ على كلاهما تمهيداً لتقديمهما إلى القضاء العسكري ، حينذاك كنت المسؤول المناوب (نوباتجى)  أي تشمل مسؤوليتي أي شيء يحصل فى الكتيبة .

فعند تمام الساعة الحادية عشره ليلاً قام أحد الزملاء باستدعائي على الفور بسبب شجار وقع بين اثنين من العساكر أدى إلى وقوع أحدهما في حالة إغماء ،  فقمت مسرعاً وبيدي زجاجة من العطر و حبة بصل و زجاجة مياه  فوجدت العسكري ممدداً على الارض و عيناه مفتوحتان و ترمشان لكنه لا يستجيب لأى شيء . قمنا برشه بالماء و العطر و ووضعنا البصل تحت أنفه لعله يستفيق دون جدوى ! ، كان يرتعش جسده ارتعاشاً بسيطاً وظننت أن السبب عائد إلى شعوره بالبرد خصوصاً أنها كانت ليلة باردة .  ثم مددناه  على الارض أمام مخزن التعيينات وحينها قال أحد أفراد صف الضباط لأحد العساكر : " أقرأ عليه يابني آية الكرسي بصوت عال " ، و فوجئت بعدها بالعسكري المغمى عليه يتشنج و يرتعش و يصدر اصواتاً غريبة تشبه صوت الشخير وحينها جاء صف ضابط آخر و قام بقراءة آية الكرسي عدة مرات فيرفع صوته فى كل مرة عن سابقتها و نتج عن ذلك أن العسكري المغمى عليه ازدادت عنده التشنجات وقام  بحركات لا إرادية غريبة ،  بعدها أمر صف الضباط  أحد العساكر بإحضار ورقة كانت لديه في الدولاب فأخذ العسكري يقرأ ما فيها بصوت عال و مستمر على المغمى عليه و عرفت فيما بعد أنها كانت رقية شرعية فازدادت حالة المغمى عليه سوءاً وبعد ذلك في منتصف القراءة نهض قليلاً ليتتجه ناحية السلم و ضرب رأسه عده مرات فى السلم و بعدها قام زملاؤه بالإمساك به حتى لا يصيب نفسه بسوء وفيما كانت القراءة مستمرة توقف فجأة عن الحركة لفترة بسيطة ثم انتفض بطريقة غريبة جداً و كأنه يتلوى من الألم و بعدها قام صف ضابط بمناداته فأجابه وأشار له بأنه بخير الآن ، قمنا بغسل وجهه حتى استفاق تماماً وهو لا يدرى ما الذي حدث وسألت بعدها العساكر فقالوا لي انها لم تكن أول مرة ، فهم يعرفون أنه "ملبوس " على حد زعمهم ، مع العلم أن هذا العسكري من أشد عساكر الوحدة خلقاً وفي حالته الطبيعية لا يتوقف عن التبسم و روحه جميلة ، وقد أخبرني الصف ضابط الذى قام بعلاجه بأن هذه الحالة تحدث له عندما يكون حزيناً حزناً شديداً أو ما شابه ذلك.

وبعد مضي ساعتين على ما حدث ، مررت على الخدمات للتأكد من يقظة العساكر وفي طريقي كنت في نفس المكان الذي كان فيه العسكري المذكور آنفاً فتوجست من أمر غريب كان كائناً ضخماً يتبعني وينوي لي الشر ، وكثيراً ما ينتابني هذا الاحساس الذي لا أنكره و أدرك فى قرارة نفسي أنه صحيح فأخذت اقرأ آية الكرسي في سري عدة مرات حتى ابتعدت بمسافة كافية عن المكان فأحسست بأنه قد تركني و شأني ، وبعدها عدت للإستراحة وقد استطعت النوم بصعوبة بعد ما مر بي في تلك الليلة  .

يرويها أ.م.أ (30 سنة) - مصر


تعقيب كمال غزال

الحالة التي جرى وصفها في هذه التجربة تشبه إلى حد كبير ما يحصل خلال نوبات الصرع ، حيث تبدا بما يشبه الإغماء ( حالة النسمة) ولا يتذكر ضحيتها ما حصل له فيها، كما تترافق مع حركات لا إرادية وانتفاض فيما يكون متمدداً وتلك الأصوات التي وصفت بالشخير (خرخرة) وأحياناً يخرج زبد من الفم . ولها نمط تكراري والبعض تستمر معه من الطفولة حتى مرحلة البلوغ ، ورغم تكرارها إلا أن هناك أسباب تحفزها مثل التوتر والغضب أو الإضاءة المبهرة ويبدو أن العسكري وصل لدرجة من الغضب بعد شجار مع زميله مما حفز نوبة الصرع لديه.    إقرأ لتعرف المزيد عن نوبات الصرع التي ما زال بعض جوانبها غامضة على العلم  ، وكثيراً ما تفسر نوبات الصرع على أنها حالة مس شيطاني مزعوم.  خصوصاً لأولئك الذين لم يعرفوها.  

ولكن التفسير الأرجح أعلاه لا يبرر ازدياد حالة المصاب سوء مع قراءة الرقية الشرعية التي تهدف إلى طرد الجن أو الشياطين. ربما تصادف تلك القراءة مع ازدياد حالة النوبة شدة. 

كان من الأجدى أن يعرض هذا العسكري على طبيب فقد يصف له أدوية تخفف أو تكبح تلك النوبات  أو حتى ربما يتم إعفاءه من أداء الخدمة العسكرية.


إقرأ أيضاً ...

- الصرع 

- المس الشيطاني

- طرد الأرواح في الدين والمعتقد 

- آنليز مايكل : ضحية المس الشيطاني أم العلاج الروحاني


ملاحظة

- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها

 للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .