17 سبتمبر 2019

منزل يضج بساكنيه

أروي لكم مجموعة من الأحداث الغير عادية والتي حصلت لنا في منزلنا "المسكون"  عام 2017 ، كنت قد تعودت على سماع الاصوات الغريبة فى بيتنا ،فحينما أكون وحيداً في غرفتي أسمع خطوات أقدام في حوش المنزل ، في البداية كنت أظن أنه خطوات مريبة لسارق أو أي شيء آخر ،وفي كل مرة كنت أخرج وأتفقد المكان ولم أكن أجد أثر لأي شخص ، في بداية الأمر كنت أشعر بالفزع والخوف إنه ذلك الشعور عندما يبرد جسدك وأطرافك وتتصبب عرقاً على جبهتك من الخوف .


تحدثت إلى أبي فى ذلك الموضوع وقال لي انها ربما خيالات إلا أنني كنت أشعر عندما أنظر في عينيه أنه يخفى شيء ما عني ، ومع الأيام ازدادت وتيرة تكرار هذه الاحداث من سماع أصوات خطوات أقدام إلى  أصوات فتح أبواب وانغلاقها من تلقاء ذاتها ، وذات يوم  كنت فى المطبخ أتحدث مع أختي وكان هناك كوب زجاجي موضوع على طاولة (تربيزة) المطبخ فسمعنا صوت هذا الكوب لنجد أنه انقلب بدون ان يتحرك أي أنه انقلب راساً على عقب بدون التحرك من مكانه،  كان مستنداً على  قعره وقد قلب على فيه،  نظرنا إلى بعضنا البعض (أنا وأختي) وخرجنا من المطبخ يومها.

ظلت الأحداث تتوالى على غرار ذلك إلى أن أتى يوم كنت فيه أغط في نوم عميق على سريري ففتحت عيني في منتصف نومي وأحسست وقتها بأنني قد فتحتهما فى وقت غير ملائم ، لا أعلم لماذا ؟! ، فقد كان غريباً أن افتح عيناي بدون الشعور بالنعاس أو أنني أتمطع مثلاً فى مكاني او أفرك عيناي إثر النوم العميق،  عندئذ نظرت إلى أحد أركان الغرفة  لأرى شيئاً بشكل انسان ظل يتحرك بحركه غريبة جداً وكان يرتدي شيئا على رأسه أشبه بالقبعة الخاصة بعصابات المافيا،  فركت عيناي فى فزع وأنا أحدق في هذا الشيء الغريب الذي لم أتمكن من تحديده فقد كان يتحرك بحركات عشوائية غريبة جداً ، نهضت من فراشي وأنا لا أستطيع الكلام حتى "بسم الله"،  مشيت نحو نور الغرفة وفتحته فوجدت نفسي أحدق فى الفراغ وقد اختفى ذلك الشئ كأنه لم يكن ، جلست على فراشي وأنا أتأمل ذلك الفراغ شارد الذهن غير مصدق لما رأيت ، هل كان هذا حقيقي ؟ أم أنني اهذي ؟!  ، لم أستطع النوم في غرفتي ذلك اليوم لأنني كنت خائف بشدة فذلك ليس مثل باقي اصوات الخطوات أو الأبواب التى تفتح وتغلق من تلقاء نفسها ، هذا أمر جديد... تناسيت الموقف ومرت الأيام بنفس الروتين من سماع أصوات وغيرها . وفي يوم ما كنت قد مددت جسدي على الفراش أشاهد مع أختي الأفلام على الحاسوب حتى جاءتني ضربة خفيفة على معدتي حتى أنها اهتزت من إثر الضربة انتفض جسدي واعتدلت وأنا أنظر إلى أختى فوجدتها تنظر لي بعينين مفتوحتان مليئتان بالرعب فسألتها إن رأت ما رأيت أنا ؟  فأومأت برأسها بعلامة نعم فسألتها إن كانت تسمعني فأومأت برأسها مره أخرى , تركتنى وخرجت وقد شغلت القرآن في المنزل ومكثت أكثر من أسبوع وهي خائفة مني لا تكلمني إثر ذلك الموقف. 

حكيت تلك الأشياء كلها لأمي فنظرت لي بشرود وكأنها تتذكر شيئا ما وقالت لي أنه قد حدث معها موقف لن تنساه ابداً , فقالت لي أنها عندما استيقظت لصلاة الفجر لم تجد أبي بجوارها وسمعت صوت باب الحمام وقد أتى من الحمام ولم يحدثها ورقد بجوارها وأعطاها ظهره وقالت له هل صليت؟ ،  فلم يجب فسكتت وبعدها بدقيقتين وجدت أبي قد دخل مرة أخرى من باب الغرفة فنظرت له بخوف ونظرت وراءها فلم تجد أبي وقالت له لقد كنت منذ دقيقة واحدة على الفراش فقال لها انه لم يدخل الغرفة إلا الآن.  فنظرت لها باستغراب وقلت لها وأصوات الخطوات والابواب قالت لي أنها تسمعها ايضاً وأن هذا المنزل مسكون بسبب جيراننا فهم ينقبون عن الآثار فتحدثت مع أبي وأخبرته عن كل ما حصل  فسكت ونظر لي نظرة المغلوب على أمره وقال نعم هناك مقبرة تحت منزلنا وجيراننا ينقبون عنها ولهذا ترى وتسمع هذه الأشياء فنظرت له بشرود وأدركت أخيرأ أنني لست وحيداً فيما يحصل من أمور غريبة ، متساءلاً عن سبب حدوثها ومع الوقت اعتدت على سماع الأصوات حتى أنني أحياناً أسمع أبي وهو ينادي علي رغم أنني وحيد بالمنزل وأعلم يقيناً أنه ليس هنا حتى أنني بدأت أألف تلك الأصوات وأصبح لا شيء يخيفني ،  تبلد الإحساس بالخوف ولم يعد الأدرنالين يتدفق في دمي أو أشعر ببرودة كالماضي.


يرويها أسامة (19 سنة) - مصر

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .