ومر وقت لا أدري كم هو ، حتى جاء اسوأ ما في الامر، فقد بدأت اسمع أصواتاً بل صوت شخصين ولكن هذه المرة كانت أصوات نسائية ، وكان الصوت يقترب مني شيئاً فشيئاً ، فأرهفت السمع وقد آنستني الدهشة قليلاُ فأنستني خوفي ، فكان قولهما على لحن مازال يرن في أذني وكان بالامازيغية : " وانا ايتلين غواضان * اتوتنت الزلات " ، وهو يعني بالعربية : " من تسكع في الليالي * فلتضربه المصائب " ، كان قولاً مخيفاً و عجيباً زلزلني خصوصاً في موقفي هذا ، فقد كان تهديداً صريحاً ، ثم كانت الطامة الكبرى في مصدر الصوت ، فما أن تبينته حتى هويت من الشجرة ، فقد كانتا كرتان من نور تقول الاولى الشطر الاول من الجملة فترد عليها الأخرى ، كان ذلك كفيلاً بهز كياني ، ونظراً لعلو الشجرة فقد كسرت ذراعي واطلقت صرخة عالية ، ولو كان الاثنان اللذان كانا يطاردانني عمياناً لعثرا علي بسهولة ، وبعدها جاء الفرج ، مجموعة شبان سمعوا صرختي فهبوا لنجدتي فوجدوني هناك مصدوماً ، والمضحك المبكي أني كنت غير بعيد عن مكان مأهول بالسكان ولكن تلك الشجرة اللعينة سلبتني آخر ما تبقى من شجاعتي و جعلتني أسيراً فوقها وكأنها كانت تريدني أن ارى ما رأيت، صراحة لم اروي لأحد ما رأيت ، فقط تكلمت عن الرجلين في الغابة فقد آثرت بأن يصفوني بالجبن على أن يتهموني بالجنون .
بعد الحادث عانيت لعدة اشهر من كوابيس تتعلق بنفس التجربة ، وما زلت آمل في إيجاد تفسير لما رأيت وفيما إذا كانت هناك مشاهدات مشابهة لأشخاص أخرين.
ملاحظة
إقرأ أيضاً ...
- العلم والماورائيات : هل يمكن أن تثق بعقلك ؟
- تجارب واقعية : ضوء غامض على أحد أشجار المقابر
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .