7 نوفمبر 2022

بنت حفيظ

في الليل فقط عواء كلبة دائماً تحت نافذتي يشبه بكاء امرأة ، بعد أن تعوي ثلاث ليال متتالية ، يحدث وفاة في الحارة أو الأسرة ، المريب في الأمر أن لا أحد يسمع صوتها غيري .

وفي أسرتي يرون أن متوارث عن جداتي إذ تفسره نساء القرية بأنه قدرتنا على سماع روح " بنت حفيظ" .

وتروي الأسطورة أن "بنت حفيظ" كانت اخت ثائر يمني من محافظة رداع، كان شاباً ثائراً ضد الحكم العثماني التركي قبل قرنين ، ومن صلافة طباعة و قسوة قلبه تجاه الغزاة اكتشف أن زوج أخته خائن يعمل مع صفوف الأتراك آنذاك ، فلحق به وقتله في داره ، وكانت زوجته برفقته هي و رضيعها ، فهربت بطفلها إلى رأس جبل بالقرية ، لحق بها أخيها الثائر وحاصرها عند قمة الجبل ، بغية قتل رضيعها ، لكن الأم ترجته قائله له : " هو البزي يا اخوي" ، و "البزي" تعني  ابن اختكم ، فرد :" البزي عدو خاله ..!"  فأخذه من حضنها بقماطه، ورمى به من سفح الجبل ،  فحزنت أمه حزناً شديداً عليه ،فظلت تبكي على منصة ذاك الجبل ليال وايام حتى توفاها الأجل ، وقيل إن الراعيات  يسمعن عويلها كلما مررن من هناك وهي تنشد اشعار الرثاء على طفلها ، ومن يومها توارثت نساء اسرتي هذا الجلاء السمعي في سماع صوتها ، وصار بمثابة النذير بقدوم مصيبة أو وفاة شخص عزيز في الأسرة  ، وصارت عبارة " بنت حفيظ" إشارة متعارف عليها في كلام الناس استعداداً لسماع الاخبار الغير سارة.


ترويها سبأ (39 سنة) - اليمن


ملاحظة

- نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من يرويها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها

 للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا


إقرأ أيضاً ...

- تجارب واقعية : أمور لا ينبغي لها أن تحصل 

- تجربة علمية لاختبار أسطورة الذئب والجن

- أسطورة سيدة التلال (بانشي)

- ليلة اكتمال القمر في العلم والأسطورة 


0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .