على أي حال كان ابن عمي هو ذلك الطفل ، حينها تملكني الفضول وأنا في سنين المراهقة لحضور الجلسة فألححت على ذلك لأسأل المنوم عدة اسئلة . وهكذا ذهبت مع أبي إلى منزل "المنوم" .
في بداية الجلسة أخبر"المنوم" ابن عمي أن كل ما سيراه هو مثل حلم وطمأنه وأن لا شيء فيه يستطيع ايذاءه أو حتى رؤيته ، وأنه بمأمن حتى لو رأى مشهداً عنيفاً أو جريمة قتل ، ثم قام "المنوم" بوضع نقطة من الحبر على ظفر إصبع ابن عمي وطلب منه التركيز عليها .
بعد لحظات استرخى ابن عمي كمن نام فعلاً أو حصل له إغماء ، هنا أخبره المنوم أنه في المكان الفلاني وفي التاريخ والوقت الفلاني وطلب منه أن يصف ما يراه ويستمر في الحديث ، وبالفعل كان ابن عمي يحكي كل ما يراه ونحن نسمع ثم أخبره أن أفراداً من القوات (أعتذر عن ذكر إنتمائها) دخلت المكان فأخذت أباه في سيارة عسكرية ، ثم طلب منه المنوم أن يصعد معه فأجابه بأنه صعد معه في السيارة . وهكذا ظل يتنقل مع عمي من معسكر ومعتقل إلى آخر حتى استقر به الحال أخيراً في معتقل إيراني ، هنا طلب منه المنوم بأن يغادر المكان والزمان ثم قال له : " الآن أنت بنفس المكان ولكن بتاريخ كذا " ، أضاف المنوم عدة سنوات أو في تاريخ لاحق، وسأله بعد ذلك : " هل ما يزال أبوك في نفس المكان ؟ " ، فقال له : " نعم "، لكنه يبدو لي أكبر سناً وهو جالس الآن يقرأ القرآن " ، أخيراً قام المنوم بفرقعة بين أصابعه ليصحو ابن عمي !
هنا وبعد نهاية الجلسة أخبره أبي بأنني راغب بطرح بعض الأسئلة عليه ، طبعاً المنوم لم يمانع بل على العكس كان مرحباً ، وكان سؤالي الأول له عن حدود إمكانياته في الرجوع بالزمن فهل يستطيع مثلاً أن يجعلني أرى بناء الاهرامات ؟! ، أجابني بأنه يستطيع ذلك ولكن بشروط ، الأول أن امتلك تاريخاً دقيقا للرجوع إليه باليوم وبالشهر والسنة والوقت .
وسؤالي الثاني له كان إذا كان بمقدوره أن يتجاوز حدود الأرض ، فهل يستطيع مثلاً جعلي أركب مركبة فضائية مع رحلات أبوللو لأرى القمر ؟! ، هنا كان جوابه غير مقنع حيث قال أنه يستطيع لكنه لن يفعلها خوفاً علي من تعرض المركبة لحادث أو حريق أو أفزع أو يصيبني مكروه .
وأخيراً ... باءت محاولاتنا في الإستدلال على مكان عمي بالفشل لأنه خارج العراق حسب ما رأه ابن عمي ، كما قام أبي وبمعونة عمي الآخر الاتصال بالصليب الأحمر وطلبوا منهم أيضاً البحث أو السؤال عن عمي المختفي عند الجانب الإيراني لكن لم نحصل على نتيجة تُذكر .
يرويها ح.خ (38 سنة) - العراق
تعقيب كمال غزال
ما زال استخدام التنويم الإيحائي الذي يعرف يين الناس خطأ بـ "المغناطيسي" يثير جدلاً يتعلق بمدى صدق التفاصيل التي يرويها الشاهد خلال الجلسة ، إذ يقول الدكتور أورني وهو بروفسور في علم النفس من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية: "الزعم بأن استخدام التنويم المغناطيسي كاف لاسترجاع الكثير من تفاصيل الذكريات المخبأة ما زال أمراً مشكوكاً فيه إلى حد بعيد".
وبعض الخبراء يعتقدون أن تلك الجلسات تساهم أيضاً في "غرس ذكريات جديدة لم تكن موجودة أصلاً " في عقل الشخص قبل تنويمه وهي ناتجة أصلاً عن إيحاءات من قام بتنويمه وبناء على ذلك لا يعتبر التنويم الإيحائي وسيلة موثوق بها للوصول إلى الحقيقة الكاملة لما حدث بالفعل أو للاستدلال على مكان اختفاء شخص ، فما بالك بطفل لم يكن أصلاً متواجداً مع أبيه ، أي أن تلك الذكريات غيرموجودة أصلاً فكيف نسترجعها في جلسة تنويم ؟!
لا نعلم لماذا أصر المُنوم على الإتيان بطفل ؟ هل لأنه يسهل عليه تنويمه ؟ ربما أو لأن الطفل ذو خيال خصب يقوي حجة المنوم أمام العائلة بأن يسترسل بوصف الأماكن التي يزورها خلال وعيه الذي يكون ما بين النوم واليقظة.
كذلك استخدم المنوم طريقة غير تقليدية للدخول في حالة من الوعي ، أي التحديق نقطة حبر على ظفر ، وهي تشبه كثيراً تلك المستخدمة في جلسات "فتح المندل" وتتضمن التحديق في طبق من الحبر السلطاني الاسود وهذا التحديق في نقطة وبلا شك يسهل عملية تبدل الوعي أو الدخول في حالة التنويم .
إقرأ أيضاً...
- تجارب واقعية : رسائل من متوفين في جلسات تنويم
- التنويم الإيحائي (المغناطيسي)
- تأثير الحرمان الحسي على العقل
ملاحظة
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .