11 يونيو 2012

شبح المرآة الذي كبر

يرويها عثمان - السعودية
أذكر في إحدى الليالي حينما كنت بعمر 4 سنوات ولما حان موعد نومي كانت أمي تحاول أن تجعلني أنام على سريري الذي كان في غرفة أمي وأبي التي كانت تحيط بها المرايا من 3 جهات ، كانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء ينبعث من فتحة باب الحمام المطل عليها ، وتجرأت وقتها لأحدق في المرآة التي أمامي بينما كانت أمي تحاول أن تجعلني أنام  إلا أن محاولاتها ذهبت سدى لأنني لم أكن أشعر بالنعاس ، وفجأة نادى أبي أمي لكي تجلب له لبناً من الثلاجة  فقالت لي أمي : " انتظر حبيبي ، خليني أروح أجيب لأبوك لبن و أرجع ...لا تخاف .. زين"،  فقلت لها: " طيب .. بس لا تطولين " .

فذهبت وفي غيابها عدت لأحدق في  المرآة المقابلة لي كعادتي فصعقت عندما رأيت في المرآة رجلاً كله سواد  كأنه ظل إذ يبدو من مظهره أن له عضلات لكن لم يكن له شعر بل كان أصلعاً ويقف خلف السرير ويحمل كرة نارية ويتلاعب فيها حول جسده ،  والغريب أن سريري ملاصق للجدار فلم يكن هناك مجال ليقف خلفه أحد ، ولم أستطع أن أنظر للخلف فقد سيطر الخوف علي واكتفيت بالنظر إليه  في المرآة،  فناديت أمي بسرعة وأتت أمي راكضة إلي وعندما فتحت أمي الباب رأيت الكائن وقد قفز ليخترق السقف فسألتني : " وش فيك ؟! " ، فأخبرتها بما حدث  وقالت لي : " نم ، هذا كله وهم " .

- وفي حادثة أخرى بعد 6 سنوات كنت مع أبي و أمي وأختي مسافرين إلى مدينة رفحاء - السعودية لتختبر أمي بالجامعة وأنا لدي 3  أخوان أكبر مني، وكان إثنان منهم يدرسون بالرياض والثالث كان بمفرده في المنزل مع الخادمة فقد كان لدية اختبارات .

أذكر أننا كنا نائمين في منزل عمي فاتصل بنا أخي مفزوعاً يخبرنا أن الخادمة وهي نائمة قفزعليها رجل أشعث مليء بالشعر فاحتمت باللحاف وصرخت  فجاء يسرع  إليها وعندما فتح الباب اختفى ذلك الرجل،  فطلبت منه أمي أن يخبر جارنا ويشغل سورة البقرة ويستعيذ بالله ،  فذهب إلى غرفة أخرى وأقفل الباب عليه ومن ثم اتصل بجارنا الذي كان شرطياً ولما جاء الجار إلى المنزل بحث فيه فلم يعثر على شيء.

وعندما رجعنا أنا وأبي وأمي وأختي من مدينة رفحاء،  طلبت من الخادمة أن تشرح لي ما حصل ، وقد تفاجأت عندما قالت لي : " ربما هو نفس ما رأيته أنت ولكنه قد كبر " والغريب انني لم أخبرها ما حصل معي كما لم يخبرها أي من افراد عائلتي.

يرويها عثمان (15 سنة) - السعودية

فرضيات التفسير
كالعادة لا تملك الظواهر المجهولة إجابة وحيدة لتفسيرها سواء أكانت تستند في تفسيرها إلى العلوم الحالية أو إلى المعتقدات الروحية أو إلى نظريات جديدة لم تحظى بتأييد المجتمع العلمي كنظريات الطاقة الأثيرية ونظرية الظلال السوداء، وإذا امتلكت ظاهرة إجابة وحيدة فلن تعود " مجهولة " بل " معلومة " ، ونكتفي بذكر 6 فرضيات  كالآتي :

1- علم النفس
من الناحية النفسية لا يمكننا إستبعاد الفرضية التي يكون فيها لأجواء الظلام وتواجد المرايا تحديداً والتحديق بها إضافة إلى التأثر بالقصص الخيالية دور كبير في الدخول في حالة من الوعي أعقبها حدوث هلوسة بصرية تمثلت بظهور ما يسمى بـ " الكائن الظلي " ، ومن الجدير بالذكر أن حدوث الهلوسة لا يقتصر على المرضى حيث يمكن أن تصيب أي شخص سليم من الناحية الذهنية وقد تكون ناجمة عن الإجهاد أو النعاس والاجواء المناسبة التي ذكرناها من الحرمان الحسي ، ولا ننس أن العقل خبير في إكمال النواقص من ذاكرة خياله الخصب خصوصاً في سن صغيرة، وربما كان ظهور الرجل الأشعث للخادمة في الحادثة الثانية من خصائص الهلوسة النومية أو حالة الشلل النومي (الجاثوم) ولا صلة لها بالحادثة الأولى وربما تكون الخادمة علمت بشأن الحادثة الأولى من غيرعلم صاحب التجربة فتأثرت بها وظهر ذلك في كابوس أو هلوسة نومية لم تستطع معها التمييز بين حالة اليقظة والنوم فاستيقظت مفزوعة وأخبرت أخ صاحب التجربة بما حصل لها.


لا يعتبر وضع المرآة جيداً بتاتاً إذا كان الشخص يعيش بمفرده ويعاني من الوحدة ، فانعكاس صورته في المرآة توحي له بوجود شخص آخر أو أنه ليس وحيداً في الغرفة ، ومن الملاحظ  أن صاحب التجربة شاهد الكائن الظلي بعد غياب أمه عنه ، فالوحدة المؤقتة زادت من إضطرابه وهواجسه التي تجسدت في ظهورما يسمى بـ " الكائن الظلي".

وقد سبق لموقع ما وراء الطبيعة أن تناول تأثير الأجسام  العاكسة كالمرايا والكرات البلورية على إيهام العقل بصور ذهنية أو إحداث الهلوسة فيه في مقال الكرة البلورية وقراءة الطالع
 
2- علوم الطاقة الحيوية
- وإذا أخذنا وجهة نظر علوم الطاقة الحيوية (لم تأخذ مصادقة المجتمع العلمي) فإن معظم ممارسي فنون الفنغ شوي يتجنبون Feng Shui وضع  المرايا في غرف النوم علماً أن فنغ شوي هي فن يهتم بديكور المكان ليضمن  توزيع الطاقات الحيوية المزعومة لتنعكس بشكل إيجابي على  القاطنين فيه، ويقول الخبراء في هذا المجال : "  إذا كان عليك أن تعلق مرآة في غرفة نومك فحاول أن لا تضعها بحيث تعكس صورتك وأنت نائم ، فلدى نهوضك في الصباح لن يكون  انعكاسك في المرآة بداية  طيبة لنهارك، خاصة أن المرآة ستمتص منك الطاقة خلال نومك ليلاً وتوجه إليك كل الطاقات السلبية مما يعني حدوث الأرق والتعب ويمكن أن يتطور إلى إضطراب ذهني ".


3- نظرية أصحاب الظلال السوداء
ووفق نظرية أصحاب الظلال السوداء يرى الكاتب جايسون أوفوت صاحب كتاب Darkness Walks أو " ظلام يمشي " أنه يمكن أن تكون الصورة في المرآة إنعكاس لشبح فعلي وهي تشكل الغالبية العظمى للمشاهدات والكثيرمنها يتضمن ملاحظة ظلام حالكاً أكثر من ظلام الليل أو ظلال بهيئة البشر وغالباً ما يكون أصحاب الظلال السوداء مسالمين وعادة يكون على غير دراية بمن يراقبهم و ربما هذا ما جعل الشبح ينتبه عندما فتحت والدة صاحب التجربة الباب فأسرع وخرق السقف .

كما يرى أيضاً أن أصحاب الظلال غير حقيقيين في الغالب لأن سلوكهم لا يتفق مع أي قانون فيزيائي لكنه يعتقد  بتكسر قوانين الفيزياء في بعض الأحيان ويقول : " هذا يجعلني متأكد من أن هؤلاء الغرباء موجودين بالفعل لكن العلم لم يستطع بعد الإمساك بهم " ،  ويعتقد أن كائنات الظل مجرد إسقاط أو صور عن كائنات تعيش في بعد مواز لنا وينعكس أثرها بشكل ظلال ولسبب ما في عالمنا ،  كما أن هناك تفسير مشابه يدعى الإسقاط الأثيري فربما هؤلاء الغرباء عباره عن تشكل أثيري .

ومازال البعض من الباحثين يصنف ظاهرة " أصحاب الظلال " Shadow People تحت فئة الظواهر الخارقة أو الماورائية إذ يوصفون بأن لهم لون أسود شديد الظلمة ويأخذ معظمهم هيئة الصور الظلية من شخصيات البشر وفي نفس الوقت يكون من الصعب جداً ملاحظة أي ملامح لوجوههم ويمكن أن يكون لهم هيئة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد ويبدو معظمهم من الذكور ويظهرون بقامات طويلة إلى حد ما وبعض الحالات يرتدون ما يشبه معطفاً طويلاً أو قبعة.

4- المعتقات الدينية والروحية
في المعتقدات الدينية قد تفسر تلك الكائنات على أنها جن بحسب المعتقد الإسلامي إذ يعرف عنها قدرتها على التشكل بأي هيئة،  وفي معتقدات دينية أخرى (وهو اعتقاد رائج في الغرب أيضاً)  يمكن أن تكون أشباح تجسد أرواح موتى عاشوا سبق لهم العيش في نفس المكان أو لديهم صلة روحية به،  بينما يرى آخرون أنهم شياطين نتيجة للأحاسيس غير المريحة التي تترافق مع رؤيتهم لها ويقول آخرون أنها قد تكون كائنات روحية وجدت طريقتها إلى عالمنا .، وللمرايا أيضاً تاريخ وصلة بالمعتقدات وممارسة السحر.

5- ثقافة المخلوقات الخارجية وظواهر يوفو
- ويقول عدد من المتحمسين لوجود المخلوقات الفضائية بمن فيهم المحققين في ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة (يوفو) أن هناك صلة ما بين بعض أنواع المخلوقات القادمة من الفضاء الخارجي  Extra-Terrestrials  وكائنات الظل ، حيث قيل أن المخلوقات القادمة من الفضاء الخارجي هم كائنات الظل أو أنهم إسقاط تخاطري لها ويزعم أيضاً المختطفون من قبل المخلوقات الرمادية أن لهم قدرة غريبة على المرور عبر الجدران والأبواب المغلقة بسهولة ، أو الظهور والإختفاء بدون سابق إنذار.


6- علوم الكون والسفر عبر الزمن
 العلم يقول أن حوالي 96 بالمئة من مادة الكون هي من المادة المظلمة ، وبالتالي فإننا غير قادرين على رؤية أبعاد أخرى علاوة على أنها غير مرئية بالنسبة لنا ويقول عالم الفيزياء ستيفن هوكينج :" قد توجد هناك مجرات الظل ، ونجوم الظل وحتى كائنات الظل ، "وقد يعتقد آخرون أنها جاءت من خلال السفر عبر الزمن لأنه ليس هناك قانون فيزيائي يمنع من تحقيق السفرعبر الزمن ( إقرأ عن تقنيات التحكم بالزمن) ،  وبالفعل اقترح بعض المحققين في ما وراء الطبيعة أن كائنات الظل قد تكون فعلاً زواراً عابرين من المستقبل .

- تحليل كمال غزال وياسمين عبد الكريم
ملاحظة
- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها. 

- للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا .

تجارب أخرى حول الظلال السوداء 
- تجارب واقعية : ظلال تتسلل حولي
- تجارب واقعية : نزلاء الظلام
- تجارب واقعية: أحاديث الظلام
- تجارب واقعية: تجربتي مع أصحاب الظلال السوداء

إقرأ أيضاً
- أصحاب الظلال السوداء : فرضيات التفسير
- المرآة : تاريخ وأساطير ومعتقدات

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .