20 نوفمبر 2019

القابع في ظلام الغرفة

كنت في سن الـ17  من عمري وكدت أن أصاب بالجنون بسبب ما كان يحدث معي ! ، في بيتنا "غرفة" قلما ندخلها رغم أنها جزء من غرفتي ؛ عندما كنت أنام ليلاً وأستيقظ قلقة من النوم كنت أرى بداخل هذه الغرفة شخص طوله تقريبآ يزيد عن 190 سنتمتر،  كان يرتدي ملابس سوداء ووجهه غير محدد الملامح لكن عيناه تشعان ضوءاً غريباً،  كنت أراه دائمآ يتجه نحوي وقبل أن يصل إلي كنت أصاب بحالة إغماء غريبة إلى أن أستيقظ في صباح اليوم التالي مندهشة مما حدث ولا أعرف فيما إذا كان حلمآ ام حقيقة ! 


كنت أشعر وكأن الواقع والحلم اختلطا معاً بحيث يصعب التمييز بينهما  فقررت إبقاء هذه الغرفة مفتوحة دائمآ ومضاءة وذهبت للنوم وعندما كنت استيقظ لأسباب لا أعلمها حتى الآن أجد مصابيح هذه الغرفة تحديدآ دونآ عن البقية "محروقة" ومنطفأة  بشكل غريب وغير مفهوم ! 

كنا نتعجب كثيراً مما يحدث ولا نجد له تفسيرآ منطقيآ ! تطورت الأمور بعد ذلك لتختفي الأغراض من هذه الغرفة ثم لتظهر في أماكن أخرى بطريقة تثير التعجب ! ، على سبيل المثال : كان الوقت نهاراً وأنا  أجلس في تلك الغرفة وأتصفح الانترنت على جهاز اللابتوب ولأي سبب من الاسباب أترك المكان لعمل شيء بما لا يزيد  عن 30 دقيقة ثم أعود لأكمل ما كنت أفعله فأتفاجأ باختفاء اللابتوب من الغرفة  فأظل أبحث عنه طوال 3 أيام في جميع أركان المنزل من دون نتيجة ثم أعثر عليه في مكان آخر غير هذه الغرفة وتكرر هذا الأمر الغريب لعدة مرات . كما حصل ذلك أيضاً لأكثر من شيء أملكه أنا وفي كل مرة أتفاجأ بوجود المفقود في مكان غير الغرفة المذكورة وكأن هذا المكان الذي أجد به ما فقدته هو "النيش" .

أثناء نومي كنت أحلم بشخص مجهول كان يفسر لي ما يحدث معي ويخبرني بأنه يفعل ذلك من أجل حماية أغراضي من أن تكسر أو يصيبها أذى في هذه الغرفة وكنت أسأله اذا ما كانت هناك مشكلة ما في هذه الغرفة تمنع وجود الأغراض فيها  وفي كل مرة كان يتهرب من الاجابة عن سؤالي وأستيقظ بعدها.، تكرر هذا الشيء مرات كثيرة وترددت رؤيتي لهذا الشخص المجهول الهوية وكانت رؤيتي له تسفر دائمآ عن محادثة طويلة غالباً ما يخبرني خلالها بـأمور ستحدث في الأيام المقبلة فأستيقظ من النوم لأتأكد من أمر ما هل حدث اثناء نومى أم لا ؟ لأتفاجأ برد أمي :  "إنتي عرفتي  منين ! " ، فأجيبها :" هو قالي كده ، أنا خلاص قربت أتجنن " ،  تتوالى نصائح أمي لي بقراءة القرآن كثيرآ والمحافظة على الصلاة في وقتها ... إلخ ،  فيأتيني مجددآ ليخبرني بأن صلاتي وتقربي لله تعالى وقراءتي للقرآن ما هي إلا عامل من العوامل التي تقربه مني أكثر فأكثر وبأنني مخطئة تماماً إذا اعتقدت بأن التزامي هذا سيبعده عني  ، فكان من الطبيعي أن أخبر أسرتي بما يحدث معى فيُصدق البعض منهم كلامي ويكذبه البعض الآخر ويتهمني البعض بالجنون والهلوسة السمعية والبصرية والتشكيك في وعيي وإدراكي ثم يظل يأتي هذا المجهول أثناء نومي إلى أن يأتي اليوم المنتظر ليفصح لي عن هويته وشكله ويخبرني بأنه من الجن المسلم ويريد مساعدتي والبقاء معي وأنه حاول من قبل التواصل معي وأنه كان هو الشخص "ذات الملابس السوداء" ذاته الذي أتاني اكثر من مرة من "الغرفه المظلمة " ولكنه وجد صعوبة في التواصل معي بسبب فقداني للوعي الناجم عن الخوف الزائد الذي كنت أمر فيه ! كان شرطه الوحيد للبقاء هو أن لا أتزوج من أي شخص آخر ! ، بالطبع بدأت في رفض مايقوله ورفضه هو شخصيآ وأبلغته بأن لا يأتيني سواء في أحلامي أو يقظتي وبأنني لا أرغب برؤيته مجدداً ما دمت حية ،  وبعد عدد من المرات في  المشاجرات بيني وبينه أخبرني بأنني لن أراه مجددآ وبأنه سيتركني وشأني وبالفعل بعد فتره عاد كل شئ كما كان وكأن شيئآ لم يكن ! 

تمر السنون ليأتي إلي هذا الزائر الغير مرغوب فيه من جديد ليكلمني عن اشتياقه للحديث والتواجد معي وبأنه لا يريد هذه المرة أي شيء سوى أن أسمح له بالتواجد لمساعدتي وحمايتي فقط لا غير ! فبالله عليكم ليخبرني أحدكم هل جُننت ؟ أم أنا مريضة وأحتاج لعلاج ! وإن كنت مريضة فما تفسير تَحَقُق ما يقوله لي في اليقظة معي ومع افراد أسرتي ؟ رجاءً وليس أمراً:  ليخبرني أحدكم ما الذي يتوجب علي فعله الآن ؟

ترويها سلمى (22 سنة) - مصر