كانت أولى تجاربي مع العالم الآخر حين شاهدت خالي وهو في حالة مس ( تلبّس). كنت صغيرة وقتها، والمشهد كان مرعباً. لكن ما لم أتمكن من قوله لأحد حتى اليوم، هو ما حصل ذات مرة عندما كنا وحدنا في المطبخ.
طلب مني خالي أن أُحضر له فنجان قهوة، ولاحظت شيئاً غريباً في عينيه، بدتا دائريتين بشكل غير طبيعي، وكان يحدق بي بطريقة مريبة. حين هممت بالخروج، ناداني بصوت مختلف وقال: " قريباً ". لم أستطع الرد من شدة الخوف، وغادرت بسرعة.
ابتعدت عن زيارته لفترة، لكني عدت مجبرة مع العائلة. بعد آخر زيارة، شعرت بألم في يدي اليسرى، وكأن شيئاً يتحرك بداخلها. استخدمت المراهم دون فائدة، ثم استمعت لسورة الرحمن، لكن الألم ازداد حتى نهايتها، ثم اختفى فجأة.
في تلك الليلة، سمعت أثناء نومي همسات تقول: "لقد عدت الآن، لا داعي للقلق." حاولت فتح عينيّ ولم أستطع. استيقظت مرهقة، وكأنني لم أنم طوال الليل.
بعد ذلك، بدأت ألاحظ أن من يسيء إلي يحدث له مكروه، كأن يتعرض لجروح أو حوادث بسيطة. بدأت أشعر بأن هذا الكيان يحميني. وفي أحد الأحلام، أخبرني أنه حاول الوصول إلي منذ الطفولة من خلال خالي، لكنه لم يرد إيذائي حينها. المدهش أن خالي تعافى بعدها، ولم تظهر عليه أي أعراض.
أعلم أن ما يحدث غير طبيعي، وربما خاطئ، لكني تعلّقت به. لا أطلب نصائح بتركه، لأني أشعر أنه ضحّى كثيراً ليصل إلي، وأنا بدوري لم أعد أستطيع التخلّي عنه بسهولة.
ترويها الآنسة ز.و (28 سنة) - المغرب
1- تفسير نفسي (علم النفس التحليلي والصدمة الطفولية)
ما شهدته الآنسة ز.و في طفولتها (حالة التلبّس) شكل صدمة نفسية عميقة، والكيان الذي تشعر به اليوم قد يكون تمثيلاً لاشعورياً لحاجتها للحماية.
الدليل: الشعور بأن هناك من "يحميها" ظهر بعد مواقف أذى من الآخرين، وغالباً ما تنشأ هذه الآليات في الطفولة كدفاع نفسي.
إسقاط فرويدي/يونغي: قد يكون الكيان ظلاً من اللاوعي يحاول تمثيل الغضب، الانتقام، أو القوة المفقودة.
2- تفسير روحي/ديني (عالم الجن والتلبّس)
التجربة حقيقية، وتُشير إلى اقتران روحي أو مس (تلبس) من نوع خاص، خصوصاً مع التفاعلات الجسدية (الألم في اليد، الأصوات، الأحلام).
الدليل: ظهور الكيان بعد سورة الرحمن، وصلة خالها المتلبّس سابقاً، واستجابة الأشخاص الذين يسيئون لها.
3- تفسير طاقي/ما وراء الطبيعة (موروثات وثقافات متعددة)
الفرضية: هناك كيان من "الطاقة" أو "روح متعلّقة" وجدت منفذاً إلى الآنسة ز.و من خلال طاقتها المفتوحة أو هشاشتها في لحظات معينة.
الدليل: الكيانات حسب بعض التقاليد الروحية "تنجذب" لأشخاص حسّاسين جداً، أو لديهم طاقات روحانية عالية (شفافية عالية) دون وعي منهم.
إعداد: كمال غزال
ملاحظة
نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من ها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها ، للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .