في ليلة شتوية قاسية من شتاء عام 1995، وبينما كانت الثلوج تغطي شوارع شيكاغو بصمت ثقيل، دوى نداء استغاثة في أجهزة الإطفاء المحلية: مبنى سكني قديم يشتعل في حي شبه مهجور.
لم يكن ذلك النوع من الحرائق الغريبة على رجال الإطفاء في المدينة، لكن ما حدث تلك الليلة لم يكن اعتيادياً على الإطلاق.
لم يكن ذلك النوع من الحرائق الغريبة على رجال الإطفاء في المدينة، لكن ما حدث تلك الليلة لم يكن اعتيادياً على الإطلاق.
"جون سوليفان" - وهو اسم مستعار لرجل إطفاء مخضرم فضل إخفاء هويته - كان من أوائل من استجابوا للبلاغ. لكنه لم يكن يعلم أن تلك المهمة ستترك في ذاكرته أثراً لا يمحوه الزمن.
يقول جون: " كنت أول من صعد السلالم المعدنية المهترئة إلى الطابق الثاني. الرؤية كانت شبه معدومة، والدخان كثيف لدرجة أني بالكاد كنت أرى ضوء المصباح الخاص بي. فجأة، سمعت صوت امرأة تصرخ طلباً للنجدة. بدا الصوت قادماً من نهاية الممر."
اندفع جون نحو مصدر الصوت وهو يصرخ: " أين أنتِ ؟! أصدري صوتاً لأعرف مكانك !"
واستمرت الصرخات متقطعة، أقرب فأقرب. وصل إلى إحدى الغرف المحترقة، فتح الباب المكسور، لكن لم يجد أحداً. كانت الغرفة خالية تماماً، لا نوافذ مكسورة، لا مخرج خلفي، ولا أي إشارة إلى وجود أحد.
وتابع قائلاً: " لم أجد أحداً ، لا جثة، لا أثر. لكن ما زلت أسمع الصوت وكأن أحدهم يهمس خلفي. استدرت فجأة، ولم يكن هناك أحد. شعرت بشيء يمرّ بجانبي، كأن ريحاً باردة عبرتني رغم الحرارة الشديدة. في تلك اللحظة، صُعقت حرفياً، شعرت أني لا أقاتل ناراً فقط، بل شيئاً لا يُرى."
بعد دقائق، انهار جزء من السقف فوق تلك الغرفة بالتحديد ، ولو بقي جون هناك دقيقة إضافية، لربما لقي مصرعه .
لكن الأمر لم ينتهِ هنا ، بعد الحريق، بدأت التحقيقات ، وبحسب سجلات الإيجار، لم يكن أحد يقطن الطابق الثاني منذ أكثر من عام والأغرب أن الصوت الذي سمعه جون، سجلته أجهزة الطوارئ التي كانت موصولة بجهاز الاتصال اللاسلكي. وقد أكد زملاؤه لاحقاً أنهم سمعوا عبر الجهاز صوت امرأة تهمس بوضوح: " ساعدوني... أنا هنا."
عند مراجعة السجلات القديمة، تبين أن هناك امرأة تُدعى "إليزابيث هاربر" لقيت حتفها في نفس الغرفة عام 1978 بعد أن اشتعلت النيران في مدفأتها خلال موجة برد شديدة ، قيل إنها ظلت تصرخ لساعات، ولم يسمعها أحد.
جون، الذي تقاعد بعد سنوات طويلة في الخدمة، ختم شهادته قائلاً: " لقد رأيت الكثير في حياتي المهنية، لكن تلك الليلة غيّرتني إلى الأبد. لم تكن مجرد نيران... بل كانت أرواح لا تزال تبحث عن خلاص."
0 تعليقات:
شارك في ساحة النقاش عبر كتابة تعليقك أدناه مع إحترام الرأي الآخر وتجنب : الخروج عن محور الموضوع ، إثارة الكراهية ضد دين أو طائفة أو عرق أو قومية أو تمييز ضد المرأة أو إهانة لرموز دينية أو لتكفير أحد المشاركين أو للنيل والإستهزاء من فكر أو شخص أحدهم أو لغاية إعلانية. إقرأ عن أخطاء التفكير لمزيد من التفاصيل .