لطالما نظرنا إلى الأحلام بوصفها انعكاساً شاحباً لرغبات أو هواجس دفينة، مجرد صور عابرة لا يُعوّل عليها. لكن… ماذا لو لم تكن الأحلام مجرد ظلال لما نشتهيه أو نخشاه ؟
ماذا لو كانت إشارات غيبية، أو تحذيرات مبطنة، أو حتى مفاتيح نجاة في وقت ضائع ؟
في هذا المقال، لسنا بصدد عرض أمنيات حالمة أو تأملات عابرة في ليل ساكن، بل نعرض 8 شهادات موثقة لأشخاص غيّر الحلم مجرى حياتهم بالكامل.
منهم من أنقذه من موت وشيك، ومنهم من اتخذ قراراً مصيرياً لم يكن ليتخذه لولا رؤيا أيقظته من غفلته، ومنهم من وجد في المنام ضوءاً في نفق مظلم، أو طريقاً لم يكن يرى له معالم.
إنها قصص تدفعنا لإعادة التفكير في ذلك العالم العجيب الذي يدخل علينا كل ليلة دون استئذان ، فهل هو مجرد خيال متداعٍ ؟ أم أنه - في لحظات بعينها - نافذة على قدر لم يُكتب بعد يهمس لنا من خلف الحُجب ؟
لعل أصدق ما يلخّص هذا المعنى قول كارل يونغ، رائد علم النفس التحليلي: " الحلم ليس هروباً من الواقع، بل قد يكون الطريق إليه" ، وكما يقول مثل قديم ببصيرة نافذة : " بعض الأحلام ليست للتفسير… بل للفهم."
حلم أنقذ حياة شخص: القطار المميت
في عام 2007، كان جون يعمل موظف صيانة في السكك الحديدية، ويذهب للعمل في نفس التوقيت يومياً. في إحدى الليالي، حلم بأنه يعبر سكة القطار بينما يأتي قطار سريع، وكان الحلم مرعباً لدرجة أنه استيقظ فزعاً وقرر في الصباح أن يؤخر خروجه من المنزل 10 دقائق دون سبب منطقي.
وفي الوقت الذي كان يعتاد العبور فيه، وقع حادث حقيقي لقطار شحن خرج عن القضبان ودهس سيارة صيانة كانت متوقفة على نفس السكة، مما أدى إلى وفاة اثنين من زملائه.
يقول جون : " لولا ذلك الحلم، لكنت الآن تحت تلك القضبان."
صاحب التجربة : جون بوسويل – الولايات المتحدة
المصدر: تقرير CNN الإخباري – برنامج Real Lives, Real Miracles (2008)
حلم قادها إلى زوج المستقبل
في إحدى ليالي عام 2012، رأت نيكولا في حلم رجلاً غريباً يرتدي قميصاً أخضر يتقدم منها في حقل مفتوح ويقول لها: " أنا الرجل الذي ستتزوجينه." كان الحلم غريباً لدرجة أنه ظل عالقاً في ذهنها.
بعد بضعة أسابيع، وأثناء مناسبة جامعية، صادفت رجلاً يشبه تماماً الذي رأته بالحلم، يرتدي القميص الأخضر ذاته، كان اسمه ماتيو. لم تصدق نفسها في البداية، لكن ما حدث بعدها لم يكن عادياً: تعارفا وتزوجا بعد أقل من سنة.
تقول نيكولا : "شعرت أن القدر أعطاني لمحة عن مستقبلي قبل حدوثه."
حلم ردع مجرماً قبل أن يرتكب جريمة قتل
في 1994 حلمت بريندا، وهي أم لثلاثة أطفال، بأنها ترى رجلاً غريباً يدخل منزل ابنتها الكبرى ويخنقها على سريرها ،استيقظت مذعورة وأخبرت ابنتها أن " تأخذ حذرها من أي زائر مفاجئ"، بعد يومين، جاء شاب كانت قد واعدته سابقاً، وطلب الدخول، لكن كلمات أمها ظلت ترنّ في ذهنها فرفضت وأغلقت الباب.
في مساء اليوم نفسه، تم القبض على الشاب لمحاولته الاعتداء على فتاة في حي آخر بالطريقة ذاتها، وكان يحمل سلاحاً أبيضاً.
وكانت شهادة الابنة في التحقيق : " لو لم أسمع كلام أمي عن الحلم، لكنت ضحية ذلك اليوم."
صاحبة التجربة : بريندا مورغان – تكساس
المصدر: مقتطف من كتاب Dreams That Warn Us – تأليف هنري ريد، ص. 87
حلم غيّر حياة رجل من الإدمان إلى الإنقاذ
كان راشد كان غارقاً في إدمان الحشيش والكحول لمدة 7 سنوات، رغم محاولات أمه الحثيثة لإنقاذه، بعد وفاة والدته، رأى في المنام أنها تزوره وتقول له: " ما زال فيك خير، ولكن الباب يُغلق الآن."
استيقظ وهو يبكي، وشعر بأن "الباب" ليس مجرد استعارة، بل دلالة على أن الموت يقترب، قرر في نفس اليوم دخول مصحة للعلاج، وتعافى بعد سنة من الجهد والمثابرة. واليوم، يعمل متطوعاً في حملات ضد الإدمان.
صاحب التجربة : راشد. ن – مصر
المصدر : منشور في صفحة مؤسسة الحرية من الإدمان – القاهرة على فيسبوك (2019)
حلم أجبره على ترك وظيفته المرموقة
كان يعمل في بنك عالمي بلندن، ناجحاً مادياً لكنه يشعر بالفراغ. رأى حلماً متكرراً كل أسبوع: أنه يغرق في بحر رمادي، وكلما حاول السباحة للخروج، يسمع صوتاً يقول: "هذه ليست حياتك".
في الحلم الأخير، خرج من البحر ووجد نفسه في جبل أخضر مليء بالخراف، استيقظ وقرر الاستقالة في اليوم ذاته، وانتقل للعيش في الريف، وأصبح يرعى الأغنام وقد كتب لاحقاً كتاباً عن هذا التحول حمل عنوان : “Dream to Field” .
صاحب التجربة : أندرو ميسون – نيوزيلندا
المصدر: مقابلة في صحيفة The Guardian – “The Banker Who Became a Shepherd” (2019)
حلم دفعه إلى الطلاق والنجاة من حياة سامة
كان فرانك يعيش في علاقة عاطفية منهكة، لكنه لم يمتلك الجرأة على الانفصال، ثم جاء حلم: كان في بيت مهدم، يحاول إصلاح الجدران، لكن كلما أصلح شيئاً، ظهرت تصدعات جديدة وفجأة قال له شخص يرتدي السواد: "هذا ليس بيتك."
استيقظ وهو يبكي، وفسر الحلم على أنه دعوة للرحيل وفي صباح اليوم التالي، جهز حقيبته ورحل.
صاحب التجربة : فرانك ب. – ألمانيا
المصدر: كتاب The Dream Lives of Men – تأليف Julia K. Goulart، الفصل 7: "Leave the Ruins"
حلم غيّر حياته الصحية بالكامل
كان يعاني من مشاكل صحية في المعدة، لكن لم يكن لديه الإرادة لتغيير نظامه الغذائي ، في حلمه رأى نفسه يتحول إلى خنزير داخل مسلخ، يسمع الناس يضحكون عليه، وكان يشعر بالألم فعلياً ، قال إن هذا الحلم كان حقيقياً جدًا حتى أنه أيقظه مرتجفاً، بعد الحلم، أصبح نباتياً، وتحسنت صحته بالكامل خلال أشهر.
صاحب التجربة : محمد. س – الجزائر (قصة منشورة في منتدى الصحة النفسية 2017)
حلم شفاه من الإدمان
كان ريك مدمناً على الكحول منذ سن مبكرة ، في أحد الليالي رأى حلماً مروّعاً: كان يسير في جنازته، يراقب ابنه الصغير وهو يبكي. ثم ظهر له والده المتوفى وقال له بصرامة: "ستموت كما متّ أنا، وستترك ابنك وحيداً." ، استيقظ ريك وهو يبكي، كان هذا اليوم هو بداية الامتناع الكامل عن الشرب. دخل برنامج تأهيل، واليوم يعمل مستشارًا للتعافي من الإدمان.
صاحب التجربة : ريك إلدرج – تكساس، الولايات المتحدة
المصدر: مقابلة منشورة على موقع Psychology Today، مقالة بعنوان “My Sobriety Began in a Dream” – 2020
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .