29 أبريل 2025

لقطات من الغيب

ترويها منور

قبل عدة أشهر حصلت معي حادثة غريبة حيرت عقلي ، كنت في إحدى الليالي أصلي، وأثناء السجود في الركعة الأخيرة، وأنا مستيقظة تماما على سجادتي، رأيت فجأة مشهداً واضحاً أمامي: شاب أعرفه يقف في وضح النهار في شارع عام، وكان ممسكاً بورقة في يده، ويرتدي قميصاً أحمر وبنطالاً بلون رمادي.

استغرقت هذه الرؤية لحظات قصيرة جداً، ربما ثانية واحدة أو أقل، رغم أن الوقت في الواقع كان مساءً


بعد انتهائي من الصلاة، سارعت إلى مراسلة ذلك الشاب، واسمه "أحمد" عبر تطبيق فيسبوك. فسألته مباشرة :

"أحمد، هل كنت اليوم ترتدي قميصاً أحمر وبنطالاً رمادي اللون، وكنت واقفًا في شارع رئيسي تحت الشمس وتحمل ورقة في يدك؟  "

كانت دهشته بالغة عندما أجابني مؤكداً: نعم، وكيف عرفتِ ذلك ؟

أخبرته أن هذه " اللمحة الذهنية الغير عادية " قد ظهرت لي فجأة أثناء صلاتي، ولم أره قبلها أو أتواصل معه بذلك اليوم.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ أثناء حديثي معه لاحقاً، عاودتني رؤية أخرى، إذ شاهدت الغرفة التي كان يجلس فيها أحمد. لم تكن الرؤية شديدة الوضوح، لكنها كانت كافية لأن أصف له بعض تفاصيل المكان. أرسلت له رسالة أخرى قلت فيها :

" سريرك يوجد بجانبه شيء كبير من جهة اليمين، ولكنه ليس جداراً، كما أن هناك نافذة عند رأس السرير ناحية الزاوية، وباب الغرفة يقع مقابلك مباشرة."

أجابني أحمد بدهشة مؤكداً صحة هذه الأوصاف، وسألني مستغرباً: " بسم الله ! ... كيف تعرفين كل هذا ؟! "

ثم رأيت في الرؤية ذاتها أنه وضع ساقاً فوق ساق، ومدّ يده إلى رأسه، فأرسلت له رسالة أخرى أسأله:

" لماذا رفعت ساقك فوق الأخرى ؟  ولماذا وضعت يدك على رأسك ؟ "

وقد أجابني مصدوماً بأن ما قلته قد حصل بالفعل كما وصفته.


أحب أن أوضح هنا بأنني لست فتاة شديدة الالتزام الديني، كما أن علاقتي بالشاب أحمد كانت عادية ولم أكن أتحدث معه كثيراً.

ولم تقتصر غرابة ما مررت به على هذه الحادثة فحسب؛ فقد تكررت معي ظواهر أخرى تتعلق بظهور اسمي بطريقة غامضة:

المرة الأولى كانت قبل أربع سنوات تقريباً، عندما كنت أجفف شعري بعد الاستحمام. وضعت المنشفة على الكرسي ولاحظت فجأة أن اسمي مكتوب على قماش المنشفة بطريقة غريبة، وكأن أحدًا خطه بخيوط دقيقة عبر تشابك ألياف القماش، وكان يتكرر على امتداد المنشفة. التقطت صورة لها، ورآها العديد من الناس.

المرة الثانية حدثت قبل نحو عامين أو أقل، عندما كنت جالسة في العمل. نظرت صدفة إلى الأرض، فرأيت اسمي مكتوبًا بوضوح في الغبار، وكأنه كتب بخط يد. شاركني زميلاتي الرؤية ودهشن كما دهشت.

أما المرة الثالثة فكانت قبل أقل من سنة، حينما كانت والدتي تشرب القهوة. نظرت بالصدفة إلى فنجانها، فوجدت اسمي مكتوباً بداخله وكأنه منقوش بطريقة عفوية. والمثير أن عائلتي لا تمارس عادة قراءة الفنجان ولا تؤمن بها أصلًا.

كانت هذه بعض التجارب التي عشتها شخصيًا، وأترك تفسيرها لمن يشاء، دون أن أتبنى تأويلاً معينًا لها.


 ترويها: منور (26 سنة) – الأردن

فرضيات التفسير

1- الفرضية الماورائية - قدرة الرؤية عن بُعد Remote Viewing

قد تندرج تجربة منور ضمن ما يُعرف في الباراسيكولوجي بظاهرة "الرؤية عن بُعد" Remote Viewing ، وهي القدرة المفترضة على إدراك معلومات أو مشاهدة أشخاص وأماكن تقع خارج نطاق الحواس العادية، ودون استخدام وسائل مادية. وهناك دراسات محدودة تناولت هذه الظاهرة وأشارت إلى إمكانية وجودها في حالات نادرة، وإن كان المجتمع العلمي لا يعترف بها كظاهرة مثبتة.


2- الفرضية الاجتماعية - شيوع الترتيبات الداخلية للغرف

تفسير آخر قائم على المنطق يفترض أن كثيراً من غرف النوم تتشابه في ترتيبها، مثل وجود سرير ملاصق لحائط، مع نافذة بالقرب من الرأس أو باب مقابل للسرير. لذا قد يكون تخمين منور حول غرفة أحمد مبنياً - ولو بلا وعي - على معرفتها بالشائع من تصاميم الغرف، مما أعطاها فرصة أكبر لتصيب توقعاتها بعض تفاصيل المشهد.


3- الفرضية النفسية - أثر العلاقة غير المباشرة والملاحظة السابقة

رغم أن منور أكدت أنها لا تتواصل كثيراً مع الشاب أحمد، إلا أنه من الممكن أن تكون قد لاحظت بعض التفاصيل المرتبطة به سابقاً (كالملابس المفضلة، نمط تصرفه، بيئته) بشكل غير واعٍ، وتراكمت تلك الانطباعات داخل ذاكرتها، فظهرت لاحقاً على هيئة رؤى أو تخمينات دقيقة أثناء حالة التأمل أو التركيز العالي المرتبط بالصلاة.


4- الباريدوليا - حول ظهور الاسم

أما بخصوص رؤية اسمها على المنشفة أو في الغبار أو في فنجان القهوة، فيمكن تفسيرها عبر آليات الباريدوليا البصرية أو تأثير التوقع الذهني expectation effect، حيث يبحث الإنسان عن أنماط ذات معنى خاص له في المحيط عندما يكون تحت تأثير نفسي معين، خاصة في أوقات التوتر أو الانشغال الذهني.


إعداد : كمال غزال


ملاحظة

 نشرت تلك القصص وصنفت على أنها واقعية على ذمة من ها دون تحمل أية مسؤولية عن صحة أو دقة وقائعها ،  للإطلاع على أسباب نشر تلك التجارب وحول أسلوب المناقشة البناءة إقرأ هنا


أقرأ أيضاً ...

- قدرة النظر عن بعد

- النظر عن بعد : قدرة يمكن التدرب عليها

- الباريدوليا 

0 تعليقات:

شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .