![]() |
يرويها م.ح.س الأردن |
ليست هذه مجرد مواقف عابرة... بل لحظات زلزلت قناعاتي وأربكت واقعي ، تجارب حيّة عشتها بنفسي، وما زالت تفاصيلها تلاحقني حتى اليوم ، أكتبها لا لأقنع أحداً، بل لأحرّرها من ذاكرتي... علّني أجد تفسير ما لا يُفسَّر.
عندما كنت في السادسة من عمري، كان لي قريب سافر إلى إحدى الدول الأوروبية وانقطعت أخباره لست سنوات. وفي أحد الأيام، أخبرت أهلي فجأة بأنه الآن في الطائرة عائداً إلى الوطن. وبعد ثلاث ساعات تقريبًا، قلت لهم إنه قد وصل المطار، وهو الآن يستقل سيارة أجرة في طريقه إلى منزلنا. ثم، بعد مرور ساعة - وهي تقريباً المدة الزمنية الفاصلة بين المطار ومنزلنا - قلت: " إنه يصعد السلم الآن، ويقف أمام باب الشقة." ، والمفاجأة كانت أنه فعلاً وصل بنفس الترتيب الذي ذكرته، وهو ما أثار ذهول كل من كان في البيت.
من أنقذني من الموت ؟
كنت في الثامنة عشرة من عمري، أعبر إحدى الطرق المخصصة للقطارات، دون أن أنتبه لمرور قطار كان يقترب بسرعة. لم أسمع صوته، ولم أره قادماً. وفجأة، شعرت بيد قوية تدفعني من ظهري إلى الجانب الآخر من السكة، وفي اللحظة نفسها مرّ القطار أمامي تماماً. لم يكن هناك أحد حولي يمكن أن يكون قد دفعني، ومع ذلك، جرى إنقاذي في اللحظة الأخيرة. وحتى اليوم، لا أعرف من أنقذني.
تشويش مكاني
في مرحلة لاحقة من حياتي، كنت أعمل ليلاً في أحد الفنادق. وذات مرة، كنت أقوم أنا وزميلي بصيانة أحد المصاعد. كنا نعمل في الدور الأول، ومن هناك بدأنا نرفع العمل تدريجياً حتى وصلنا إلى الدور الرابع، حيث يقع قسم الـ"سبا" الخاص بنزلاء الفندق ، بينما كنا نعمل، مرّت أمامنا إحدى الزميلات، تعمل عادة في السبا، لكنها لم تكن ترتدي الزي المخصص لها، ما أثار انتباهنا. وتساءلنا: كيف لها أن تصعد للعمل دون زيها الرسمي ؟
لكنّ الصدمة كانت أننا، في الواقع، لم نكن في الدور الرابع كما كنا نظن. كنا لا نزال في الدور الأول، رغم أننا بدأنا الصيانة من هذا الدور وواصلنا الصعود خطوة بخطوة ، المصعد لم يكن من الممكن أن يغلق تلقائيالأن زميلي كان يثبت الباب بقدمه، كما أن كابل الكهرباء الخارج من المصعد يمنع انغلاقه تماماً. ورغم كل هذه المؤشرات، بدا وكأن الزمان أو الإدراك قد خدعنا. وحتى اليوم، لا نزال، أنا وزميلي، نتحدث عن هذا الحدث ولا نجد له تفسيراً منطقياً.
هذه ثلاث تجارب فقط من سلسلة أحداث غريبة مررت بها طوال حياتي ولو دوّنتها جميعاً لاحتجت إلى مجلدات. البعض يقول إنني "روحاني"، وآخرون يعتقدون أنني "مُراقب من الجن"، ومنهم من يظنني "ساحراً".
لكني لست شيئاً من هذا كلّه ، كل ما أعرفه أنني تعبت من كثرة ما مررت به دون أن أجد تفسيراً.
يرويها م.ح.س (36 سنة) - الأردن
فرضيات التفسير - كمال غزال
التنبؤ الدقيق بعودة القريب المسافر
كان صاحب التجربة بعمر 6 سنوات، حيث تنبأ بتوقيت وصول قريبه من الخارج بدقة مذهلة، دون أي وسيلة تواصل ، وفيما يلي التفسيرات المحتملة من الماروائيات وعلم نفس الغرائب :
- شفافية روحية في الطفولة: في بعض المعتقدات، يُنظر إلى الأطفال على أنهم أكثر "ارتباطاً بالعالم الآخر" قبل أن تطمسهم الماديات، ويكونون أكثر عرضة للرؤى أو الرسائل.
- فتح بصيرة مؤقت: قد يكون الطفل قد اختبر لحظة من الاستبصار clairvoyance أو الانكشاف الباطني في تلك اللحظة.
- التخاطر (Telepathy): رغم عدم ثبوته علمياً، إلا أن هناك دراسات على "الحدس الفائق" خاصة بين الأقارب، تفترض إمكانية تبادل معلومات على مستوى عصبي دقيق.
- ذاكرة المعتقد: الأطفال قد يُظهرون "معرفة غير مفسّرة"، ما يُعرف في علم النفس الغامض بـ Anomalous Knowledge، ولكن يصعب التحقق منها تجريبياً.
- التخمين المصادف: الأطفال يتمتعون بخيال خصب، وقد "صادف" أن تكون توقعاته صحيحة، فترسّخت في ذاكرة العائلة بسبب غرابتها.
- أثر الاسترجاع الانتقائي: قد يكون روايته اللاحقة مشبعة بالتفاصيل التي لم تكن بتلك الدقة وقت الحدث، ولكن عقله رتّبها لاحقاً لتبدو متسلسلة.
اليد الخفية التي أنقذته من القطار
كان صاحب التجربة على وشك أن يصدمه القطار، ولم يشعر به، ثم فجأة شعر بيد قوية تدفعه بعيداً، ولم يكن هناك أحد حوله ، وفيما يلي التفسيرات المحتملة من الماروائيات والباراسيكولوجي وعلم الأعصاب :
- حارس روحي أو ملاك: في عدة ثقافات، يُعتقد أن هناك كيانات روحانية ترافق الإنسان وتمنعه من الهلاك قبل أوانه (كالملاك الحارس).
- تدخل كائن غيبي: في التراث الإسلامي وغيره، هناك روايات عن الجن الصالح أو الكائنات الخفية التي تتدخل لمساعدة الإنسان في لحظات الخطر.
- إدراك متأخر: قد يكون هناك شخص قريب فعلاً دفعه ثم اختفى بسرعة دون أن يراه، أو أنه نجا بفعل خطوة لاواعية فسرها لاحقاً كـ "دَفعة من مجهول".
- رد فعل دماغي خاطف: في لحظات الخطر الشديد، يفرز الجسم دفعة ضخمة من الأدرينالين قد تسبب حركات لاواعية سريعة جداً، قد يفسرها الدماغ لاحقًا على أنها دفعة خارجية.
- إسقاط ذهني: العقل قد يُنتج هلوسة حسّية مؤقتة (كأن يشعر بيدٍ تمسكه) نتيجة الصدمة والخوف المفاجئ.
- آلية "النجاة الفطرية": في الأعصاب الشوكية، توجد ما يُعرف بـ الانعكاسات اللاإرادية التي قد تدفع الجسم بعيداً دون قرار عقلي واعٍ.
المصعد والخلط المكاني في الفندق
ذكر صاحب التجربة أنه أثناء صيانة المصعد، اعتقد هو وزميله أنهما يعملان في الطابق الرابع، ثم تبين لهما أنهما في الطابق الأول، رغم مرور زميلة تعمل في الرابع أمامهما، وعدم إمكانية إغلاق المصعد من الأساس ، وفيما يلي التفسيرات المحتملة من الماروائيات وعلم النفس :
- تشوّه في الإدراك الزمني والمكاني: يُعتقد في بعض المعتقدات أن الأماكن قد تشهد تشوّشات طاقية تؤدي إلى تغيّر في الإحساس بالزمن أو الموقع.
- "طيف" أو كيان متجسد: بعض التفسيرات الماورائية تذهب إلى أن ما رأوه لم يكن زميلتهم فعلياً، بل ظهوراً شبيهاً Doppelgänger أو انعكاساً من بعد آخر.
- تشوّش الإدراك المكاني: الإرهاق، العمل الليلي، والبيئة المتشابهة داخل الفندق قد تؤدي إلى فقدان الإحساس بالمكان مؤقتاً Spatial Disorientation. يمكنك الإطلاع على مزيد من ا لتفاصيل حول ظاهرة الخلط أو التشويش المكاني.
- الإيحاء المتبادل: وجود صديق يؤكد لنفسه نفس الظن يعزز الوهم الجماعي أو الـ Shared Misperception.
- خطأ في الذاكرة قصيرة المدى: تشابه الأدوار، الأروقة، والإضاءة قد يؤدي إلى سوء تفسير حسي ومكاني ناتج عن الضغط الليلي وقلة النوم.
- احتمالية وجود تشابه في العاملات: من الممكن أن تكون تلك الزميلة مرّت بالفعل، أو أنها كانت في الدور الأول لسبب خاص، والدماغ ربطها تلقائياً بالسبا في الدور الرابع.
استنتاج
اجتماع هذه الأحداث في شخص واحد لا يمكن تجاهله فهو لا يدل فقط على صدفة بل يشير إلى وجود قابلية روحية أو نفسية للتفاعل مع "ما وراء" الواقع الظاهري. قد لا يكون "ساحراً"، كما ظن البعض وقد لا يكون "روحانياً" بالمعنى التقليدي... لكنه نافذة مفتوحة على شيء أكبر.
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .