الشقة خاوية من المفروشات سوى من غرفة واحدة خصصتها لنومي ، لأنني اعتبرت الشقة مكان مخصص للنوم لا غير ، كانت الأحوال جيدة معي في الشقة أي " ريحها حلو" طوال أربع شهور وأنا ممن يواظبون على الصلاة حتى جاء الوقت الذي أحسست بأنني لم أعد بمفردي في الشقة ! ، كان هناك شيء غامض حولي يراقبني طوال الوقت من دون أن أراه !
تطور الأمر فأصبحت أحس بحركته بجانبي وأنا نائم ، كان يطأ على المخدة (المرتبه) بهدوء . بقيت مركز أكثر وكل ما يراودني هذا الإحساس أبدأ بقراءة المعوذات من القرآن الكريم إلى أن أخلد تماماً للنوم .
الخوف لم يكن من طبعي نظراً لأمور كثيرة منها أنني أعتدت على السفر بمفردي ولمسافات طويلة وفي أوقات متأخرة منذ أن كنت أبلغ 22 سنة ، علاوة على ذلك وفي كثير من المرات تعطلت معي السيارة على طرق صحراوية نائية وموحشة ، المهم في الموضوع انه لا يتملكني الخوف لما أحس بحضور أحد ما في الشقة وأنا لوحدي فيها.
وكان ينتظرني تطور جديد آخر ، فعندما أنهض وأنا ذاهب إلى المطبخ لأعد كوباً من الشاي أو لسبب آخر ألمح في الحمام امرأة واقفة تعطيني ظهرها ولها صفات ثابتة في كل مرة أراها (نفس الهيئة) ، كانت قامتها طويلة وتلبس نص كم بينما كان شعرها قصير (كاريه) ، ولما يحصل هذا كنت أحاول التجاهل وأقرأ المعوذات كثيراً في اليوم الذي تحصل فيه تلك المشاهدات.
وبعد مرور عدد من الأيام أعددت كوباً من الشاي وفيما كنت عائداً إلى غرفة النوم لمحتها مرة ثانية ! ، فتجاهلتها كالعادة وجلست أشرب الشاي وكنت أضع الكوب على صينية بلاستيكية لونها اخضر منقطة بدوائر بيضاء ، وكل ما حاولت رفع الكوب لأرتشف منه الشاي ومن ثم أضعه على الصينية أجد في منتصفها كأن خطاً يُرسم ، ومع كل مرة أرفع فيها الكوب وأرجعه تزداد الخطوط ، علماً أن الكوب ليس ساخناً لهذه الدرجة ليحرق صينية بلاستيك سميكة ومتينة، والرسم بدأ يكتمل من تجمع هذه الخطوط إلى حد أذهلني عندما وجدت ملامح وجهي مرسومة فيه ! ، التقطت صورة للصينية لأريها لزوجتي لما عدت إلى المنزل آخر الأسبوع وقلت لها أترين هذا ؟ ! فقالت لي أنها رسم لملامحي قولاً واحداً.
وصادف أنني مع الوقت بدأت العمل من منزلي في الإسماعيلية بدون تحمل مشقة السفر من خلال التواصل مع الزبائن والعملاء عبر الهاتف أو من خلال برنامج أونلاين على الكومبيوتر (اللابتوب ، لأتفاجأ بأنني أصبحت أرى نفس الشيء أيضاً في منزلي ! ولم تعد ترضى أن تختفي !
وتطور الأمر حتى أصبحت أبقى لوحدي أسمع همس امرأة (صوت حريمي) في أذني وتضحك .
وفي تطور آخر ، أنا من الناس الذين نادراً جداً ما يحلمون أو لنقل أنني حتى لو حلمت فإنني سأنسى حلمي تماماً، وعمري لم أذكر حلم حلمته بتفاصيله ، دائماً يكون عبارة عن صور مبعثرة لا أفهم منها سياق أو حاجة مفهومة ، لكن منذ فترة كنت سهران في الشرفة (البلكونة) لوحدي وأنا أنهض لأدخل وأنام لقيت يدي كأن شيئاً ما يشدها أو يمسك بها لكي لا أنهض من مكاني ! ، ولما نمت حلمت تلك السيدة التي أراها وهي تدير لي ظهرها واقفة أمامي ، ولما بدأت أتعونذ منها ظهر من العدم أحدهم وأشار لي بإصبعه باشارة نفي ، كأنه يقول لي : " لا ... مش هاتقدر " ، ثم وجدتها تدير جسمها لكي تريني نفسها فرأيتها في منتهي الجمال ، فاستيقظت وأنا أتذكر الحلم بوضوح جلي في وقت متأخر من الليل ، ثم ارتديت ملابسي وذهبت لأشتري سجائر ، وبمجرد أن جلست لأقود السيارة التفت إلى جانبي لأرى نفس المرأة وهي تحدق فيني وتضحك ضحكة ظاهرها سخرية لكن باطنها شر ، وقالت لي كلمة واحدة : " متحاولش " ، ثم اختفت ، لن أقول أنني لم أكترث ، بل كنت في قمة التوتر ، واضطرب كياني وبدأت اقرأ القرآن كما شغلت مسجل السيارة على إذاعة لتلاوة القرآن طوال رحلة عودتي إلى المنزل.
ما هو هذا الكائن ! ، جن ؟ شيطان ؟ أم ماذا ؟ ، علماً أنه لم يؤذيني ، هو متواجد ومتلاصق بشدة معي ، ويغيب بضعة أيام ليظهر ثانية فيما أكون بمفردي ، يظهر لثانية أو ثانيتين على الأكثر ثم يختفي.
يرويها طارق - مصر
ملاحظة
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .